ارتديَّ " جاستن " قبعة سترته السوداء ليخرج من محل عمله الذى يعمل به سريا ًلجانب رجلاً ، بالطبع لم يخبر والده بذلك..ليس خوفاً منه بل إنه فضل أن يبقيه لذاته فقط وأيضاً إنه لن يهتم بما يفعله ، انتابه الملل ليبدأ بالركض حتي وصل إلي منزله ، دلف لمخزن المنزل حيث مقره المفضل ليخلع سترته ثم يبدأ بتصليح جهازه الموسيقي بتركيز ، شعر بحركةً خافتة خارج المنزل ، عقد حاجبيه باستغراب ف والده خارج المنزل برفقة زوجته وشقيقه ولن يعودا الآن !...تجاهل ما حدث حين رأي هرةً ما تدلف للمخزن ليتابع ما يفعله ، تحرك نحو المنزل ليجلب مُعداً من غرفته ، استمع لصوتٍ كطرق الحديد خارج المنزل لينظر من نافذته بتفحص لكن لم يجد شيئاً ، عاد مرة آخرى للمخزن يتأفف ثم أغلق الباب خلفه لكي لا يستمع أصواتاً مرة آخرى ...
استدار بهدوء سُرعان ما احتلت الصدمة ملامحه وهو يرى أمامه ذلك الكائن الضخم يكاد يزن السيارة بل أن جسده يشبهها غالباً، يجلس أرضاً بجانب طاولته التي حُطمت تماماً حين وضع الضخم ساعِده المُدمر أعلاها ، ازدادت صدمته ولا يستوعب ما يراه ، رفع " ماسكيَّ" رأسه بضعف لينصدم هو الآخر بذلك البشرى الذى يراقبه بصدمةً شديدة ، استطاع " ماسكيَّ " بواسطة عينيه التي أظهرت معلومات ذلك البشرى أمامه ليتحرك قليلاً للخلف وهو يشعر بالخوف من ذلك البشرى ، فُزع " جاستن " ليصيح برعبٍ ويجذب عصا حديد بوضع الهجوم اتجاهه ، ازداد تنفسه وهو يراقب الكائن يتخفي بخوف هاتفاً بصوته الآلي بضعف _ أرجوك...لا تقتلني..
عقد " جاستن " حاجبيه باستغراب ومازال يتنفس بخوفٍ منه ، هدأ قليلاً ليجاهد بالحديث بعد صمتٍ طويل بترقب وصدمةٍ _ هل أنت...تتحدث !؟؟..
اختبأ " ماسكي " أكثر بخوفٍ بصوته الآلي _ نعم...أرجوك لا تقتلني..
انزل عصاه ببطئ جاهداً لاستيعاب ما أمامه حتي شعر بخوفه البادي عليه ، كيف لضخمٍ مثله يقوي علي سحقي بيده بالخوف !!..
بدأ بالهدوء ليتنهد ويقترب منه بترقب هاتفاً بسرعة _ يا إلهي..أنا أسف جداً....هل أنت بخير !؟..
ابتعد "ماسكي " عنه بخوف ، تطلع " جاستن " للعصا ليبعدها بسرعة عنه ويرفع ذراعيه بسرعةً _ حسناً لا تخف...لن أؤذيك..
اطمئن " ماسكيَّ " قليلاً له لكنه لم يقترب ، زفر " جاستن " بصدق _ أقسم لن أؤذيك...أريد أن أعرف من أنت فقط ؟...وكيف جئت إلي هنا !؟؟
لم يتحدث " ماسكي " ليتنهد " جاستن " ثم يجلس أمامه لكن بمسافة لكي لا يخاف أكثرِ مردفا بصوت هادئ _ حسناً...لنتعرف أولاً...أنا جاس..
قاطعه بصوته الآلي الضعيف _ جاستن فوربز..لديك 18 عام...وتدرس بالسنة الأخيرة بالمدرسة الثانوية....لديك العديد من الجوائر بالغوص وشهادات تفوق كثيرة...تعيش مع والدك الآن بعد وفاة والدتك منذ سنوات ولديك شقيق أصغر يُدعي " جاين "
=ياللهول ماذا !؟...هل أنت تعرفُني ؟!..
_ لدي القدرة علي معرفة ذلك..
ضحك بسخرية = قدرة !؟...مثل ماذا !؟...سحرً أو شيئاً ما !...أتعلم أنت تُذكرني ب power rangers وتلك الكائنات الفضائية الأعداء....لا استطيع التصديق إنني جالس مع أحدهم وأتحدث معه هكذا...بل لا استطيع إنك حقيقة أم إنني مجرد أتوهم !؟
_ أنا أمامك الآن وأنت لا تتوهم..
تعالت ضحكاته وكم شعر بالمتعة مع ذلك الضخم _ ..كم أنت ساذج أيها الضخم..
_ ما معني ساذج ؟؟.
هدأت ضحكاته ليبتسم بهدوء _ لا يهم...الآن أخبرني ما أسمك !؟..
= ماسكيَّ..
_ غريبُ...لكنه جميل..بالواقع جميل جداً...حسناً التالي...هل أنت فضائي !؟..
= نعم...لقد أتيت من كوكب " كاريجيرا "..
_ لكنني لم أسمع عن ذلك الكوكب من قبل !!..
= إنها مملكة لكنها كبيرةً جداً وتشابهه..
لمح " جاستن " أجزاءه المُدمرة مما يسبب لشعوره بالضعف فاقترب ببطئ هاتفاً بقلق _ هل أنت بخير !!..
تمدد " ماسكيّ " أرضاً وقد انهارت قواه ليجيبه بصوته الآلي الضعيف _ لقد أصابتني " ساڤيرا " وانقطعت التعويذة ، الآن لا أعلم ماذا سيحل بي بالقادم...وأيضاً سيزداد ضعفي إن لم تتصلح أجزائي..
أغمض " ماسكيّ " عينيه الحمراء ، اقترب " جاستن " أكثر ليلمس وجهه الآلي بيده ولا يعلم لما يساوره شعور القلق علي أحدهم لأول مرة !..ليس بشرياً بل إنه فضائياً ومن الممكن أن يؤذيني !؟؟...هل يتصل بالشرطة ويُسلمه لهم !؟.
انتفض بفزع عند تفكيره بهذا...إن سمله للشرطة سيأسروه بمكانٍ لينفذوا تجاربٍ لكشف ماهيته بل سيُدمروه !؟!....لا لن أفعل ذلك...سأصلح أجزاءه بكلِ جهدٍ لدي حتي أفهم جيداً ما ماهيته ثم أتركه...لن أحتمل وقوع كارثة كهذا علي عاتقي تُدعي " ماسكيّ "..
* * * * *
عادت " ساڤيرا " إلي مملكتها غاضبةً بشدة ، تغير لون عينيها للأحمر الشديد هاتفة بصوتها الآلي لجنودها _ يجب أن تأتوا بذلك الجندي اللعين إلي هنا...لن تكتمل تعويذتي إلا أن تخلصت منه للأبد..
أجابها أحد الجنود السوداء الآلية = لكن جلالتك لما تُريده !!...لما لا تسعي خلف زعيم المملكة إن كنت تريدين إكمال التعويذة وحَكم " كاريجيرا " !!؟..
ابتسمت "ساڤيرا " بخبث _ لن أستطيع أن أحكم " كاريجيرا " إلا بقتل جميع جنودها ثم أتخلص من الزعيم إلي الأبد....إنه الجندي الأخير..وآن كان عليَّ التخلص من زعيمه ف يجب أن أنتهي من أمره أولاً..
رفعت رأسها الآلية بآمر _ أبحثوا بكل مكانِ وإنش بالعالم الفضائي..حتي إن تطلب الأمر الدخول إلي مملكة البشر وتأتوا ب " ماسكيَّ " إلي هنا...هل تفهموا !؟..
أجاب كليهما _ أمرك جلالتك..
* * * * *
أحضر " جاستن " مُعداته ليجلس لجانه أرضاً وهو يتنهد ، بدأ بإصلاح أجزاءه بحرافيته المعهودة ك عالِم بالتكنولوجيا وليس طالباً ثانوياً ، لمعت عينيه بفضول وهو يستكشف تركيبه بمهارة ، أسلاكه..قلبه....وجهه...الدِرع الأذهبي الذى يحيط رأسه..عينيه الحمراء المنغلقة...يتلمس كل إنش به ، يغمره الشعور بالسعادة لأنه جاء إليه ولم يذهب لأحدٍ ما ، جزءً ما بداخل قلبه يخبره إنه جليساً جديد لوحدته لجانب مُعداته ، انتابته الحيرةً ..هل حقاً سيتركه يذهب!!..لما لا يبقيه معه ليخوض مُغامرةً ممتعةً معه !!...سيقع بكثيرٍ من المصاعب لوجوده هنا بجسده الضخم ذلك ...لكنه سيجد ما يرافقه حتي إن كان قليلاً أم مليئ بالمصائب..
استمع لصوتٍ بالمنزل لتجحط عينيه بتذكر _ تباً...أبي..
ركض سريعاً للخارج لكنه اصطدم بباب المخزن ، تألم من رأسه ليعود للداخل محاولاً اخفاء " ماسكيٍ " بغطاءٍ قماشي لكنه صغيراً ، تأفف ليركض للخارج ويغلق الباب جيداً ،استدار ليجد والده أمامه ، ابتسم بإرتباك _ مرحباً أبي..كيف حالك!؟
رمقه " فوربز " باستغراب _ ماذا تفعل هنا !؟..
قلب عينيه بكذب ليضحك محاولاً اخفاء توتره _ اههه...لا شئ...إنه فقط..
قاطعه والده ببرود _ هل سأقف هنا طوال الليل حتي انتظرك لتتحدث بذلك البطئ المُمل ؟!...تحدث سريعاً..
تنهد " جاستن " بإحباط فهو توقع آنه لن يهتم بما يفعله ليردف بهدوء وهو يريه ما بيده _ إنه فقط...أصلح جهازي الموسيقي بالداخل..
احتدت عينين والده بغضب _ ألن تترك تلك العادة السخيفة " جاستن ؟!...
لقد حذرتك كثيراً أن تفعلها ثانيةً ويجب عليك إطاعة أوامري..
تنهد " جاستن " يكبت غضبه = أنت تعلم كم أُحبها ومع ذلك تستمر بإحباطي وحرق حلمي الوحيد ...هل حقاً يروق لك ذلك !؟
= نعم...أنا أريد لك الأفضل بين زملائك...لا أريد أن ينتهي بك الأمر تعمل لدى ميكانيكياً أو شيئاً ما....هل فكرت كم ستتشوه سمُعتي أمام عملائي بالشركة !؟...
ابتسم بسخرية_ يا إلهي أنظروا ..سيد " فوربز " يهتم لمظهره أكثر من حلم إبنه السخيف.
_ سأمنحك الفرصة الأخيرة لتترك تلك العادة وإلا ستحصل علي نتيجة سيئة بالنهاية مني يا "جاستن "..
رحل ما ان انتهي تاركاً خلفه قلباً يشتعل غضباً ويزداد حزناً مما يحدث يومياً بحيات البائسة ، عاد للداخل مجدداً ليغلق الباب بعنف وقد فاض الأمر من كتمانه لكل شئ بداخله ، جلس أرضاً بعينين تلع بالدمع لتنهمر دمعاته بحزن رافعاً وجهه للسماء هامساً بألم _ أشتقت إليك يا أمي..
......
#ماسكيَّ..
#بقلمي_صفاء_محمد..
أنت تقرأ
ماسكيَّ
Horrorوحيداً.ً ...لكنه قوياً...عينيه الحادة تبث الرعب بداخلهم رغم سِّنه المُراهق....ليس لديه رفقةً يُحادثونه.....ليجد فجأة من يأتي إليه ليقلب حياته رأساً على عقب... فماذا سيحدث حين يُقابل " جاستن " ذلك الخارق الُمريب ذو الوجوه المتعددة " ماسكِيَّ " !!..