البارت السادِس.

1K 69 77
                                    

" 💛 "
______________

" القيصر يحتضِر!. "
صراخٌ دوىَ بمنتصَف المدينة يوقِض الناس من مضاجِعهم يقطع عنهم سباتَهم.

كان الوقت ما يقارِب الواحدة صباحاً بينما كهل أربعينيّ يجول المدينة و ينوح ؛ قيصرهم يحتضر، ملكم يموت، سيغادرهم.

حالة فزع و ذعر غطت صفوة تلك اللّيلة و انتشرت سريعا بين صفوفِ العامة ؛ فبغير وليّ عهد و مع موت القيصر فإن مستقبل الدولة مجهول القيصر وحيد والديه ولا أشقاء له ، لذا فلا وجودَ لمن يخلفه ؛

و مع ذلك الوضع فإن الدولة ستكون لقمة سائغة للقوات الخارجية و مطمعاً للمتمردين و الخونة.
-

إستيقظ سيهون تلك الليلة على صوتِ خطى حثيثة تترجِم الفزع الذي ساورَ أصحابها؛ لينتصب الشاحب من نومِه مهرولاً نية الإستفسار.

غير ثيابه سريعا إثر سماعِه بالواقعة يحاول إستعادة رباطة جأشه و السيطرة على رجفة أوصالِه ليخرج سريعاً قاصداً جناح جونغ إن.

كان محاطاً بالأطباء من حولِه ، يحاولون إسعافه و مداواة علّته.  وجوههم بدت متجهمة كأنما لا خير في هذه الليلة ، كأنما لا نور فيها ، و لا نور بعدها؛ ظلمة إبدية.

أسدلَ جفناه يظم كفاه لصدره ، يناجي ربّه و يدعو ؛ و يصلي لسلامة محبوبه و قيصره؛

كان القيصر ممددا على سريره مغمض العينانِ ، شاحِب البشرة و منهكَ الطلّة ؛

كجثةٍ هامدةٍ بغيرِ حياة.
جسدٌ بغير روح و قلبٌ بغير نبض؛
-

الساعات تمضِي بغير تغيِير ، يلزم جانِبه مجموعةٌ من نخبَة الأطبّاء يعاينونَ و يتابعون حالَته.

إثر إستخراج السم فشِل الأطبّاء في الحدِ من أعراضِه فقد فتكتِ الحمى بجسدِ الشاب، كأنّما نار مظرمة بجسدِه ؛

" و الحال أن النار الحق مضرمة بفؤادِ عاشقٍ لسلامةِ محبوبهِ يصلّي..! "

إنبَلج الصبح ، كان يوماً غائما

كئيباً مليئاً بالحزنِ و الخوف ،
لا أحدَ يعلم بماَ يخفيهِ لهم ذاك اليوم.
-

صهِيل أحصنة دوى كاسراً الهدوء المخيّم على الحرسِ أمام البوابَة إثر توقف عربةٍ أمامَه ؛ كانت سوداء فخمة نخص العائلات النبيلة الإسبانية.

نزلَ السائِق بخطى سريعة ليفتحَ الباب برأس منحنٍ إحتراماً لتترجّل عن العربَة فتاة بمقتبلِ العمر شاحِبة البشرة كأنما بيضاء الثّلج ، خصلاتٌ شقراء ذهبيّة ، أوجن متوردة و ثغرٌ كالزّهر.

Caesar ∾ SeKai. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن