أعمق قليلاً !

733 45 9
                                    




مفهوم الحقيقة :

ماهي الحقيقة و هل لها تعريف ثابت ؟

الحقيقة تختلف من شخص إلى اخر , فما يبدو حقيقاً لي ربما يبدو إليك كأنه وهم ما ..

تماماً مثل مشاعرنا المختلطة ..

كيف لنا أن نميز ماهو حقيقيٌ منها؟ و ماهو نسيج لن أقول خيالي فكلمة خيال باتت تظلم مؤخراً و تُستخدم من قبل القوى العُليا حتى تقنعك بالعدول عن ماهو ليس في مصلحتها كمؤسسة قوة عُليا ..

كيف نعرف أن هذا كله ليس لعبة ما .. ربما ماتركس معين العقل يعيد اختزالها منذ بداية الخلق و التغير الوحيد كان هو أنت : اللاعب !

ما هو ضمانك في هذه اللحظة بأنك لست تحلم ؟

يحكي مرة الفيلسوف الصيني ( جوانج زي ) حلماً كان فيه فراشة :

" رأيت أنا جوانج زي مرة في منامي اني فراشة ترفرف بجناحيها في هذا المكان و ذاك , أني فراشة حقاً من جميع الوجوه . و لم أكن أدرك شيئاً اكثر من تتبعي لخيالاتي التي تشعرني بأني فراشة . أما ذاتيتي الإنسانية فلم أكن أدركها قط. ثم استيقظت على حين غفلة و ها اناذا منطرح على الارض رجلا كما كنت , و لست اعرف الآن هل كنت في ذلك الوقت رجلاً يحلم بأنه فراشة , أو انني الآن فراشة تحلم بأنها رجل" 

كل مانحب و نكره ليس ذات أهمية حقة .. و كل مشاكلنا مهما بدت كبيرة و صعبة فهي ليست أكثر من مجرد نسيج متراكم من مشاعر و أفكار و معتقدات لا أِشك في قدرة العقل البشري بأن يفككها و بالتالي أنت ترتقي إلى حالة أعلى من الوعي ..

فالشيء الوحيد الذي من الممكن أن نعض عليه أضرسنا هو تجربة الوعي في محاولة معرفة الحقيقة .

فإن مدارس الوعي تخبرنا بأن الحقيقة الوحيدة المأكدة هي : هُنا والآن !

قوة الحضور ..سواء كنت الفراشة أو الرجل الذي يحلم بأنه فراشة مهما يكن وجودك كنه بكلك ، كل ما فيك استحضره و عش هذه اللحظة فقط.

فإن المستقبل ماهو إلا عبارة عن لحظات من الآن متشابكة في تسلسل أنت من يحكمه بقوة أو بضعف وعيك الأمر يعتمد عليك  .

الآن هو الحقيقة المطلقة التي بإستطاعتنا جميعاً أن نختبرها.. توجه فكرك الحالي له دور مهم في صناعة مستقبلك القادم ، لاحظ أين يتجه بك الفكر أهو طريق لا علامات له ؟ أم هل هي نفس الدائرة تهيم فيها مرة تلو الأخرى ، مالذي لو كانت لديك قدرة خارقة بأن تغيره سوف تفعل ؟

تحقيق اجابة هذا السؤال اي ما تكن اجابته يكمن في فهم سحر اللحظة الحالية تعلم أن تحضر بروحك أزح عنك ماديات هذا العالم و أوهامه ..يتطلب ذلك شجاعة و لكن في سبيل فهم أسرار الحياة علينا أن نتحلى بالشجاعة والأهم من ذلك بالقبول .. املئ قلبك بالتقبل ، كل شيء لا يعجبك ليس مهم فعلياً وكل عائق حتى و إن كنت تراه فهو ليس حقاً هناك .. تذكر كيف تحدد حقيقة لحظتك الحالية أنت المسيطر كلياً ..لذلك كن رحيماً ، ترفق !

