2

37 4 0
                                    


ولما انتهى الطواف ذهب بي الى عم عزب فاذا به أمين مخزن المدبغة وهو رجل أشيب وقور ربما كان في السبعين من عمره فقابلني بلطف واعطاني قطعا عديدة من صنوف الجلد.

وفي اثناء عودتي الى سعيد افندي دفعني الفضول الى ان اسأل العامل اسماعيل عن عم عزب فقلت له:
_وراخر عم عزب بيشتغل في المدبغة من زمان؟
_من زمان قوي طول عمره هنا وابوه كمان كان بيشتغل هنا.
_يعني من قبل ما يتولد سعيد افندي؟
_ايوه.. دي حكاية عايزة شرح طويل. 

وكنا قد وصلنا الى مكتب سعيد افندي فانصرف اسماعيل  وشكرت لسعيد حسن وفادته وأستاذنت في الذهاب ولكنه لم يدعني اخرج الا بعد ان دعاني لتناول طعام الغذاء معه في يوم الجمعة التالي: 

لما ذهبت بعد ظهر الجمعة الى الفيللا الفاخرة التي يسكنها سعيد افندي في جزيرة الروضة استقبلني ذلك الشيخ المسمى ((عم عزب))  ومعه العامل المسمى  اسماعيل غير انهما قد تبدل حالهما فلم يعودا بمظهر العمال وانما كان احدهما _الشيخ_  يلبس جلبابا من الحرير الفاخر وعليه عباءة ثمينة والثاني اسماعيل يلبس بذلة وجيهة.

وقد بادراني بالاعتذار عن ((سعيد بك))  اذا ذهب عقب صلاة الجمعة الى احد الاطباء لجلسة كهرباء علاجا لمرض الروماتيزم الذي يشكوه ولا يلبث ان يعود.

وكأنما لحظ اسماعيل تعجبى من تبدل حاله وحال عم عزب بين المدبغة وبينهما في منزل سعيد  فقال لي اسماعيل:
_انا في المدبغة عامل وبس  لكن هنا.. انا..  انا من قرايب سعيد بيه..
فأشرت الى عم عزب وقلت:
_وحضرته كمان؟
فرد الشيخ قائلا:
_ايوه..  انا.. برضه من العيله..

وفي انتظار مجئ صاحب الدار تجاذت واياهم اطراف الحديث وما لبث اسماعيل أو اسماعيل افندي كما صرت اناديه ان اخرج اخرج بطاقتي وقال:
_مش حضرتك..  بتكتب قصص بأسم مستعار في ((مجلة الاثنين)).
_ايوه..
_طيب بقى.  لما اقول لك قصة حصلت بصحيح يمكن تعجبك وتكتبها.

والى القراء خلاصة القصة التي رواها لي اسماعيل افندي والتي اشترك عم عزب في سرد كثير من وقائعها معه:

يتبع......
ولاتنسون التفاعل والتعليقات الحلوة حتى استمر 😊😊 و شكرا جزيلا  🌺🌺

اليتيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن