الفصل التاسع

59 10 2
                                    

عندما تعلم أن هناك مَن يُريدُ آذيتُك بأي ثمنٍ كان
عندها يَتْملكُ قلبُك الشك هذا الشك يجعلك تشك في أقرب الأقربون لك يجعلك تشك في أصابعك وأكثر من ذلك
....
في مكانٍ يَسودُه الظلام لا يتبينُ من ذاك الذي يجلس بِه
كان هناك شخصٌ ينظرُ في هاتفه ...
كان يقول في نفسه: عليكي يا تالَه أن تعلمي شيئاُ واحداً فقط وإن كنتي عروساً في قاعةِ زفافك فلن يتم لأنك لن تكوني الا لي..ظل هكذا فاتحاً هاتفَه ينظرُ إلي صورتها كثيراً وهو يُقسم أن تالَه لن تكونَ زوجةً سوا له
.....
كعادتِها دخلت إليه في غُرفتِه وجدته محدقاً في هاتفِه ويتحدثُ مع نفسِه فقالت له : يُوسف مَن هذه التي لن تكون سوا ل ل؟؟ماذا تُدبر ؟
انتفض يوسف منها اكلما يريد فعل شئٍ تظهرُ له من العدم بدا عليه التوتر خوفاً مِن أن تعلمَ فقال يُوسف بتوترٍ وحروفٍ متقطعة : لا أحدَ يا رؤية وألم انبهك ألا تدخلين هكذا دون أن تطرقي الباب؟
ردت رؤية باستنكار: طرق الباب؟منذ متي هذا يا يُوسف
رد يوسف بنفاذِ صبر : منذ اليوم يا رؤية
غضبت رؤية منه ومِن أحواله الغريبة عليه فخرجت صافعةً الباب خلفها
...
كان بَشار بالخارج حينما قابل اسمهان تنظر له هو لا يدري ماذا تريد تلك الفتاة منه ومن أُخته اقتربت منه وهي تنظر له وإلى عينيه المتسائلة عن ماذا تريد منه؟
قالت له بدلعٍ لا يُحبذه نهائياً: أهلا يا بَشار
رد بَشار علي مضض : الحمد لله
أراد أن يذهبَ ولكنها استوقفته قائلةً بطريقةٍ مستفزة: أريد أن أرى تاله ..
كان ينظر لها نظرة تعني يا الله ابعد عني هذا الابتلاء رد باختصار : تاله لا تقابل أحدٌ نهائياً . وخاصةً أنها لا تعرفُك .
ثم تركها وهو يدعوا الله أن لا تتحدث مرةً أخري
تركها ورأي تميم ذلك الولهان حباً في بنت عمه وهي وكأنها لا ترَ سوا ذاك الذئب المخيف حمزة رأي تميم كيف ينظرُ لها .
ذهب له وقال له : أنت اخي واحبك جدا ولكن حاول أن تُبِعدَ قلبُك عنها
تحدث تميم بحزنٍ قائلاً : لا أستطيع يا بَشار حزنها كافٍ بموتي إني أحزنُ بشدة وهي وكأنها لا تراني وإنما كأنها لا تعرفني أيضا.
حزن بَشار ولا يعرف كيف يوافيه ويُخفف عنه وحزن أكثر بشدة مِن ذِكر كلمة الموت فقال في نفسه : لا أتحملُ فراقَك انت أيضاً قف بجانبي
اخذه بحضنه واقسم بداخله أن تميم يبكي كالأطفال
ظل بَشار يُفكر ويقول في نفسه : هل يمكن للشخص أن يحبَ هكذا ؟!
..
ذهب إلي المنزل وجد رائحة الطعام تلاعب أنفه فقال لكي يُضاحِك أُمه : يا حبيبة قلبي وساكنته الأولي والأخيرة وقبل أن يكمل
ردت أُمه : اقترب الطعام من الانتهاء
ضحك بَشار وقال : ألا يمكنني أن أداعب أمي قليلاً !؟
نظرت أُمه له نظرة تعني أنك تُداعبني أم تريد مداعبة الاكل
سألها بَشار : ألم تخرج تاله ولو مرة ؟
وها قد بان الحزن علي وجه أُمه ردت قائله : لا . افعل شيئاً يا بَشار أرى ابنتي تموت أمام عيني ولا أستطيع فعلَ شئٍ لها
أومأ لها بَشار وذهب لها وما إن وصل إلي غُرفتها سمع صوتها تصرخ قائلةً : لا أنتم تكذبون لا يُمكنه تركي وهي تقول من بين صارخاتها المتعاليه: عد لي يا عمّار فإني أموت بدونك
كان بَشار يحاول افاقتها وما إن استيقظت حتى ارتمت بين أحضان أخيها وهي تبكي
قائلة له : قلبي لا يُصدقُ يا أخي قلبي يُحدثني أنه هنا قريبٌ مني . قلبي يقول أنه علي قيدِ الحياة وهو أصدقُ من كلامِ جميعِ البشر..
تحدث بَشار وهو يبكي الآخر .. ذهب لمواساةِ أخته فوجدناه هو مَن يحتاج للمواساة
فقال لأُخته : كيف ذلك يا حبيبتي والشرطة قالت
قبل أن يُكمل حديثه
قاطعته قائلةً بصوتٍ عالٍ: لا يُهمني ما تقوله يهمني شئٌ واحدٌ وهو قول قلبي أنه علي قيدِ الحياة وستري ذلك بنفسك
صمت لا يدري بما يُجيبها إلي أن قالت له: يمكننا أن نتاكد
نظر لها وكل حواسه صاغيةً قائلاً : كيف ذلك؟
قالت من بين دموعها : أن تذهب إلي بلدته ونري إن كان دُفن هناك أم لا وقتها ستصدقني أنه علي قيد الحياة
ذٌهل بَشار مما قالته لكنه قال : سأذهب أنا وتميم
أرادت أن تُجادله ولكنه قال : لا تجادليني لن تتحملي الموقف أياً كان نتيجته
......
كان يصرخ هائجاً لا يدري ماذا يفعل وكيف حدث ذلك وهو متاكد تماما من أخذ هذه الأوراق ستكون البداية ولكن لنهايته
صرخ به قائلا : قل لي كيف حذلك ؟ ألم تكن مسؤولا لكي تحمي هذه الأوراق؟؟؟!
رد : اعذرني ولكني لا ادري
ضحك بعصبية وقال : تقول للذئب عذرا !!!لا ادري ماذا افعل بها ؟
صمت ولم يدري بما يجيبه
ثم قال الذئب : فلنحمد الله أن التوقيع ليس باسمي
....
كان هو وأخته منشغلان في الشركة إلي أن قالت اسمهان إلي سالم : أنت كالذئب كيف تفعل ذلك !!؟
رد سالم بإبتسامة : هذا أقل شئ ولكن المهم أن تتم بنجاح أهم شئ..
دخلت إبتهاج قائلة : ما هي التي ستتم بخير !؟
نظر سالم بابتسامة عريضة لها أظهرت تلك الغمازات رد مُغير الموضوع : بهجة يا لها من زيارة مبهجة يا بهجة ماذا تريدي ؟
انهي كلامه وهو يغمزُ لها
صارت إبتهاج لا تدري ماذا تقول وهي تنظر يميناً ويساراً
ثم لا تدري بنفسها إلا أن خرجت دون أن تقولَ كلمةً واحدةً أو تقول لماذا اتت ..
ضحك سالم بشدةٍ عليها
ضربته اسمهان أُخته قائلةً له : ما هذا الذي فعلته لقد احرجتها
ضحك سالم أكثر
........
كان حمزة جالساً يُفكر كثيراً هل إن تقدم لها مرةً أُخري
تُوافق عليه !!!؟ ليست هناك مشكلةٌ بأبيها فهو يعلم أنه لن يعترضَ نهائياً ولكن المشكلة بها وبقلبِها
كيف يُمكنه فعلَ ذلك وهو يعلمُ أن قلبها لن يكونَ له ابداً ولكنه سيستمر مرةً بعد مرة وسيفوز بقلبها هذه المرة ولو كان ذلك بالإجبار

إنعكاس صورة (مكتملة ) هموسه عثمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن