" التعــلــــق "عندما تتعلق بحلم أو بهدف تريد تحقيقه بشدة لما يحمل فيه من تغير ايجابي لحياتك فأنت غالباً ما تكون في أوج سعادتك و اقصى مراحل الأمل مليئ ايضا بالتحفيز و قوة الارادة و عزمها ..
و عندما يكون تعلقك بشخص من محيطك .. شريك حياة ،أو صديق..، ام او أب.. فإن قلبك يمتلئ بحب العطاء و تسعى دوماً لسعادتهم و تلبية متطلباتهم ، دوما ماتكون ذلك السند اللطيف و الكتف المتواجد لهم ..
انها الجوانب الايجابية من التعلق ، كل شيء في هذا الكون له جانبان فهنالك الابيض و الاسود و يوجد الشر و الخير ، و الماء الحار و البارد
كذلك لكل شيء الايجابي و السلبي ..هي مجرد معادلات تستخدم متى ما كان لها احتياج .
من الممكن ان يكون التعلق مفيد في أن يجعلنا شخص أفضل لأننا في تطور و تحسن مستمر حتى نبلغ اهدافنا الشخصية التي من شأنها ان تجعلنا في قمة السعادة ، البعض منا يغفل عن امر بالغ الأهمية ألا و هو وجوب أن يكون دافعك في التغير و التطور و إلى ما يقود إليهما من نجاحات و انجازات حتى تدريب النفس على اللين و الحب و العطاء المستمر كل هذه الامور يجب ان تنبع من داخلك لـنفسك أولاً ، انت ممتلئ بالحب الغير مشروط لنفسك أولاً ثم للبقية و الكون أجمع..
التعلق غالباً ما يكون لغة للحب المشروط .. في بعض الاحيان يكون التعلق الآفة التي تقلب كيانك و تقودك إلى اللامنطقية بصمت تام و المحزن انه يحدث بلا وعي منا ..
عادة ما يكون نتيجة للتعود على نمط ما .. بأن تغذي جسدك بهرمونات معينة تزيد من شعور السعادة والألفة لديك فوق النسبة المعتادة للشخص الطبيعي فيتحول التعود إلى نوع من انواع الادمان و تخلق دوامة تعلق لامنتهية ..لذلك من المهم جدا بأن نلعب دور المراقب مع أنفسنا لنلاحظ أي المواقف التي نشعر فيها بنوع من الاحتياج الغير مبرر لإهتمام متزايد أو حنان و عطف إن كانت مشكلة تعلقك تخص شخص قريب منك أو في حالة أخرى كحالات التعلق بتحقيق الاهداف و الادمان عليها بأن تستهلك كامل طاقتك في انجاز تلو الاخر و تهمل بقية جوانب حياتك و تعمها الفوضى و بالرغم من ذلك تستمر في تجاهل هذه الكومة الكبيرة من تبعات التعلق بحياتك لأنك فقط تريد الوصول .. لكن أحقاً تصل ؟ هل حقاً انت هناك ؟
راقب نفسك .. أستعمل قوة الآن : اسأل نفسك : ما القيمة التي يضيفها هذا الشخص إلى حياتي؟ و هل هي قيمة لا قدرة لي على ان اجدها في شيء اخر اكثر نفعاً و حفظاً لكرامتي ؟
فلنفترض أن هذا الشخص هو حب حياتك و في غاية اللطف حقاً و العلاقة لا بأس بها لكنك تعجز على تخيل أن تقضي حياتك مع أحد سواه من ثم هذه المشاعر يتبعها عدم قدرتك على الابتعاد عنه إلى الاشتياق المستدام إليه .. ثم إلى أن تبذخ مالك و تسرف بمشاعرك و من ثم تجد نفسك الشخص الذي تميل كفة الميزان نحوه ، عادة ماينتهي بك المطاف بأن تكون الشخص الاكثر عطاء ، الاكثر حباً ، الاكثر تواجداً , الاكثر تعلقاً..
أنت تقرأ
كتاب الليمون الأزرق
Spiritualيتناول الكتاب تبسيط لمسائل عميقة في النفس البشرية و الروح بطريقة فلسفية ممتعة إنه ليس كتاب تنمية ذاتية اخر بل أشبه بمحادثة اكثرافكارك سرية و حيرة انوي لكل من يقرأه التنوير و الإرشاد