الفصل الرابع

251 16 17
                                    


كانت المهمة شاقة جداً بالنسبة إليها ، فلقد مر عدة ساعات و مازالت تجلس امام صديق قديم لها يعمل ضابط شرطة برتبة مقدم ، فتحدث أخيراً بتعب :

- عرابي ، في أيه ؟ أنا بقالي هنا 3 ساعات ، ورايا حاجات كتير همشي ولما توصل لحاجة كلمني

أوشكت علي الوقوف للخروج من مكتبه لكنه اشار لها أن تظل كما هي و أردف :

- يا بنتي أقعدي ، أنتي مش طالبة حاجة سهلة ، عايزة سجلات اسامي ركاب طيارة أمريكا اللي من 3 شهور ، و ملف كامل عن حسن إسماعيل زيدان ، و كمان ملف قضية حسّان محمد عوض ، هعملك ده كله إزاي في وقت قصير

ضربت المكتب بقبضتها بقوة لتقف صارخة به بعدم تصديق :

- و ورق ولادة حسن من المستشفي اللي أتولد فيها ، انت نسيت !!

ضرب عرابي كفه بالآخر بنفاذ صبر ليقول :

- ما هو ده هييجي في ملف حسن أنتي عايزة تزعقي وخلاص ، أتنيلي أقعدي في ليلتك دي مش عارف أنا بساعدك ليه هتوديني في داهية

عادت تجلس علي مضض ، تكره الجلوس .. يجب أن تحاول أثبات براءة حسن ، و أمامها وقت قصير للغاية ، فعادت تنظر نحو عرابي لتقول بتعب :

- طيب ممكن تقولي أنت رازعني جنبك كده ليه ؟ لما رجالتك يجيبوا الورق أبقي أتصل بيا هجيلك

شبك عرابي أصابعه و وضعهم علي المكتب أمامه ليقول بإهتمام :

- أيه الحكاية يا مريم ؟ طب المرة اللي فاتت كانت قضية بسيطة و ناس بسيطة ، انما المرادي إسماعيل زيدان و أبنه !! هو في أيه ؟
أبتسمت مريم بسخرية ناظرة الي حداقتيه ، ليعود بظهره الي الخلف في ضيق و يردف :

- طبعاً مش هتفتحي بؤك غير لما تخلصي شغل

- ده في مصلحتي و مصلحتك ، يلا أنا هقوم هستني منك تليفون

هز لها رأسه بالإيجاب مع إبتسامة مغتصبة فوق شفتيه ، فتركته و ذهبت متجهه الي السيارة ، ثم أنطلقت بها بسرعة نحو القصر ، و ما أن وصلت حتي ترجلت بسرعة من السيارة منطلقة نحو غرفة حسن وبدأت تفتيشها بهجمية و هي تلقي كل ما تمسكه علي الأرض من وسائد و حقائب و ملابس .. حتي الأثاث الثمين لم يسلم من همجيتها فلقد تحطم الي أشلاء تحت قدميها ..

أمسكت بحقيبة جلدية باللون الأسود و فتحتها لتخرج عدة أوراق منها ، و بدأت في تفحصها بإبتسامة ، فلقد كانت شهادات حسن من جامعة هارفارد ، بالإضافة الي بعض الأوراق الخاصة بعمله كمعيد في الجامعة ، تنهدت بقوة بإبتسامة ، فهو محق .. لقد ذهب دافع القتل ، هو لا يحتاج الي مال والده أبداً .

فتشت في باقي الأوراق لتجدها خاصة بحساباته البنكية بتواريخ قبل سنة كاملة ، لتفتح عينيها بصدمة .. أنه يمتلك أكثر مما يمتلك والده !! عادت تفتش في الأوراق من جديد لتجد آخري عن شركات كبيرة و جميعها بأسمه و هو يديرها ، بالإضافة الي مشاركته في ميزانية بعض الشركات الآخري بنسب ضئيلة تارة و عالية جداً تارة آخري .

قاتل والدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن