الفصل السادس عشر

67 8 1
                                    

الخداع مطلوب حتى في الحروب... البعض يسمونه انتصاراً غيرُ شريف والبعض الآخر يسمونه انتصاراً بكلِ ما تحمله الكلمة من معني .. يظل طوال الوقت يعترض ويرفض الاعتراف بالانتصار لكن يظل الأمر ثابت وهو الانتصار مهما اختلفت طريقته لكن يظل مسماه انتصار
....
كان بَشار ذاهباً إلي منزلِ السيد رافع لسببين مهمين وكان يرافقه شخص قال ذلك الشخص بقلق : بَشار !؟ هل تعتقد أنه سيوافق!؟
رد بَشار بثقةٍ قائلاً : بكل تأكيد سيوافق
ذهب بَشار وسأل عن حمزة قال إحدى الخدم : سأدخل لأخبره
...
كان حمزة في ذلك الوقت ممسكاً لهاتفه بشدة ويسير يميناً وشمالاً بسرعة وبخيلاءٍ واضحة يتحدث قائلاً لمَن يُهاتفه بشدة : كيف يعني لا تجدون أحمد !؟ ماذا يعني أنه غادر البلاد
رد المتصل : صدقني يا سيد حمزة هذا ما حدث
قال حمزة بصراحة وعصبية: كل ما قيل لا يهمني بشئ نهائياً ..أريد احمد هنا أمامي بأسرع وقت لا يهمني إن كان داخل او خارج البلاد
ما إن انتهي كان يزفر بضيقٍ وعصبية
سمع طرقاً علي الباب قال للطارق أن يدخل ولكن بعصبية شديدة افزعت الخادم
قال له حمزة بلهجه خطرة وعيناه تُشِعان ناراً قائلاً: ماذا تريد !؟
رد الخادم وهو يرتجف خوفاً منه قائلاً : السيد بَشار بالخارج يريدك
قال حمزة في نفسه : بَشار ؟ ماذا يريدُ منه !؟ ماذا حدث !!؟
فاق من شرودِه علي صوت الخادم وهو يقول له : ماذا أقول له سيد حمزة !؟
قال حمزة : اذهب وأخبره أني قادم
أومأ له الخادم وخرج مسرعاً وهو يكاد يموتُ خوفاً منه
بعد قليلٍ أتي حمزة وقام بالسلام عليهم
قال بَشار بإخراج بعد فترة صمت:أتيت اليك بسبب صديقي مصطفي الجالس بجواري
قال حمزة : ماذا به !؟ ماذا يريد اؤمر يا بشار
قال بشار بحرج : هو يريد عمل ففكرت أن
قبل أن يكمل كلامه قاطعه حمزة قائلاً : ماذا تقول يا رجل كل أعمالي هي اعمالك هي ملك لك ولكل من يخصك
صمت حمزة قليلاً وهو يقول في نفسه : لا بأس إن ذهب أحمد ها قد اتي مصطفي من طرفِ بَشار لا أظن اني لأجد من أثقُ فيه أكثر من ذلك
ثم اكمل حمزة : ومن اليوم أصبح مصطفي الكتف الذي أسند عليه
فرح مصطفي بشدة وقال :أشكرك يا سيد حمزة
قال حمزة ضاحكاً : ولمَ السيد حمزة الآن؟.. حمزة فقط .. وسنباشر في العمل من اليوم ..
قال بَشار بفرح : حسناً اذهبوا إلي عملكم وانا ذاهب إلي سالم رأيته داخل الآن.. اريده بشئ
قال حمزة : المنزل كله لك افعل به ما بدا لك
....
ذهب بَشار إلي سالم ودخل وقام بالسلام عليه
وقال بَشار : انا بَشار اكون أخاً لخطيبةِ حمزة
تذكر سالم بَشار الذي حدثته اخته عليه
فقال له : تفضل اجلس
جلس بَشار وبدا أنه يريد الكلام في شئ ما
إلي أن تحدث صوت أتياً عليهم يقول : لمَ أنتم جالسون هكذا !؟ ما هذا السكون الذي يملئ المكان !؟فقد أتيت لكم بأكل لكي يساعد هذا الآخر علي الكلام بدلاً من أنه صامت هكذا
ضحك سالم وقال: ماذا تفعل يا مينا ؟ بَشار لا يعرفك ما هذا المزاح ؟
ضحك مينا وقال له : وهذا الذي لا يعرفني فلمَ لا نتعرف ونحن ناكل ؟
ضحك بشار وقال : أنا لا أمانع ان يكون التعارف بين الناس يكون عن طريق الاكل
ولكن ...!!
لأبدأ في الموضوع الذي أريد سالم به .
بدأو في الاكل إلي أن قال سالم : اي موضوع هذا !؟
قال بَشار : أعلم أنك لست من هنا وربما لم تعرِفنا بَعد وتثق بنا ... ولكن نحن هنا لسنا اناساً يملئ قلوبهم الشر ثم تحشرج صوته وقال : لا أعلم ماذا اقول لك لكي تصدق ان عَمّار صديقي ليس بقاتل...
قاطعه سالم قائلاً : انا لا أفهم ماذا تريد ... ولكن انا أشعر انه ليس القاتل بدليل إعادة فتح القضية مرة اخري ... ولكن فليرحمه الله
ولكن ما فائدة هذا الكلام؟ ماذا تريد ؟ يمكنك قول ذلك بصراحة..
قال بَشار بارتباك : أنا أريد الزواج من اختك السيدة اسمهان
نظر له سالم وهو يتذكر حينما عادت أخته تكاد تموت غيظاً
فسألها سالم : ما بكِ يا اسمهان !؟
ردت اسمهان بغيظ: لا شئ ولكني يوما ما سأقتل بَشار
قام مينا لكي يحركه يفعل به أي شئ لكي يُلاحِظ وجودهم بدلاً ما إن أصبح مثلَ الصنم هكذا
قال مينا لبَشار : ساعدني يا زوج أخت أخي المستقبلي ساعدني يا بَشار يا اخي لا ادري لمَ تخشب هكذا ..
فاق سالم من شروده وهو يضرب مينا في كتفه قائلاً : تعقل يا رجل كيف تكون مثل الباب وبمثل هذه التفاهه؟
قال بَشار : لم اسمع ردك؟ أم اني قد رُفضت!؟
ضحك سالم قائلاً : ألم يقل لك هذا الباب أنك زوج أخت اخيه أي انتهي الأمر
قال بَشار : ولكني أريد اختك لا اخته
تكلم مينا بتكبر: ومَن قال هذا أني سأوافق لأزوجك أختي
قال سالم وهو ينظر له ويلعب له حاجبيه: أين اختك هذه ؟ جد لك أخت ثم تشرط
تذمر مينا قائلاً : دعني أعيش عليه الدور قليلاً يا سالم
ضحك سالم وقال : مينا يُعد صديقي
ثم اكمل قائلاً : والله إنك كبرت بنظري بكلامِك وبأنك أتيت إلي هنا مباشرةً دون الكلام معها خاصةً بعدما صدر منها
قال له بشار مقاطعاً: لا هذا ليس من الشهامة يا سالم
قال سالم : علمت ذلك .. فلذلك اعطيك موافقة مبدأية ولكن إسالها أولا
ثم قال بَشار : ولكني لدي شرط
قال له مينا وهو يرفعُ حاجبيه له : شرط !!؟ مَن أنت لكي تتشرطَ علينا
تأفف بَشار وقال له : هل سيحدث لك شيئاً لو صمت لبعض الوقت ؟
تذمر مينا وجلس مثل الأطفال
سأله سالم : وما هو هذا الشرط !؟
قال بَشار: انا لن افعل شيئاً قبل زواجِ أختي علي أخيك ثم كل طلبٍ لكم سيُنفذ
قال سالم بهدوء : الله يصبر أختك علي هذا الابتلاء الذي بُليت به
سأله بَشار : ماذا قلت ؟
رد مينا : إنه يقول لمَ لا نكمل الأكل فهو له فائدة عن حديثكم التافه هذا ..
بعد عدة أيام...
قال وكيل النيابة صارخاً : قولي لي مَن كان يأمرك  أن تضعي السم له
قالت الفتاة ببكاء : والله لا أعلم عن ماذا تتحدث.. فأنا بدأت العمل بعد وفاة السيد الكبير
صار وكيل النيابة يأخذ أقوالهم بالتدريج إلي أن وصله اتصال أن هناك مَن ينتظره قال لكل من كان أمامه: اذهبوا الآن وإن كنا بحاجة لكن فيما بعد سأُرسل لكم ...
...
ذهب وكيل النيابة علي عُجالة وقال له : ها ماذا عرفت عنه ؟
رد عليه : علمت الكثير
رد وكيل النيابة : مثل ماذا ؟
رد الرجل : مثل ستأتيه شحنة سلاح قريباً ويحاول إدخالها عبر طريق .... وأخذ يقول له الكثير مما توصل إليه
فقال وكيل النيابة له : هذا جيد وتابع عملك جيداً
.....
اتي يوم خطبة سالم و إبتهاج استيقظ سالم بسعادة وهو ينتظر موعد زواجه لا موعد خطبته.. فهو لم يكن يتوقع أن يأتي اليوم وأن يكون سالم واقعاً في الحب ... امسك هاتفه و لا يكتب شيئاً ..
..
استيقظت إبتهاج علي صوتِ رسالة .. كان الضيق والقلق مهما كان بها كيف اخرجت نفسها من مشكلة والدتها وزوجها وابن زوج والدتها .. ولكن هذا ليس معناه أن تُلقي بنفسها مرةً أخري مشكلةً أخري مع شخصٍ آخر
أمسكت الهاتف لتري من فوجئت بأنه سالم كانت عيناها تتحرك علي الحروف والكلمات وشعرت أنها لم تفهم شيئاً أعادت قرأتها أكثر من مرة ثم جلست لتقرأها مرةً أخري ولكن بهدوء
" بهجتي
أعلم أنكِ قلقةٌ جداً .. كلمة قلقة هذه لا تصف شعورك أعلم هذا ولكن اعلمي شيئاً واحداً .. أني والله لن أوذيكِ ..فكيف للجسد أن يؤذي روحه. لا تستغربي هكذا فأني والله أحببتك حباً كبيراً . أعلم أنها مجرد شهور ولكني والله لا أعلم كيف ولا متي سيطرتي علي قلبي هكذا وأعلم أيضاً أني لا يجب أن أقول لكِ مثل هذا الكلام . فأنتِ لم تصبحي زوجتي بعد ولكن أريد أن أجعلك أن تطمئني كل ما أريده أريد أن اراكِ سعيدة .. كنت حزيناً والحزن يملئ قلبي فأتيتِ أنت يا بهجة قلبي ورسمتي السعادة والبهجة على قلبي الذي لا يعلم كيف تكون السعادة وكنت تائها ليس لي اهل سوا اختي ومنذ معرفتي بكِ أصبحت لا أريد معرفة البشر . يا بهجة الروح يا مَن احييتي لي روحي وقلبي وسكنتي كلاهما ورسمتي سحراً جمال عيناكي السوداء عليهم.. اعدكي  ان كل شئ سيمر جميلاً سالم كمثلِ اسمي سالم يا بهجتي "
ترقرت عيناها بالدموع علي ما قرأته وشعرت أن كل ما بها فاقد للحركة
ظلت صامتة لا تعلم ماذا تفعل أتت لها رسالةً أخري منه قائلاً لها : "أعلم يا بهجتي انكِ فاقدتي القدرة علي فعل اي شئ ولكن لمَ لا تحاولي تنهضي يا عزيزتي لكي تتجهزي وتسعدي أنكِ ستتزوجين سالم بكل بهائه..."
اغتاظت إبتهاج وأرادت أن تضربه ثم نهضت لتري ماذا ستفعل
...
رأها ذاهبة وبيدها حقيبة ذهب لها وكيف لا يذهب إليها وهي ملكة الفؤاد
ذهب لها وسألها: هل عادت محاميتنا إلي عملها ؟
فتبسمت رؤية وقالت : كيف اخبارك يا تميم ؟ نعم قمت بالعودة إلي عملي
رد تميم : نحمد الله علي كل شئ يا رؤية وأتمني لكِ التوفيق ذهبت رؤية ولم يشعر تميم بنفسه إلا وهو يُضرب علي ظهره من الخلف حينها اعاد ثبات نفسه
قال : ما هذا الذي تفعله يا يوسف كدت أن أموت
قال له يوسف وهو يحاول مضايقته : لا دخلَ لك بأختي ولا أريد رؤيتك بجانبها
قال تميم: حسناً لن أقترب منها ولا من أي شخص ولكن لا تفعل ذلك
وجد تميم أنه يُحدث نفسه لأن يوسف كان وجهه منصب في الجهه الآخري ركز بها وجد أخته ها هي اشرقت تقف هناك وهو ينظر لها
فقال له تميم : أنت يا فارع الطول والعرض وكل شئ  لا أعلم ما علينا أن نفعله أن نقوم بقياس طولك أم عرضك هذا الذي من المستحيل علي أمثالي رؤيتك بالكامل
لاحظ يوسف كلامه فاعتدل فقال له: ماذا كنت تقول
رد تميم وهو يرفع له حاجبيه : ارفع نظرك عن أختي وإلا لحظة كيف ترفعه إن رفعته أكثر من ذلك سأحتاج مَن يقف لكي أقف عليه لكي أحاول الوصول لك .
تعصب يوسف وقال له : ماذا تريد يا تميم كل هذا الارتباك لأن رؤية قامت بمحادثتك
رد تميم بضيق : لا ولكن رقبتي قد تكسر قريباً من كثرةِ رفعها لكي تصل لك .. هذا شئ أما الشئُ الثاني لا تنزل نظرك خمسة أمتار لكي تنظر إلي أختي قصيرة الطول المسكينة
رد يوسف ببراءة: أنا انظر إلي بنت عمي
رفع تميم حاجبيه وقال له : وهل أختك هي مَن تكون  زوجتك يُحرم علي النظر لها فهي بنت عمي فانظر كيفما أشاء.. ثم كل شخص يحق له النظر في المكان الذي يريده دون تدخل
أمسك يوسف تميم وقال له : ماذا تقصد
رد تميم بخوف : لا لا شئ سأفقع عيني لكي لا أنظر لها وآن كنت تريدُ أشرقت خذها لا اريدها
ضحك يوسف عليه بشدة
......
في أثناءِ الخِطبة كان الجميع مجتمعاً ولكن سالم لم يكن معه سوى صديقِه مينا وأخته اسمهان .. ثم فؤجى بيوسف و تميم .. ذُهل فقام ليُسلمَ عليهم وذهوله كان ليس بشأن يوسف فنظرته له تبدو وكأنه يعرفه جيداً إنما لتميم فقال تميم له معاتباً: ليس معني أننا لا نعرفك أن تكون وحيداً هكذا .. كيف تكون وحيداً وأنت لك أهل حتي لو لم تعتبرهم هكذا ..
قال سالم وكانت المشاعر تغلبت عليه مشاعره قال لتميم : أنا لا أعلم ماذا اقول لكم ولكن صدقاً أنا سعيد . خشيت أن أقول ليُوسف فهو يحدثني ودائماً معي لأكونَ اثقلت عليه ولكني لا أعرف ماذا اقول لكم..
رد عليه يوسف : ما تريد أن تقوله يمكنك أن تقوله لعروسك التي ستقتلك حتماً
ضحك سالم وعاد إلي بهجته
قال تميم ليُوسف : يبدو أن علاقتكم قوية
رد يوسف : نوعاً ما
..
وها قد حان موعد ارتداء الخواتم وهدية العريس للعروس كانت اسمهان هي من البستها الخواتم وانت هدية العروس وكانت اسورة كُتب عليها " يا بهجة الروح والقلب ابهجي روحي وقلبي فهما في حاجةٍ لكِ كوني لهم خير ساكنة "
...
كان تميم جالساً إلي أن أتي له اتصال وبعد السلام مع المتصل قال تميم : نعم أنا تميم وأشرقت اختي ماذا حدث لها !؟
هنا اعتدل يوسف وكان قلبه بدا يدق بعنف
قال تميم بصوتٍ عالي جعل الكل ينظر له وهو يصرخ قائلاً : ماذا حدث لها ؟
قال يوسف بخوف ها هو يوسف بقوته قد بدا عليه الخوف : ماذا بها ؟ قل لي .. ماذا حدث ؟
قال تميم وهو يحاول النهوض: أشرقت حدث لها حادث وهي بالمستشفي الآن وصار يُكلم نفسه وهو يقول : قلبي لا يحتمل هذا إلا مُشرقتي ألا يكفيني وجعي علي عَمّار كان لا يعرف كيف ينهض
بُهت وجه يوسف وهو لا يدري ماذا يفعل وكأن قلبه وعقله توقفا تماماً.. اشراق القلب يحدث لها حادث وكان عقله يقول له .. هيا اذهب لها ماذا تنتظر !؟
وقلبه يرد : لا لا أستطيع أخاف الذهاب أجد بها شيئاً يقتلني ..
وصل لهم سالم قائلاً : ماذا تنتظرون هيا بنا
أراد يوسف أن يثنيه عن الذهاب معهم ولكنه قال : هيا سنذهبُ بسيارتي
كان تميم في حالةٍ يُرثي لها وذهبوا إلي المستشفي
...
كانت اشرقت خارجة من المستشفي من عملها وكانت هناك سيارة أتيت باتجاهها حاولت الابتعاد لكن اتت السيارة تجاهها أكثر وصدمتها وآخر ما سمعته قبل أن تغيب عن الوعي : لقد تمت المهمة
.........
#بقلمي_الباشمؤرخه_هموسه ❤🥳

إنعكاس صورة (مكتملة ) هموسه عثمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن