على الرغم من دفئ المكتبة و رائحة الكتب المحببة لكيونقسو إلا أن المكتبة القديمة بدت باردة كسجن من الجليد..
لم يتوقع رؤية جونق ان الذي تاق لرؤيته هنا بهذا الشكل المفاجئ..
" أهذا ما قصَدته بقولك ' لنلتقي قريباً' ؟"
أجاب جونق ان و على وجهه ذاتُ ابتسامته المعتادة و ذاتُ العينين الفارغتين " نعم، أردت أن أفاجئك.. لم أتوقع أن نلتقي بهذه السرعة"
عبس كيونقسو و سار للأمام باتجاه طاولة الاستقبال حيث يقفُ جونق ان ، مُستاءٌ قليلاً... لطالما شعر كيونقسو بهذه الطريقة حيال المفاجآت...
" كان عليك أن تخبرني " وضع الكتب على الطاولة يسرح بعينيهِ في أي مكان سوى جونق ان الماثل أمامه " أنا هنا لإعادةِ هذه" دفع بالكتب قليلاً للأمام.. و شيءٌ داخله أخبره أن شفتي جونق ان تتقوسانِ إلى الأسفل قليلاً
" انظر إلي كيونقسو " قال جونق ان أثناء تفحصهِ للكتب و تسجيلها داخل الجهاز، و امتعض كيونقسو أكثر " كيف أنظر إليك في حين تنظر أنت إلى ذلك الجهاز "
" آسف كيونقسو، هل يمكنك أن تنظر لي الآن؟ لم نلتق منذ وقتٍ طويل و ها أنت تتجاهلني "
نظر إليه كيونقسو بسخط، يرفع إبهامه إلى شفتيه ليقضمه، و قال بينهما " لقد تكبّدت عناء الذهاب إلى مدينتك البارحة ! على أمل أن نلقتي ، كيف يمكن أن تأتي للعمل في المكتبة التي أرتادها دائماً في حين لا يمكنك حتى التحدث معي عبر الهاتف "
تنهد جونق ان... ثم مال على الطاولة و قال بهدوء مقيت " تلك الرسائل تعني الكثير لكلينا ، رسائلي الورقية ستبقى و عنوان بريدك سيبقى دائماً.. هذه هي الطريقة الأمثل للتواصل بيننا ان حدث شيءُ ما "
" بربّك ! ما الذي سيحدث، جونق ان ؟ أكاد أموت في حين أنتظر رسائلكَ كلّ شهر "
تنهد جونق ان مجدداً، يخرج من خلف طاولة المحاسبة بينما يرتدي ابتسامتهُ المعتادة سائراً باتجاه كيونقسو... "ألا يمكنك أن تحتضنني الآن عوضاً عن هذا التذمر ؟"
" لا...عليّ أن أغادر"
لم تسقط ابتسامة جونق ان و قهقه بخفة " سأنتظرك إلى حين يهدأ غضبك"
سار كيونقسو حذو الباب يخفي ابتسامته " لست غاضباً ! لنتناول العشاء معاً حين ينتهي عملي، انتظرني و لا تتحرك"
-
على مكتبه، يسترق النظرات خلف الشاشة باتجاهِ كيونقسو الغاضب ككرةٍ من نار، يفرّغُ غضبه على لوحة المفاتيح و كوب القهوة و المسودة القابعة أمامه..
أنت تقرأ
شجر الشتاء ينادي // كايسو
Fanfictionالأوراق المجعّدة أسفل الطاولة و داخل الأدراج تزداد عدداً الشجرة تطرق بأغصانها زجاج النافذة الرقيق ، و رياحُ الشتاء هبّت محركةً الأمطار و الأشجار. روحهُ زمجرت كالرعد صارخةً، و تلطفت أوراق شجرة السنديان إلى النافذة. سار حذو السرير و عيناهُ تتدحرجان...