المقدمة :
عندما كنت صغيرة كنت أذهب مع أمي إلى مجالس الحسين تبادر في ذهني سؤال حيرني كثيرا ذهبت إلى أمي لأستفسر عن سر ذلك الجنون من قبل المحبين في عزاء الحسين صمتت أمي قليلا ثم قالت الآن لا تزالين صغيرة لكي تدركي مثل هذه الأمور عندما تكبرين سوف تعرفين سر ذلك العشق شيئا فشيئا ، بدأت أكبر وأنشأ على محبة ذلك الإمام ومحبة الحضور في تلك المجالس النورانية كانت كلمات أمي لا تزال ترن في مسمعي ، إلى أن أدركت مع مرور الوقت بأن عشق الحسين فطرة في الإنسان وكأن الله قد عجن طينتنا مع حب الحسين فكانت الهيئة بهكذا شكل أناس يعشقون أسمه ، يحترقون شوقا لزيارته ، يتلهفون للخدمة ، كان في الطف مجنون واحد بالعشق ولكن الآن كلنا عوابس في هذا الزمان ، فسلام عليك يا مولاي وعلى محبيك في كل بقاع الأرض.كان الهدوء والصمت يعم أرجاء المنزل ضوء خافت ينبعث من تلك الغرفة وصوت بكاء خفي كانت تؤدي قيام الليل كعادتها مثل كل ليلة على الرغم من فترة الأمتحانات والضغط الكبير الذي تمر به لكنها لم تتركها يوما منذ اليوم الأول الذي طلبت من أخيها أن يعلمها كيفية أدائها وهي لا تزال تؤديها بل وجدت الراحة والسكينة بقيام الليل وبالأخص ركعة الوتر بعد أن أنتهت من الصلاة وتبعتها به تسبيحة الزهراء ودعاء الحزين سجدت سجدة الشكر لله التوفيقها على أدائها وبعدها دعت بما في قلبها من دعوات لطالما لهجت بها ظلت جالسة على مصلاها تنتظر، فقد اعتادت على ادائها قبل فريضة الفجر فالصلاة تكون أعظم في هذا الوقت ، سمعت تراتيل القرآن التي تبعث الطمأنينة بصوت أبيها ...
" الحاج مهدي" وهي تصدح من المسجد معلنة قرب الأذان ، وضعت المنبه بعد انتهائها من الصلاة من أجل أداء الامتحان الأخير لها
في الصباح حيث أعلنت الشمس بدأ يوم جديد تنتهي ريحانة من تجهيز نفسها وتأخذ الكتب والمستلزمات الأخرى وتهم بالنزول تتصل بصديقتها لكي تستعد للخروج فبعد نصف ساعة يبدأ الأمتحان الوزاري لهما تنهي الأتصال وتذهب مسرعة إلى مدرستها بعد أن ودعت والديها وقبلت جبينهما.
تصل إلى مدرستها مسرعت بالذهاب إلى مكانها المعهود الذي تجتمع فيه مع رفيقة دربها تقترب ريحانة من صديقتها وابتسامتها التي اعتادت عليها وبذلك السواد الطاغي الذي أضاف إليها هالة من النور في وجهها الخالي من مساحيق التجميل.
سلام عليكم
يا رفيقة دربي.- وعلیکم السلام أخبريني كيف حال مع آخر أمتحان لا تقولي أنني لست خائفة فأنا سوف يغمى علي من شدة التعب والإرهاق فقد أمضيت ليلتي كلها في المراجعة.
يا رفيقتي دائما أقول لك لا ترهقي نفسك أكثر من اللازم صحيح هذه المرحلة حاسمة ولكن ادرسي قليل وبتركيز تام أفعلي الذي علي وتوكلي على الله فهو حتما لن يضيع لجهد فلا فائدة من الدراسة الكثيرة وأنت منهكة ومتعبة.
أنت تقرأ
وردةُ من الحبيب
Ficción Generalالإهداء إلى قبلة العاشقين ودليل التائهين إلى شفيع المذنبين إلى مولاي الحسين "عليه السلام ". بقلم زينب السهوان ❤