مقدمه||أحداث الماضي

147 23 8
                                    

"كل قصص الحروب متشابه، لكن النهاية هي من تحدد اختلافها"

في أحد العوالم الغارقة فى صراعات دامية، حيث عمّت الفوضى بقاع أراضيه وصبغتها الحروب اللامتناهية باللون الأحمر.

اختفت الشمس خلف السحب السوداء، وانتشر الضباب لِيسرق من القلوب أمانها، وتُحبس أفراح العالم بين قضبانٍ من الدموع الدامية، وكسا الحزن بردائه الأسود العتيق هذا العالم البارد.

حدث هذا منذ مئة عام حين انقلبت الآية وتنتصر الشر على الخير واعتلى العرش متجسداً في ظل رجل أَطْلَقَ عليه الملك الأسود.

كان شخص من بين أشخاص قلة تجرى بداخل عروقهم دم مقدس ملقبين بحامل النور وهم فئة كانت لها دور كبير في توازن العالم، لكن ذلك الشخص كان قلبه مغلف بالحقد والكراهية ما يكفي لإغراق روحه فى الشر ومنحها لِقوى الظلام.

كان طاغية حقير آباد كل حامل نور.. رجل كان أم أمراه، طفل أو شيْخًا كبير، ذلك اليوم الدموي نُقش في أسطر التاريخ بدماء الكثير من الأبرياء.

اقتحم أعوان الأسود البيوت والقصور مطاردين أي حامل نور وكل من له صلة بهم إلى أن أبادوا الجميع تاركين خلفهم أنهار من الدماء والجثث الملقاة في كل اتجاه.

ومن تمرد علية أو عصى أوامر كان مصيره هو مشاهدة رؤوس عائله بأكملها تقطع أمام ناظريه ليحين دورهُ في النهاية، وبهذا جعل من العالم زهرة بائسة قدمها وجبة لأعوانه ووحشه.

لكن ما لم يكن يعرفه ذلك الطاغية هو وجود بذرة صغيرة على وشك أن تخرج من تحت التراب لتكون هي الشمس التي ستقشع الظلام

حيث استطاع طفل رضيع بمعجزة النجاة حاملاً بداخله خلاص هذا العالم، وكان من حسن حظه بأن جنرال هو من قام بتربيته فتعلم على يديه ما يكفي لجعله ينتصر فى حربٍ بمفرده وبمرور السنين كبر الطفل ليصبح شَابًّا قوى.

بدأت تحركاته في جمع حلفاء له وكان جميعهم حاملين الضغينة للأسود فكان الجنس البشري يكاد يختفي لو استمر بقتل عائلاتهم وشعبهم، وبتكوين جيش قوي أطلق عليه "العاصفة".

علي الرغم من أن جيش العاصفة لم يكن يضاهي شيئا مقارنة بجيوش الملك الأسود ذات الأعداد اللانهائية من الموتى والمسوخ والشياطين، إلا أن خطتهم في الهجوم امتازت بالدهاء مستغلين الظلام من حولهم حيث قلبوا السحر علي الساحر.

وبعد الكثير من التضحيات فى حرب تحبس الأنفاس دامت لأشهر كان النصر حليفهم فى النهاية فبقوة إيمانهم بأن الخير سينتصر وشعلة الأمل التي لم تنطفئ بداخلهم جعلوها شعاراً لهم.

اثناسيا || Athenasi حيث تعيش القصص. اكتشف الآن