حسّان يكون عندي في ظرف 24 ساعة بس ، تعملها إزاي معرفش ، بس تحت إيدك مليون جنيه جيب رجالة براحتك و يكون عندي بكرهعاد يغلق هاتفه بسرعة كما فتحه بسرعة ، و لم يستمع الي جواب رجله ، و لكنه خرج من القصر ليذهب في جولة طويلة لم يأتي منها إلا في صباح يوم غد ، ليصعد الي غرفته بتعب عندما وجدها تخرج من غرفتها و تنظر له ، فتوقفت قدماه رغماً عنه و نظر لها و يفصل بينهما خطوتان فقط ، نادي كلاهما بأسم الآخر بتردد في ذات اللحظة ، ثم حلّ الصمت من جديد ، و قطعته هذه المرة مريم التي قالت بنبرة آسفة :
- أنا أسفه علي اللي قولته أمبارح
كادت أن تكمل و لكن قاطع حسن كلماتها ليسألها بدون تردد :
- مريم هو انا لو قولتلك أني عايز أتجوزك حتي لو ملقتش قاتل بابا هتوافقي ؟
رفعت عينيها التي كانت تنظر الي الأرض نحوه بصدمة ، و هي تشعر بروحها تخرج من جسدها ، و ربما قلبها أصبح ينبض مع تلك الدقات المتألمة نتيجة السكين البارد الذي زرعته بداخلها مسبقاً حتي لا تقع في الحب أبداً ، ساد الصمت بينهما من جديد إلا من صوت أنفاسهما المضطربة و التي تسيطر علي المكان ، فعاد حسن يسألها من جديد بنبرة حادة :
- ما تردي ؟ بقولك تتجوزيني !!
هزت رأسها بالنفي مستنكرة ما يقوله ، و أسرعت بخطواتها للداخل مرة أخري صافعة الباب في وجهه بقوة ، أبتسم حسن بخفة ليقف مستنداً علي الباب ، و ردد بنبرة شبه رسمية و لكن يتخللها بعض المرح :
- أنا يا ستي أسمي حسن إسماعيل زيدان ، عندي 38 سنة ، و عندي مجموعة شركات ضخمة للإستيراد و التصدير ، أمي ماتت و أبويا مات ، و عايش لوحدي في القصر الكبير ده و عايز حد يونسني ، كنت عايش في أمريكا و رجعت من فترة و درست إدراة أعمال هناك ، و محضر ماجستير و دكتوراه
صمت لثواني ينتظر ردها و لكن لم تجيبه ، و لكنه أبتسم أكثر عندما شعر بأنفاسها من خلف الباب ، فلا بد أنها تستند إليه كما يفعل تماماً و لكن من الجهة المقابلة ، فأكمل حسن :
- بالنسبة بقا لأسئلة البنات أشمعني أنا و كده ، فهقولك و الله ما أعرف ، انا طول الليل بره البيت بحاول أعرف انا ليه أخدت القرار ده بس ملقتش سبب واحد بس ، ملحقتش أحبك ولا حتي معجب بيكي ، بس عايزك جنبي ، عايز أصحي كل يوم و أفطر مع حد ، و أروح و أجي من مشاوير مع حد ، عايز أبعد عن إحساس الوحدة اللي كنت عايش فيه و أنتي جيتي كسرتيه مجبرة ، عايز حد أتخانق معاه كل يوم و كل شوية ، حد يقدر يقف قدامي و يكسر دماغي و أكسر دماغه ، عايزك تعاندي زي ما بتعملي و في الآخر تعملي اللي أنا عاوزه ، من الآخر عايز شريك لحياتي يا مريم و أختياري وقع عليكي
صمت قليلاً قبل أن يكمل بنبرة جادة هذه المرة :
- هسيبك لحد ما يخلص الشهر اللي أتفقنا عليه تفكري و تقوليلي قرارك أيه ، و هدخل أرتاح شوية و إن شاء الله حسّان يكون هنا النهاردة
![](https://img.wattpad.com/cover/242671090-288-k363622.jpg)
أنت تقرأ
قاتل والدى
Mistério / Suspense" أحياناً يساعدنا الآخرون بأن يكونوا في حياتنا فحسب " د/ أحمد خالد توفيق