الفصل الثاني

284 17 17
                                    

حل المساء علي كليهما ، و دق باب غرفتها بهدوء ، فقالت بلا تردد أو تفكير :

- أدخل !

فتح حسن مقبض الباب ، و دخل الي غرفتها و تصنم في مكانه للحظات و هو يراها تلصق عدة أوراق علي الحائط ، و تقريباً كل الملاحظات المهمة أمامها ، هدأ قليلاً و حاول أن يكون طبيعي ، ثم أقترب واقفاً بجوارها ، و سألها :

- عملتي أيه ؟

ألتقطت مريم صورة لوالده من علي مكتبها الكبير ، و قالت مشيرة إليها :

- بص هنا كده ، والدك أتضرب رصاصة في بطنه ، و المفروض انه فضل ينزف فترة طويلة ، بس في نفس الوقت مفيش نقطة دم واحدة حواليه ، قميصه بس اللي مبقع دم ، و كمان تقرير الطب الشرعي قال أن اللي قتله كان قريب منه جداً فاللي قتله كان تقريباً مفيش فاصل ما بينهم نص متر ، و الرصاصة دخلت من بطنه و خرجت من ضهره

كانت تشير الي جسدها و هي تفسر له ما توصلت إليه ، ثم عادت تقول :

- يعني المفروض أن الرصاصة تكون فين ؟ تكون في الحيطة اللي ورا باباك أو علي الأرض ، بس الملف مكنش فيه جملة واحدة بتقول أنهم لقوا الرصاصة ، و الصور بردوا كلها مأظهرتش خدش واحد علي الحيطة من أثر الرصاصة ، و لا حتي لدم والدك علي الحيطة ، و ده معناه أن مكتب باباك مش مسرح الجريمة يا أستاذ حسن ، باباك متقتلش في شركته ، اللي قتله قتله في مكان تاني و جابه الشركة علشان يبعدنا عن مسرح الجريمة الأصلي و علشان محدش يلاقي ولا دليل علي القاتل
ألتقط حسن الصورة من بين يديها و نظر لها مدققاً فيها و قد أقتنع بكلامها ، و سيطر عليه الحيرة من ذكائها ، و زادت حيرته عندما حاول أن يفكر في القاتل ؟ يا تري من يكون ؟!

فعادت مريم تقول بتعب :

- دلوقتي محتاجة أعرف مين أعداء والدك ، الأعداء اللي ممكن توصل العلاقات بينهم للقتل ، و كمان لو ليك أخوات أو باباك كان ليه زوجة تانية ، أو والدتك ، أو حتي عشيقة !! عايزة أعرف كل حاجة عن باباك دلوقتي مش علي القضية ، لأن حالياً مفيش ولا طرف خيط واحد ، و بندور علي إبره في كوم قش

جلس حسن علي مقعد المكتب ، و قال بتفكير :

- أنا مامتي متوفية ، و معنديش أخوات ، و مفيش زوجة تانية ولا حتي عشيقة بابا مكنش من النوع ده !! و مفيش بردوا أعداء توصل العلاقات ما بينهم للقتل

نظرت له مريم بسخرية و هي تسحب منه الصورة لتضعها علي المكتب ، و قالت :

- أه اللي قتل باباك قتله بالغلط مش كده ، علفكرة أنت اللي بعتت ليا علشان أساعدك ، يعني متخبيش عني حاجة لو فعلا عاوزني أساعدك

هز حسن كتفيه بعدم فهم ، و قال بجهل :

- هخبي أيه ؟ مفيش حاجة فعلاً !! أنا مش فاكر أي حاجة !! و ملهوش أي اعداء !!

قاتل والدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن