نصائح سماحة السيد (دام ظله) للشباب المؤمنبسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للمرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)
نحن جمع من الشباب الجامعي ومن الذين ينشطون في المجال الاجتماعي، نرجو التفضل علينا ببعض النصائح التي تنفعنا في هذه الأيام والتي توضح دور الشباب وماذا يتطلب منهم لكي يمارسوا دورهم، وغيرها من النصائح التي تنفعهم برايكم الكريم.
جمع من الشباب الجامعي والناشطين الاجتماعيين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإنني أوصي الشباب الأعزاء - الذين يعنيني من أمرهم ما يعنيني من أمر نفسي وأهلي- بثمان وصايا هي تمام السعادة في هذه الحياة وما بعدها، وهي خلاصة رسائل الله سبحانه إلى خلقه وعظة الحكماء والصالحين من عباده، وما أفضت إليه تجاربي وانتهى إليه علمي:
الأولى : لزوم الاعتقاد الحق بالله سبحانه والدار الآخرة، فلا يفرطن أحدكم بهذا الاعتقاد بحال بعد أن دلت عليه الأدلة الواضحة وقضى به المنهج القويم، فكل كائن في هذا العالم
- إذا سبر الإنسان أغواره - صنع بديع يدل على صانع قدير وخالق عظيم، وقد توالت رسائله سبحانه من خلال أنبيائه للتذكير بذلك، وقد أبان فيها عز وجل أن حقيقة هذه الحياة- كما رسمها هو - مضمار بیلو فيه عباده أيهم أحسن عملا، فمن حجب عنه وجود الله سبحانه والدار الآخرة فقد غاب عنه من الحياة معناها وآفاقها وعاقبتها وأظلمت عليه المسيرة فيها، فليحافظ كل واحد منكم على اعتقاده پذلك، وليجعله أعز الأشياء لديه كما هو أهمها، بل يسعى إلى أن يزداد به يقينا واعتبارا حتى يكون حاضرا عنده، ينظر إليه بالبصيرة النافذة والرؤية الثاقبة، وعند الصباح يحمد القوم السرى.
وإذا وجد المرء من نفسه في برهة من عنفوان شبابه ضعفا في دين مثل تثاقل عن فريضة أو رغبة في ملذة فلا يقطعن ارتباطه بالله سبحانه وتعالى تماما، فيصعب على نفسه سبيل الرجعة، وليعلم أن الإنسان إذا تنكر لأمر الله سبحانه في حالة الشعور بالقوة والعافية اغتراراً بهما فإنه يؤوب إليه تعالى في مواطن العجز والضعف اضطراراً، فليتأمل حين عنفوانه...
- الذي لا يتجاوز مدة محدودة - في ما هو مقبل عليه من مراحل الضعف والوهن والمرض والشيخوخة.
وإياه أن ينزلق إلى التشكيك في المبادئ الثابتة لتوجيه مشروعية ممارساته وسلوكه اقتفاء لشبهات لم يصبر على متابعة البحث فيها، أو استرسالا في الاعتماد على أفكار غير ناضجة أو اغترارة بملذات هذه الحياة وزبرجها، أو امتعاضا من إستغلال بعض لاسم الدين للمقاصد الشخصية، فإن الحق لا يقاس
بالرجال بل يقاس الرجال بالحق.الثانية : الاتصاف بحسن الخلق، فإنه جامع للفضائل الكثيرة من الحكمة والتروي والرفق والتواضع والتدبير والحلم والصبر وغيرها، وهو بذلك من أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وأقرب الناس إلى الله سبحانه وأثقلهم میزان في يوم تخف فيه الموازين هو أحسنهم أخلاقا، فليحسن أحدكم أخلاقه مع أبويه وأهله وأولاده وأصدقائه وعامة الناس، فإن وجد من نفسه قصوراً فلا يهملن نفسه بل يحاسبها ويسوقها بالحكمة إلى غايته، فإن وجد تمنع منها فلا ييأس بل يتكلف الخلق الحسن، فإنه ما تكلف امرؤ طباع قوم إلا كان منهم، وهو في مسعاه هذا أكثر ثوابا عند الله سبحانه ممن يجد ذلك بطبعه.
أنت تقرأ
نصائح السيّد السيستاني للشّباب المُؤمن.
Ficção Geral«فَهذهِ ثمانُ وصايا هيَ أُصولُ الاستِقامةِ فِي الحياةِ وأَركانِها، وهيَ تذكِرةٌ ليسَ إِلَّا، إِذْ يَجِدُ المَرءُ عَليها نُورَ الحقِّ وضياءَ الحقيقةِ وصَفاءُ الفِطرةِ وشواهِدُ العَقلِ وتَجارِبُ الحَياة قَدْ نبَّهت عليها الرَّسائِلُ الإِلهيَّةُ ومواع...