عن قوة الحضور و مالفرق الذي يصنعه ..في المواقف التي تتطلب منا اندفاعاً و تجاوب مع الطرف الاخر اي يكن سواء شخص او مجموعة ما..أو حتى عائلتك و شريك حياتك أنه شكل من أشكال نشوة القوة بأن تكون حاضراً بروحك و تستدعي رحمات الله بأن تكون معك أينما كنت ، أن تكون حاضراً بروحك هو أن تصمت للفترة أحتراما لهيبة هذا الكيان و مايأتي معه من قوة هائلة كلها مسخرة لخدمتك ،فقط تأنى قبل أن تبدي أي ردة فعل في المرة القادمة و أطلب الإرشاد من الله بأن يلهمك التصرف الصحيح ! و ستلاحظ الفرق فقط كن صبوراً فإن أسرار الحياة تتطلب منا الصبر فلندعوه بالصبر الجميل أي لنستمتع بالرحلة حتى نصل إلى وجهتنا المطلوبة .
"الاستسلام ظاهرة داخلية . هذا لا يعني أنه على المستوى الخارجي لا تستطيع أن تقوم بفعل وتغيّر الحال. في الحقيقة، إنها ليست الحالة العامة التي تحتاج أن تقبل عندما تستسلم، لكنها الجزء الصغير المسمّى الآن."
الاستسلام و القبول المراد به هنا هو ما نعرفه بإنه الصبر الجميل - الاقتباس من كتاب قوة الان للكاتبه ايكهارت تول
عندما تتمكن من قبول و ادارة اللحظة الحالية المسماة بـ الآن ! فأنت تسخر حياتك بأكملها تحت ادارتك أعلم جيداً بأن هذا ليس بالشيء السهل فعله فنحن غالبا ما نواجه بل نتصادم مع مواقف تتطلب منا التصرف اللحظي مثلا عندما تجتاحنا مشاعر غضب أو الغيظ ..إليك ما يمكنك فعله :
((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع))
وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى: 37].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027
"إذا كنت لا تستطيع الاستسلام، تصرّف فوراً. تكلّم أو افعل شيئاً ما لتحدث تغييراً في الوضع - أو انتقل منه. كن مسؤولا عن حياتك. لا تلوث وجودك الداخلي الجميل والمتألق ولا تلوث الأرض بسلبيتك."
ايكهارت تول
كل هذه التعاليم تنورنا على التصرف الصحيح لإدارة المواقف الخارجة عن السيطرة ، في الواقع لاشيء يمكن أن يخرج عن مدار تحكمك فيه أو وسع تحملك
( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
تذكرهذه الآية دائماً و أستعن بالله بالصبر الجميل فلتهدأ بكل مافيك ..
هنالك قصة صوفية قديمة تحكي بأن ملكاً يحكم أرضاً ما في الشرق الاوسط رغم ملكه و غناه إلاأنه كانت ابسط الامور تنازعه نفسه فإن سعادته تتحول بإستمرار إلى تعاسة و اتفه أمر ربما يجعله يشعر باليأس إلى أن سئم الملك نفسه فأرسل في طلب رجل حكيم كان يُعرف بأنه متنور ,حين وصل الحكيم قال له الملك ((أريد أن كون مثلك! أيمكنك اعطائي شيئاً ما يحقق لدي التوازن و السكينة و الحكمة ؟ سأدفع لك ما شئت ))
فقال الحكيم (( قد أكون قادراً على مساعدتك ولكن السعر مرتفع جداً بحيث إنإن مملكتك كلها لن تكون كافية , و بالتالي سأمنحك إياه شرطي أن تقدره و تشرفه )) فوعده الملك بذلك .. ذهب الحكيم و عاد بعد اسابيع يحمل صندوقاً عليه نقوش أعطاه إلى الملك ، فتحه الملك و وجد في داخله خاتماٌ ذهبيا بسيطا و كانت عليه بعض النقوش تقول ( هذا ايضاً سيمر ..)) استغرب الملك و سأل الحكيم فأجابه : ضع هذا الخاتم بإستمرار. و مهما حدث امامك قبل ان تسميه جيد أو سيء المس الخاتم و اقرأ ما نقش عليه . و بهذه الطريقة ستكون في سلام دائم .
يالها من جملة قوية ( هذا ايضاً سيمر ), اينما وجدت نفسك تواجه موقف أو مرحلة غير محببة تذكر انها ستمر ايضاً ، نحن لا نملك الماضي و لا المستقبل كل ما نمكله هو الآن حتى تتعلم الحضور في هذه اللحظة هو ليس بالشيء الصعب فقط مارس الصمت لدقائق معدودة لتسمع صوت روحك يرشدك من داخلك ..ربما الافكار لن تصمت و ستستمر بإزعاجك لا بأس فقط تخيّـل مساحة بيضاء كلما واجهتك دفعة افكار ..أسمح لها بالعبور من خلالك لاتتفاعل فقط كن أنت هنا و الآن !
الكثير منا لايعرف كيف يميز صوت روحه أو يدرك مالفائدة من معرفتها حتى و طرق التواصل شبه معدومة و ذلك الصوت الصغير في خلفية عقلنا يستمر بأن يخبرنا بالعدول عن هذه الافكار و انه لاشيء يبدو حقيقياً من هذا كله !
دعني اخبرك شيئاً .. العقل صمم لحمايتك حتى من نفسك و بالتالي العقل يحب منطقة الراحة و يقدرها و يفعل المستحيل لك حتى لا تخرج منها لأن جل مايريده هو حمايتك من ما يقمع خارجها جاهل بكمية الفرص و بفكرة تحسين نوعية حياتك غير مدرك تماماً لأن هذا ما تبرمج عليه ..
عليك أن تكسر هذه البرمجة و أن تدفع نفسك خارج منطقة راحتك حتى تختبر الحياة الحقيقية .. يتطلب ذلك شجاعة نعم, انها تكمن فيك فقط استدعيها !
مالذي ستخسره إن جربت ؟ عندها ستعرف صوت روحك و تتعلم أن تستمع إليه و من هنا تتغير حياتك التغير السحري أو ربما لا تعرفه ،حسناً في هذه الحالة مالاتعرفه لا يقتلك ! ستكون مستعداً حين يحين وقتك و عندها ستعرفه على الفور .. كن متيقظاً فقط .
تعلم أن تكون حاضراً بكل مافيك هنا و الآن ،فلتعلم أن في القبول تكمن قوة التغير فقط مارس التقبل بروح خفيفة و يقين واثق بأنك أنت المسيطر الأول و بأنك أنت من تختار دفة توجهك و نوعية حياتك
أنت تقرأ
كتاب الليمون الأزرق
Espiritualيتناول الكتاب تبسيط لمسائل عميقة في النفس البشرية و الروح بطريقة فلسفية ممتعة إنه ليس كتاب تنمية ذاتية اخر بل أشبه بمحادثة اكثرافكارك سرية و حيرة انوي لكل من يقرأه التنوير و الإرشاد