أستمع إلى صوت الروح بداخلك ..أفتح قلبك ! يبدو هذا مبتذلاً صحيح؟

لا يهم ، مايهم فعلاً هو أنت و مالذي تريده و هل الحقيقة التي تعرفها تخدمك أم لا ؟

كلما أقوله لك هو بأنك تستطيع تغير الحقيقة بما يتناسب معك ! هذا هو مفهومها ببساطة,كل ما هو غير جيد فليسقط عنك و منك و كل جيد فليبقى و يزهر فيك و معك

كلما أقوله لك هو بأنك تستطيع تغير الحقيقة بما يتناسب معك ! هذا هو مفهومها ببساطة,كل ما هو غير جيد فليسقط عنك و منك و كل جيد فليبقى و يزهر فيك و معك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أدعوك أن تتأمل معي قصيدة ( الخروج إلى المطلق ) الصوفية للشاعر محمد الشهاوي :

اخرج من ذاتك تظهر
وابعد عن نفسك تكبر
وتخطَّ الحد الفاصل ما بين العرض وبين الجوهر
فاذا ما اجتزت الهوة
واتحدت فيك القوة
واتسق المخبر والمظهر
فهنالك أرضك تثمر
وسماؤك ليلا أبدا تقمر
وهنالك تأتيك جميع الأسماء
وهنالك يصفو النبع ويحلو الماء
وتداعب كف الخضرة وجه الصحراء
وهنالك لا تغلب أو تقهر
اخرج من ذاتك تظهر

اخرج من ذاتك فالذات نقاب
والليل القابع في جنبيك حجاب
ولكي لا تبقى محجوبا
ولكي لا تحيا مغلوبا
لا تستسلم لظلام يطويك
واستجلِ النور الكامن فيك
واستنفر أبهى طاقاتك
فسجون العالم كل العالم لا شيء إن لم تَسْجُن ذاتَك في ذاتِك
إن لم تُسْجَن ذاتُك في ذاتك

اخرج من ذاتك سرا أو جهرا
ولتبدأ رحلتك الكبرى
فإذا ما وقف الناس جميعا صفا
ووقفت إماما للمسرى
ودعوك السيد
فلتهتف لا معاذ الله
فالسيد من خلق ومن أعطى وتفرد بالسلطة والجاه
فالسيد من علم آدم كل الأسماء
وهدانا للعزة والخير جميعا دون استثناء
السيد من أنبأنا أن الناس سواء
لا يفضل أبيضُ أسودَ أو أسودُ أبيضَ إلا بالتقوى
السيد من قال لكل قوي إني الأقوى
السيد يا قوم من لم تأخذه سنة أو نوم
من لم يَغْفَل في يوم أو يُغْفِل لضعيف شهوة
السيد مولانا وحمانا إن لم نكُ يا قوم نراه فهو يرانا
إن قلتم كيف الدرب إليه تعالى
قال لكل منا خلِّ النفس بعيدًا وتعالَ
واستجمع فطرتك الأولى واطلبني
واخلع ضعفك .. عجزك .. نومك تبلغني
واطرق بابي في ثقةٍ ليلَ نهار
واسألني وحدي اسألني اسألني اسألني .. أمنحك مفاتيح الأمصار
ما وسعتني أرضي وسمائي
لكن فؤادك حين يشف ويرقى يتسع لشأني
لا تزعم أنك جرم محدود .. لا تزعم والعالم مطوي فيك وكل الأسرار
لا تزعم أنك أبدا مرغم وأنا سويتك ذا عقل يختار
الدرب طويل يا أحباب .. الدرب طويل
والحمل ثقيل يا أحباب .. الحمل ثقيل
لكن من يزرع يحصد ، فليغرس كل منا داخله شجرة توحيده
وليدفع عن صرح وجوده ، وليعلم أن الله إليه أقرب من حبل وريده
الأول والآخر والظاهر والباطن يدعوكم فلتستمعوا
الملك الحق الحكم العدل المنتقم الجبار يُعلمكم فلتتبعوا
وامتثلوا لرضاه ، وائتمروا بهداه
فهو الحي القيوم والمحروم المحروم من يطرق باب سواه
الله الله الله الله

كتاب الليمون الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن