" يبدو أنها ستمطر اليوم " تمتمت محادثه نفسي وأنا أنظر الى السماء بينما كنت في طريقي الى المدرسه وأخذت
أتأمل الطرقلاحت في ذاكرتي صديقة طفولتي (ريم)، التي ماتت في مثل تاريخ هذا اليوم ، أقصد الـ٢٥ من نوفمبر، اوه نعم كانت تسعدُ كثيراً عندما يكون الطقس كحاله اليوم ،أطلقت تنهيده حزينه قائلة : رحمك الله ياريم
بدأت الحصة الأولى وكانت حصة الفيزياء، التي يعتبرنها الفتيات من أمتع الحصص لِما تحويه معلمة المادة (لؤلؤة) من سلاسة ومتعة في الشرح ، كانت تلك المعلمة صماء ولكنها تتقن لغة الشفاه والحديث بمهارة ،وبينما كانت تحضّر الطالبات نادت بأسم الطالبة (عائشه)
وأخذت تبحث بعينيها عن (عائشه) التي كانت تجلس بجانبي، بينما أخذت عائشه تلوح بيدها حتى تراها المعلمه، ثم قالت عائشه ساخرة وبصوت واضح لي : يبدو أن المعلمة فقدت بصرها ايضاً
ضحكتُ ثم مسحتُ الأبتسامة عن وجهي بسرعة ، وكانت المعلمه انذاك قد قرأت ما قالته عائشه ، ورمقتها بنظرة غاضبة لم نعتد أن نراها على محياها
بعد أسبوعان...
انتهى الدوام الدراسي وأنا الآن انتظر في الساحة الخارجية من يقلني من المدرسة ولكن بعد مضيّ الكثير من الوقت ولم يبقى إلا القليل من الفتيات في المدرسة زفرت بسخط قائلة : يبدو أنني سأتأخر اليوم أيضا
إنني أرى المعلمة لؤلؤة متجهه نحوي قائلة : هل تمدينني ببعض المساعده يا (أنهار) بتفقد المدرسة؟ فقد تكون هناك فتيات لم يخرجن منها بعد
_ ولكن قد يأتي من يقلني من هنا في أي لحظة يا أستاذه
_سأُعلمك بذلك إن حدث
ورحت أبحث في المدرسة التي تتكون من ٣ طوابق ، أوشكت على الأنتهاء حتى خرجت فتاه تبدو أعلى مني مرحله من أحد الفصول ،هتفت أسألها : مالذي تفعلينه هنا ؟ لقد انتهى اليوم الدراسي منذ مده ،
فردت الفتاة بتكاسل : لقد غفيت ولم أستيقظ حتى هذا الوقت
فقلت وأنا أرحل : إذن أسرعي فالمعلمة لؤلؤة تنتظرنا
وقفت الفتاه وهي تحملق الي بصدمه وقد اتسعت حدقتاها وفي عينيها خوف وقلق وقالت : ما...مالذي تقولينه
فقطبت حاجبيّ وقلت بتعجب : مالذي لا تفهمينه من حديثي ؟ أن نسرع في الخروج ربما ؟!
قالت الفتاة وقد تغلغل في نفسها الرعب : اجل اجل ، هو ذاك ...يجب...يجب أن نخرج من المدرسه كلها ...يجب أن نخرج
"مالذي يحدث لهذه الفتاة ؟" ذلك ما سألته لنفسي وانا أنظر الى حالها ، ثم لمحت المعلمة وهي تبحث عنا ولكن بصرها لم يقع علينا ، فالتفت الى الفتاة وقلت بفرح : انظري، إنها المعلمة
وكدت أن ارفع يدي لكي ألوح لها لولا أن امسكتني الفتاة وقالت : توقفي !،توقفي لا تلوحين لها ارجوك ،ارجوك
فدفعتها بغضب قائله : مالذي دهاك ! ءأنتي مجنونة ؟
أنت تقرأ
حدث ذات مرة في الـ٢٥ من نوفمبر
Azione" إني ارى عينيها اللعينتين تتظر الينا من تحت باب المكتبه "