الفصل الرابع

2K 118 43
                                    

فصل هدية لأجمل فانز💗

كانت تسرع فى خطواتها، تتجه إلى حيث (يحيي)،فقد تأخرت على جلستهما التى تنتظرها كل يوم بتوق،تدرك أنها تحرز تقدما ملحوظا معه ،تعلم أنها ماهرة بعملها ..ولكن دون رغبته الحقيقية فى العلاج والتى لمستها فيه وإرادته الحديدية أيضا ،ماإستطاعت أن تفعل له شيئا.

تعثرت فجأة وكادت أن تسقط أرضا ولكن يد قوية ظهرت فجأة من العدم و سحبتها فلم تسقط وإنما إستقرت فى حضن صاحبها،رفعت وجهها تطالع منقذها لتجده (عزام)عم(يحيي)يطالع وجهها القريب منه بنظرة تشتهيها،أدركتها جيدا فى مقلتيه فجمدت أطرافها جميعا،وأثارت قشعريرة فى جسدها بأكمله،إبتعدت عنه وهي تتنحنح قائلة:
-إحمم،شكرا لحضرتك.

مرر (عزام )لسانه على شفتيه قبل أن يقول:
-لا شكر على واجب،خدى بالك من نفسك،مش كل مرة هكون موجود وألحقك يادكتورة.

إبتسمت (ميار)إبتسامة باهتة وهي تقول:
-أكيد،عن إذنك لإنى إتأخرت،وشكرا مرة تانية.

أومأ برأسه محييا،فإنطلقت على الفور فى طريقها،تدرك من إحتراق ظهرها أنه يتابعها بنظراته،لتسرع فى خطواتها تبغى الهروب من لهيبهم.

بينما تنهد (عزام)قائلا:
-من زمان مشفتش واحدة شدتنى زيك ياميار،بتحركى مشاعر دفنتها جوايا طول العمر لإنها بتملكنى وتضعفنى ،فياريت متقاومنيش لإن اللى زيك فى الآخر يابتكون لية ،يابتكون للموت،وانتى خسارة أوى فى الموت يا دكتورة.

ليبتسم إبتسامة إتسعت تدريجيا لتشمل وجهه ...بأكمله.

            ___________

كان يمسك بهذا الكتاب القريب إلى قلبه،ليفتحه ببطئ ويحمل تلك الزهرة التى جفت بداخله بيده يتأملها بحنان،يقربها إلى أنفه ،يغمض عيناه وهو يسحب نفسا عميقا لتتغلغل رائحتها فى صدره،رائحة الياسمين خاصته،مازالت بها رغم مرور كل تلك السنوات،فتح عيناه يطالعها من جديد،يقول بشغف:
-وحشتيني ياياسمينتي ،وحشتيني أوى،أنا بتعالج أهو عشان أجيلك وأقعد جنبك،مش هسيبك تانى أبدا،أنا آسف على السنين اللى ضيعتها وأنا مستسلم لقدري،كنت بعاقب نفسي على موتك لانى كنت السبب فيه،كنت فاكر بإنى كدة بدفع التمن،بس (ميار)كان عندها حق،اللى بنحبهم يستاهلوا نبقى كويسين بس عشانهم،وأنا محبتش فى حياتى أدك إنتى وعمى،أول ماهمشى على رجلية هصفى شغلى هنا زي ماعمى كان عايزنى أعمل وأنا كنت دايما برفض،بس مش هنسافر على لندن زي ماكان عايز،لأ،هقنعه نسافر المنصورة ونشتغل هناك،فى بلدك ياحبيبتى،عشان أكون جنبك و...

قاطعه طرقة على الباب ثم دلوف (ميار)التى لمحت تلك الزهرة فى يده قبل أن يعيدها بسرعة إلى كتابه ويضعه على مكتبه وهو يستقبلها بإبتسامة،بادلته إياها على الفور وهي تقترب منه قائلة:
-صباح الخير،معلش إتأخرت عليك.

نجمة فى سمائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن