" أحيانا قد تأخذ القطار الخطأ لكنه يذهب بك نحو المحطة الصحيحة"
.
.
.
.غطى السماء الدجى بلحافه المزغرف ب للؤلؤ الليل وقد توسطها البدر، وبدأت صراصير الليل تعزف سيفونيتها على شرف القمر
والذي قد تسلل شعاعه عبر ستائر الشرفة حيث تنام تلك الجميلة في فراشها منذ أيام، ومن بين طيات الظلام من حولها كانت أعين ذهبية تحدق بها طيلة الساعة الماضية وكأن صاحبها في جعبتة شيء لكن متردد في إظهاره.
وأخيراً قطع خيط الصمت صوته العميق وأردف في استياء:
- لماذا يجب أن تكون انتِ..
مد يده من بين الظلام نحوها وقد توهجت بضوء البنفسج ونتيجة لذلك توهج جسد اثناسيا مرتفعه في الهواء،
وفي خضم ما كان يفعله أوقفه صوت تخبط شيء ما بالأرض وقد كان باب الغرفة شبه مفتوح، أنهى ما كان يفعله واتجه ناحية الباب حيث التقط رائحة المتطفل.
أطلق تنهيدة ومرر يده بين خصلات شعرة الأسود وقد أعتلي وجه ابتسامه جانبيه
- يبدو بأن هناك فأر رأي شيء لم ينبغي عليه رؤيته.
~~
في تلك الأثناء كانت فتاة بزي خادمه تركض عبر ممر مكشوف يطل علي حديقة القصر خطواتها المسرعة أظهرت الخوف الذي انعكس علي حدقتها العسلية.
وفي آخر الرواق عند المفترق الذي يربط أربع ممرات أخرى لداخل القصر اختبأت خلف أحد الأعمدة تلتقط أنفاسها الهائمة
وهي تسمع وقع أقدام خافت يقترب منها شيء فشيء مصدر صدى صوت في الاحناء ومع اقترابه منها أكثر تلاشى الصوت
التحفها الخوف أكثر و أنفاسها بدأت تتسارع أكثر حيث كاد قلبها يخرج من مكانه خوفاً، وكردة فعل لإخماد صوت قرع الطبول في قلبها وضعت يدها حيث يكمن ضجيج قلبها وذرفت بهمس دون أن تعي:
- لم يكن علي التواجد هناك.
أنهت كلماتها وقد اتسعت عينها من الصدمة حيث تموضع المعني أمامها في غمضة عين يحدق فيها بعينه العسلية الحادة التي اندلع الشرار بداخلها وكانت رده فعلها ان وضعت يدها الأخرى علي فمها تسكت لسانها الطويل
اقترب منها بضع خطوات حتى حاصرها وهمس بنبرته الحاده والباردة جعلت قلبها يسقط في أعماقها
-اليوم ليس يوم سعدك مارثا
ذرف كلماته وعلت علي وجهه ابتسامة خبيثة خَبَّأ ورائها مصير تلك المسكينة.. اختفي الاثنان ليعم الهدوء الرواق وكأن شيء لم يحدث وكان ضوء القمر هو الشاهد الوحيد لتلك الحادثة
أنت تقرأ
اثناسيا || Athenasi
Fantasy"حدث هذا مثل حلم ليلة في منتصف الشتاء..ومازال شتاء تلك الليلة مستمراً"