الفصل الأول

538 13 1
                                    

يومٌ ملئ بالقلق من بدايته لا ندري لماذ ولكن يبدو عليه يوما مشحونا بالطاقة السلبية منذ بدايته الكل علي أعصابه ولا ندري ما السبب ...
ها هو جالساً بهيئته بعيدا . بعيدا عن كل البشر وكأنه لا يريد أحد منهم وكأن الدنيا فعلت به الكثير ها هو من جِلسته واضحا عليه أنه فارع الطول قوي البنيان ولكن به شيئا مكسور وكأن هذا الشئ كَسر به الكثير فيبدو دائما بعيدا عن كل مَن حوله
ها هو يتطلع علي هاتفه كثيرا وكأنه ينتظر شيئا أو خائف من مصير أحد غالٍ عليه
فملامحه خير ناطقة لذلك ..
سأله أَحَد من كانوا يجلسون بجواره: عَمّار ماذا بك ؟ نراك منشغل بالهاتف أكثر منا ..
رد آخر وهو يغمز له : لابد وأنه قلق لانه اليوم تكون نتيجة الثانوية .. فلمَ لا يكون قلقا؟
كان عَمّار بعيد كل البعد عنهم وكأنه لا يدري ماذا يحدث بجواره
لم يشعر بهم ولم يشعر سوا بأحد ينادي عليه قائلا : عَمّار ماذا بك أناديك منذ ساعة يا رجل ..؟
إعتذر عَمّار ووقف وتحدث بارتباك: عذرا يا تميم كان بالي مشغولا كثيرا
رد عليه تميم يبث الاطمئنان بداخله قائلا : لا تقلق عليها ستأتي باعلي الدرجات وتقول ها قد حدث
قال عَمّار بقلق : يارب
رأي تميم من بعيد حورية ومالكة قلبه ويتمنى أن يأتي اليوم التي تراه فقط لا أكثر
لاحظ عَمّار فقال له : عسي الله يجمعك بها في الخير وإن لم تكن خير فيبعدك الله عنها
...
كانت في غرفتها لا تدري ماذا تفعل كادت أعصابها أن تتدمر من كثرة الانتظار .
إلي أن سمعت صوت أخيها يصرخ مناديا باسمها وهو يقول : تالَه لقد ظهرت يا تالَه
خرجت والدته مسرعة وهي تقول : قل لي يا بشار ما هو تقديرها علي ماذا حصلت
تحدث بَشَّار بسعادة وهو يري تالَه نزلت مسرعة فقال :إن كنت أسمي بَشَّار فأكيد سأخبركم بأخبار جميلة كاسمي ثم اكمل قائلا حينما رأي اخته أمامه: ها قد اتت صاحبة 99%
وقفت تالَه صامتة لا تستطيع التحرك ما إن سمعت علي ماذا حصلت
...
ها قد اتت الفرصة لكي تحقق ما تريد كم حلمت وها قد اقترب حلمها.
مهما كان حلمك صعب تمسك بالله وثق به واجتهد وستحققه مهما كانت الظروف ضدك ...
لم تنتبه تالة الا علي صوت والدتها التي لم تسعها الفرحة واطلقت أجمل الزغاريد احتفالا بابنتها
..
اتي كل من الجيران المباركة لها كانت تالَه في غاية السعادة ولا تدري ماذا تفعل ولكن تظل فرحتها ناقصة ما لم تسمع مباركة من نبض له قلبها ..
...
كان يجلس هو وكبريائه في مكتبه ودائما وابدا يسبقه كبريائه في أي مكان كانت ملامحه تمتاز بشدتها وملامح وجهه الشديدة
دخل عليه أحد الخدم يسأله قائلا له : نعم ! هل تريد شيئا سيد حمزة ؟
حمزة بعد فترة : ما هذه الأصوات التي اسمعها؟ هل تعلم من أين ؟
رد الخادم : نعم سيد حمزة .. لقد نجحت تالَه بنت جابر في الثانوية بتقدير 99%
رد حمزة عليه ببرود قائلا : حسنا فلتخرج انت الان
تحدث حمزة مع نفسه قائلا : ها قد كبرت الصغيرة وسنراها دكتورة عن قريب يبدو ذلك
..
قام حمزة من فوره عندما رأي والده يدخل وهو يقول له : تفضل يا أبي . تفضل يا سيد رافع
علم رافع من لهجة ابنه أنه يريد شيئا
بعدما جلس والده وبدأو في الكلام والحديث عن العمل .
قال حمزة : يا أبي لمِ لا تكتب تلك الشركة باسمي
تعصب والده وقال : لا هذه الشركة ليست ملكك فهي لأخيك سالم .. ألا يكفي أني لا استطيع الذهاب له فعسي هي تعوضه عن كل شئ
رد حمزة بعصبية : تعلم يا أبي أني لا اعتبره اخي والدته ليست والدتي فإذا هو ليس اخي ..
تعصب رافع بشدة جعلته يسعل فقال : لا أعتقد أني أنتظر اعتبارك هذا . هو ابني مثلك وله نصيب مثلك تماما ... سواء أكان هذا يرضيك ام لا
فقام حمزة واولي ظهره لابيه وقال : لا يرضيني . وهذه الشركة سأخذها يا أبي سواء وافقت ام لا
صرخ فيه رافع وقال له : ولد تأدب والا حرمتك من كل شئ ألا يكفيني أنك فاشل . ثم كيف ستأخذها هل سترثني وأنا علي قيد الحياة
ظهر الشر بعيني حمزة وقال : دائما ما تراني فاشل قل لي ماذا أفعل لكي أكون ناجحا بنظرك
نظر له والده نظرة شملته فقال له : لمِ لا تقول لي أنت ماذا فعلت لكي أراك ناجحا ؟ جعلتك تعمل بالشركات عوضا عني فشلك بالتعليم
ثم قام وغادر المكان وترك حمزة علي آحر من الجمر وهو يفكر بطريقة أخذ الشركة مهما كان أمر أخذها صعب
...
ذهب السيد رافع وجلس مع اخيه سعد وحينما كان جالسا أتي يوسف ابن اخيه فهو يعز يوسف جدا ودائما ما يتباهي بنجاحه امام الجميع نجاحه المبهر
قال له رافع : نحمد الله انك قمت من هذا الحادث علي خير
رد يوسف قائلا بألم: الحمدلله
جلس يوسف معهم فقال رافع له : اوعدني يا يوسف يابني إن حصل لي شيئا لا تترك سالم فاحرص علي أن تراعاه
رد يوسف سريعا: بعيد الشر عنك ياعمي حفظك الله لنا
بدا رافع يحكي ما حدث بينه وبين حمزة الي اخيه سعد ثم صاح يوسف قائلا : لا يا عمي
رد رافع بعدم فهم: لا علي ماذا يابني ؟
رد يوسف : لا يأخذ حمزة هذه الشركة .. فهناك اخاه حسنا هو لا يقيم هنا لكنه الحق
رد رافع : هذا ما حدث يا بني
تكلم يوسف مع نفسه قائلا: هذا كثير له كل شئ . المال وكل شئ سأحرص دائما أن اجعلك تفقد كل هذا
ثم قام فجأة وقال : أنا ذاهب الي عمي بلال يا عمي بعد اذنك
رافع: بلغه سلامي يابني
ذهب يوسف الي عمه
فسأله بلال : كيف حالك وحال إصابتك الآن؟
رد يوسف : الحمدلله يا عمي
قال تميم : ابي هناك من تقدم ليخطب اشرقت
تشنج يوسف ولا يدري ماذا يفعل ولكن وقع عكازه منه فسأله تميم: ماذا بك يا يوسف ؟
رد يوسف بعد فترة : لا . لا شئ
رد بلال : لن اوافق
قال تميم : انت لم تراه !؟
رد بلال : ولم اراه.. ليس هناك من يستحق اشرقت
انكس يوسف رأسه وشعر أن الكلام مُوَجهٌ له
......
كانت الفرحة تعم منزل جابر بسبب نجاح ابنته تالَه أتي ليبارك لها
لم تكن تراه بعينيها لكن ها هو ذاك العضو من ناحية الشمال هو من يراه
تحدث عَمّار قائلا: مبارك لكِ يا تالَه
أرادت أن ترد بالكثير ولكن اكتفت بشكرا وتلك الكلمة داخلها حديث يطول
اتي بَشّار ووقف بينهم ينتظرهم ان يتحدثوا لكن ظلوا صامتين الي ان قال بَشّار : حسنا سلمت أنكم لن تتحدثوا في وجودي
فضحك كل من عَمّار وتالَه بشدة كان عَمّار ينظر ل تالَه وهي تضحك واصبح صريعا في ضحكتها
فقال بَشّار : أليست هذه مناسبة سعيدة ؟ لمِ لا ناكل ؟
ضحك جميع من في المنزل قائلين له : نتمني أن يأتي اليوم تفكر بشئ آخر غير الاكل يا بَشّار
رد بشار : وهل هناك أجمل منه ؟
.....
بعد انتهاء اليوم ذهبت تالَه لتصلي القيام وتشكر ربها بعدما انتهت .. ذهبت لكي تمسك هاتفها ولكن صوت ضربات علي باب شرفتها بدأت تحدث نفسها وتقول : لا . لا اليوم كان جميل إلي حد السماء لا أريد أن اختمه هكذا
فتحت باب الشرفة والقلق يكاد يقتلها فوجدت الرسالة المعتادة فتحتها كان مكتوب بها "مبارك ايتها الدكتورة الصغيرة " نظرت لتري اي احد ولكن كالعادة لم تجد أحد نهائيا ..
كان تفكيرها منشغل براسل هذه الرسائل
.
هذه الرسائل فإن لم يكن عمّار فمن ؟
ودائما هي خائفة لتحدثهم عن هذا .
ذهبت لتنام وتري مشكلة الرسائل هذه في الصباح .
.........
#بقلمي_الباشمؤرخه_هموسه

إنعكاس صورة (مكتملة ) هموسه عثمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن