الفصل الثانى

2.6K 142 66
                                    

شفتوا بقى..تفاعل حلو يعنى فصل هدية..يارب يعجبكم💗

بعد أن فقدتك فقدت كل رغبة فى الحياة..
توقفت الأرض عن الدوران وتحطمت عقارب الزمن..
إختفت شمسي وتلون نهاري بالظلمات...
أصبح فنجال قهوتي مريرا كالعلقم...
وتساقطت أوراق حياتي واحدة تلو الأخرى ...
فصرت فى خريفي بعد أن كنت... فى أوج الربيع.

طالعته بوجه خال من التعبير للحظات،لم ترهبها صرخته ولم تخيفها نظراته الغاضبة ،أو ملامحه المتجهمة،تدرك أن خلف كل ذلك رجل متألم،رقيق،يريد الإختباء خلف أسوار من الذنب،يريد أن يظل عاجزا كعقاب لقلب ذنبه الوحيد أنه أحب بكل خفقة من خفقاته،ففقد الحبيب وفقد معه كل رغبة فى الحياة.

أخفت أنين قلبها الذى يبكى ألما لألمه خلف ستار من البرودة،وإقتربت منه بهدوء،عقد حاجبيه وهو يطالعها تقترب منه،ثم تتوقف أمامه تماما بثبات ،مالت عليه فجأة تتطلع إلى عينيه مباشرة،قائلة بهدوء:
-تعرف إيه مشكلتك؟

قال بغضب:
-إنتى.

إبتسمت ببرود وهي تهز رأسها نافية قائلة:
-أنا بالنسبة لك مشكلة جانبية ،حاجة بسيطة متفرقش معاك كتير،لكن مشكلتك الحقيقية هي إستسلامك للماضى،وتمسكك بيه،رافض حتى إنك تعيش الحاضر وتفكر فى المستقبل،إيه يعنى حادثة حصلتلك زمان و....

قاطعها وهو يمسك كتفيها فجأة بقسوة يجز على أسنانه قائلا:
-خليكى فى حالك وملكيش دعوة بية،وأحسنلك تمشى من هنا ومشفش وشك تانى...مفهوم؟

رغم الألم الذى سرى فى كتفيها من قسوة لمسته، ولكن قرب وجهها منه جعل أنفاسها تنحبس فى صدرها،وأضعف تلك الواجهة الباردة التى تدعيها،رقت نظراتها وهي تتطلع إليه فإزداد إنعقاد حاجبيه وهو يتطلع بدوره إلى عينيها ،نظرتها تخترق قلبه رغما عنه،تذكره بحبيبته الراحلة ،نفس الرقة الممتزجة بالقوة،نفس لون العيون العسليتين،يشعر بقلبه يخفق بعد أن كان مدفونا بأعماقه،يلين بعد أن كان جلمودا كالصخر،دفعها بعيدا بقسوة يقاوم تلك المشاعر،يدفنها فى أعماقه مرة ثانية ،يوأدها قبل الظهور،كادت أن تسقط ارضا ولكنها تماسكت بكل قوتها ،تستقيم وهي تطالعه قائلة:
-أنا عايزاك تعرف حاجة واحدة بس ،خروج من البيت ده قبل ماتمشى على رجليك مش هيحصل.

زلزلت كيانه تلك الشجاعة التى تملكها ،وذلك الإصرار بعينيها،وأثاره تحديها له على هذا النحو،ولكنه قال بسخرية:
-مغرورة أوى وفاكرة إنك هتقدرى تعالجينى مش كدة؟

إبتسمت إبتسامة باهتة وهي تقول:
-ده مش غرور،دى ثقة فى الله،ربنا سخرنى عشان أساعدك،متفتكرش إن حالتك ميئوس منها،فيه حالات أسوأ منك بكتير وقدرنا بفضل الله نعالجها،أهم حاجة إن يكون جواك الرغبة فى الشفا.

لم ينطق بكلمة وإنما طالعها بنظرات خالية من المشاعر،لتستطرد بهدوء:
-على فكرة مبحبش البنى آدم اللى بيغرق فى بحر الرثاء على النفس،رغم إنه فى نعمة كبيرة مش حاسس بيها،فيه غيره مش بس إتشل شلل نصفي فى حادثة،لأ إتشل شلل رباعى وفقد أحبابه كلهم كمان،ورغم كدة كان عنده الإيمان بالله واللى خلاه قدر مع العلاج يحرك جسمه ،صحيح موصلش إنه يمشى تانى غير بعكاز بس فى يوم هيقدر يستغنى عن العكاز ده،وحتى لو مستغناش فاللى حققه يشرف أي راجل ويخليه يرفع راسه بين الناس،خلاه يعيش ويكمل حياته بشكل طبيعي،الحياة مبتقفش عند حاجة وحشة حصلتلنا،الحياة لازم تستمر.

نجمة فى سمائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن