🌱

126 9 0
                                    

الخامسة : الاهتمام بتكوين الأسرة بالزواج والإنجاب من دون تأخير، فإن ذلك أنس للإنسان ومتعة، و باعث على الجد في العمل، وموجب للوقار والشعور بالمسؤولية، واستثمار للطاقات ليوم الحاجة ووقاية للمرء عن كثير من المعاني المحظورة والوضيعة حتى ورد أن من تزوج فقد أحرز نصف دينه، وهو قبل ذلك كله سنة لازمة من أوكد سنن الحياة وفطرة فطرت النفس عليها، لم يفطم امرؤ نفسه عنها إلا وقع في المحاذير وابتلي بالخمول والتكاسل، ولا يخافن أحد فيه فقراً فإن الله سبحانه جعل في الزواج من أسباب الرزق ما لا يحتسبه المرء في بادىء نظره.

وليهتم أحدكم بخلق من يتزوجها ودينها ومنبتها، ولا يبالغن في الاهتمام بالجمال والمظهر والوظيفة فإنه اغترار سرعان ما ينكشف عنه الغطاء عندما تفصح له الحياة عن جدها واختباراتها، وقد ورد في الحديث التحذير من الزواج بالمرأة المحض جمالها، وليعلم أن من تزوج امرأة لدينها وخلقها بورك له فيها.

ولتحذر الفتيات وأولياؤهن من ترجيح الوظائف على تكوين الأسرة والاهتمام بها، فإن الزواج سنة أكيدة في الحياة، والوظيفة أشبه بالنوافل والمتممات، وليس من الحكمة ترك تلك لهذه، ومن غفل عن هذا المعنى في ريعان شبابه ندم عليه عن قريب حين لا تنفعه الندامة، وفي تجارب الحياة شواهد على ذلك.

ولا يحل لأوليائهن عضلهن عن الزواج أو وضع العراقيل أمامه بالأعراف التي لم يلزم الله بها مثل المغالاة في المهور والانتظار لبني الأعمام أو السادات، فإن في ذلك مفاسد عظيمة لا يطلعون عليها، وليعلم أن الله سبحانه لم يجعل الولاية للآباء على البنات إلا للنصح لهن والحرص على صلاحهن و من حبس امرأة لغير صلاحها فقد باء بإثم دائم ما دامت تعاني من آثار صنيعه وفتح على نفسه بذلك بابا من أبواب النيران.

السادسة : السعي في أعمال البر ونفع الناس ومراعاة الصالح العام ولا سيما ما يتعلق بشؤون الأيتام والأرامل والمحرومين، فإن فيها تنمية للإيمان وتهذيبة للنفس وزكاة لما أوتيه المرء من نعم وخیرات، وفيها سن للفضيلة وتعاون على البر والتقوى وأداء صامت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة الأولياء الأمور على حفظ النظام العام ورعاية المصالح العامة، وموجب لتغيير حال المجتمع إلى الأفضل، فهو بركة في هذه الدنيا ورصيد للآخرة، وإن الله سبحانه يحب المجتمع المتكافل المتآزر الذي يهتم المرء فيه بهموم إخوانه وبني نوعه ويحب لهم من الخير مثل ما يحب لنفسه.

وقد قال عز من قائل:

«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السماء..

وقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ...

، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): (لا یؤمن احدکم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه)،

وقال أيضا: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها).

نصائح السيّد السيستاني للشّباب المُؤمن.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن