الفصل الخامس

103 10 4
                                    

نحن دائما نظن أن الذي حدث لنا شر . ولكن والله ما هو إلا إنقاذ شر وأذيً أكبر منه .
كان عَمّار جالساً مع تالَه وأخاها بَشار خارج المنزل بالليل إلي أن قال لها بصوت هادئ يهمس لها : ما رأيك أن نتقاسم السهر
ردت تالَه بهدوء : كيف ذلك؟
قال لها عَمّار وهو ينظر لها : أن تقومي انتِ بعد النجوم وأقوم أنا بِعد صفات جمالك
نظرت له تالَه نظرة متفاجئة مما قاله وخجلت جدا فردت قائلة : ماذا ؟
فتبسم لها ابتسامه عذبة جعلتها تنسي من تكون
كانت هي تنظر له نظرة تعني هل أنا أستحق كل هذا الحب ؟
قطع ما حدث هذا بَشار وهو يقول إلي عَمّار: ألا ترى أنك تُبالغ قليلاً ؟ أنا وقفت بجانبك هل هذا هو رد الجميل أن تغازلها امامي ولا تراعي أني لازلت أعزب
ضحك عَمّار بشدة وقال : لا أعتقد أنك أعزب يا حبيبي فأنا أعلم أنك مرتبط وغمز له
ثم قالت تالَه : ماذا ؟ ودون أن أعلم مَن هي ؟
ضحك عمٌار وقال : ليست هي بل هم كُثر
ذُهلت تالَه وقالت وهي عاقدة حاجبيها: كُثر كيف ذلك؟
كان بَشار ينظر لهم وهو يضحك بشدة
إلي ان قال عَمّار: ألا تعلمي يا تالَه أن بشار مرتبط بالأكل وبجميع انواعه والنادي الاهلي
اغتاظت تالَه من عَمّار حيث كانت تعتقد أنه يتحدث بجدية
ضحك بَشار وقال : ألا ترين يا تالَه أنهم الأغلي لكي ارتبط بهم فالأكل مُجرد الكلمة تسعدني .. أما الأهلي صمت لحظات قبل أن يُكمل ثم أكمل قائلا: الأهلي يا تاله هو ذاك المُنقذ من الضيق المُخرج من الأحزان إلي الافراح والسعادة فهو سعادة قلبي
ألا يستحق إذا أن يكون الأقرب إلي قلبي
....
كان سارحاً ومشغولاً بها وهو يعلم جيداً أنه غير مرئي بالنسبة لها ثم أمسك قلمه وخط به كلماته وكانت تلك الكلمات هي ' وكم مرة تمنيت رؤيتك يا رؤية ولِكم مرة عشقتك وقد تملكتي قلبي ولا اجرؤ علي الكلام لأن قلبك يملكه الغير سأظل أحبك حتي لو لم أنال الشرف وأنال حبَ قلبك سأظل أحبك كثيراً يا رؤيتي التي أتمني تحقيقها اتيم بكِ
تميم ...
.....
كان متخفياً ويُحاول بكلٍ هدوءٍ الدخول إلي غرفة السيد رافع دون أن يراه أحد وحينما استطاع أن يدخل وصل إلي غرفة السيد رافع وبدا عليه وكأنه يبحث عن شئ وحينما سمع أحد يقترب من المكتب هرب مُسرعاً
ولا ندري هل وصل إلي مبتغاه ام لا ؟
....
فتح السيد حمزة باب مكتب والده وحينما دخل فُوجئ بفتاة في الغرفة جالسة بها فسألها بعصبية:مَن انتِ؟
ردت الفتاة بترفع وهي تقول : أنا اسمهان رافع
رد حمزة بضيق : ماذا تفعلين هنا ؟ أهو مكانك لكي تأتي إلى هنا ؟
كانت تنظر حولها باستغراب وكأنها تبحث عن شئٍ فسألها: علام تبحثين ؟
ردت عليه وهي تنظر له باستهزاء: أبحث لكي أرى إذا كان هنا بالمكان شئ يخصك او شئ يدل أن هذا المكان ملكك فلم أجد!؟
تعصب حمزة وقال لها : أنا لست متفرغاً لكي أتجادل معك.. لكن هيا اذهبي من هنا فأنا لدي عمل .
ردت هي بثقة ودون أن تنظر له : ما علاقة عملك بخروجي من هنا !!؟ قم بعملك هذا بعيداً عني
هنا أراد حمزة أن يقوم بضربها تلك المستفزة ولكن فضل الصُمت وذهب سريعاً وهو خارج قابل سالم فسأله : متي ستغادر انت واختك من هنا ؟
نظر سالم بعينيه وهو يدير عينيه بكل المكان تعصب حمزة وقال له : هل هي جينات ما إن تحدث أحدٌ منكم حتي تديروا عينكم بالمكان سألتك سؤال ولم أسمع اجابة له !!؟
رد سالم عليه ببرود : لأني لم أتذكر أن هذا المنزل ملكك
وصمت قليلا يلعب له حاجبيه ويغمز له
فتعجب حمزة أكثر ثم قال : وإذا ماذا ؟
قال سالم وهو يرفع حاجبيه : لم أكن أعلم أن الفهمُ لديك ثقيل فإذا سنتشارك المنزل ونعيش سوياً
أراد أن يذهب ويتركه لكنه سمع حمزة يقول له : لم أراك حزيناً علي والدك لماذا ؟
قال سالم : لاني رأيتك تكاد أنت تموت حزناً علي فراقه لذلك قررت أن تموت أنت حزنا وأنا أتماسك ليس من الجيد أن نموت سوياً وإلا ماذا تري ؟
سأله حمزة : أين أنت ذاهب ؟
رد سالم بهدوء : ذاهب لكي اكل لكي استطيع التماسك فأهم شئ الصحة يا حبيبي إياك وأن تظن أنك ستأكل معي فأنا لا اطيقك فأكيد لن أجعلك تأكل معي
نظر له حمزة وهو رافع حاجبيه منه ومن أخته فيبدو أنه سيلحق والده قريباً
..
دخل سالم المكتب عند أخته فسألها : ماذا تفعلين هنا ؟ ولمَ خرج ذاك الذئب متعصباً
ضحكت اسمهان وقالت له : دعك منه واجلس هنا.
.......
كانت هناك شرطة كثيرة أتت لتأخذ عَمّار وهو لا يدري ما السبب ولكنه قلقٌ جداً وكان بَشار واقفاً لا يدري ماذا يفعل
حينما عُرض عَمّار علي النيابة سألهم: ماذا حدث؟
لمَ أنا هنا ؟
وكان الرد : أنت متهم بقتل السيد رافع قِيلت هذه الجملة ودخل بعدها حمزة
وهو يبرق عينه و هو يقول : عَمّار؟؟؟

إنعكاس صورة (مكتملة ) هموسه عثمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن