نور والمجهول :
الفصل الاول :
في قاعة القضاء العليا تعلو أصوات الهمهمات حتي خرج حاجب المحكمة قائلاً :محكمة
فعم السكون الذي قد يسبق العاصفة
القاضي: حكمت المحكمة حضورياً على المتهمة نور محمد البحيري بتحويل أوراقها إلى فضيلة المفتي رفعت الجلسة تعالت صرخات والدتها سهير وصدم والدها محمد وأختها أسيل وأخيها مازن أما هي فسقطت مغشياً عليها تم نقلها إلى مستشفي السجن وتم تشخيص حالاتها بصدمة عصبية وتم حقنها بمهدئ كانت تحت تأثير المهدئ وتقول :مقتلتوش مقتلتوش ياالله ما هذا الذي يحدث ما كل تلك المصائب التي تسقط على رأسها وفاة زوجها مقتولاً واتهامها بقتله والآن الحكم عليها بالاعدام
كانت هناك ممرضتان تتحدثان
الأولي :ياعيني عليها شابة زي الورد خسارة اللي جرا فيها دا ياختي
الاخري بتساؤل : وهي ايه اللي جرالها ياختي ؟
الأولي وكأنها ستقول سر حربي:بيقولك ياختي جوزها اتقتل واتهموها بقتله ويعني على عيالها بقا زمانهم هيتشردوا
الأخري: مايمكن ياختي هي اللي قتلته
الأولي :مش عارفه بس مش باين عليها
الأخري :وهم دول بيبان عليهم يلا ياختي ملناش دعوة يلا بينا على شغلنا**************
أما عن والدها فكأن ظهره قد قسم وكبر عمره عشر سنوات نوارة بيته وحبيبة قلبه طفلته المدللة مهما كبرت سترحل وتتركه في عز تلك الأزمة أخذ يدعو ويناجي ربه حتي سمع صوت زوجته تخبره أن هناك سيدة تجلس في الصالون تريده
محمد :أنا مش قادر اتكلم مع حد دا وقته
سهير :دي بتقول هتتكلم في قضية نور
محمد : ماتقولي كدا من بدري ربنا يسهل الحال
سهير : يارب
خرج محمد من غرفته ليقابل تلك السيدة
محمد : السلام عليكم
وقفت الفتاة وحيته :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
محمد :خير يا بنتي
رنيم :خير إن شاء الله مع حضرتك رنيم الألفي كنت زميلة نور في الكلية
محمد :أهلاً بيكي يا بنتي يعني أنتي محامية
رنيم : أيوه يا عمي أنا محامية وبطلب من حضرتك توافق إني ادافع عن نور
محمد :بس يا بنتي دي القضية اتحكم فيها
رنيم :هنعمل نقض وإن شاء الله هيتقبل
محمد :أنا مش عارف أقولك ايه يا بنتي
رنيم :متقولش حاجة يا عمي أنا بوفي دين قديم
محمد :دين قديم ازاي يا بنتي أنا مش فاهم حاجه
رنيم:أنا هفهم حضرتك نور واحنا في الكليه تقدر تقول أنقذت حياتي لو قعدت عمري كله عمري ما هوفيها حقها
فلاش باك :
كانت رنيم ونور زملاء في الجامعة ولكن كان هناك فتاتان تقربوا من رنيم مما أدى إلى ابتعادها عن نور بعض الشيء ونور كانت لا ترتاح أبداً لهاتان الفتاتان
فكانت تراقبهم من بعيد خوفاً على رنيم
وفي يوم من الأيام اتفق هاتان الفتاتان مع رنيم أن يذهبوا لبيت واحدة منهم ولأن رنيم صدقتهم وافقت على ذلك بلا تردد ولكن قبل الذهاب نادت عليها نور
نور :رنيم عايزة أقولك على حاجه
رنيم:في حاجة ولا ايه
نور :خدي اسمعي الفيديو دا
أخذت رنيم الهاتف من يد نور واستمعت إلى الفيديو مما جعلها تشهق بعنف
رنيم ببكاء :ياه معقولة في ناس كدا أنا كانت حياتي هتتدمر الحمد لله أنتِ أنقذتِ حياتي يانور عمري ما هنسي جميلك دا طول حياتي
نور :ولا جميل ولا حاجة يابنتي احنا أخوات بس بعد كدا تأخدي بالك هما لما لقوكِ محترمة معرفوش يدخلولك بولا طريقة قرروا أنهم ياخدوك شقة صاحبهم دا ويا عالم كان ممكن يجرالك ايه هناك
رنيم : الحمد لله ربنا أنقذني بس دا بفضلك
نور :يا بنتي الحمد لله قدر الله وماشاء فعل يمكن دا درس ليكِ عشان تعرفي تختاري الناس اللي تدخليها حياتك
رنيم:فعلاً الحمد لله
باك
رنيم :بس ياعمي هو دا كل اللي حصل نور أنقذت حياتي في اليوم دا وجه اليوم اللي هرد فيه الجميل دا
محمد : ربنا يكرمك يا بنتي
رنيم :ربنا يخليك ياعمي بس أنا هحتاج اتكلم مع نور الأول
محمد :ماشي يا بنتي مفيش مشكلة زمانها فاقت هي كان أغمي عليها وانتقلت مستشفي السجن
رنيم :خلاص هروحلها هناك هي نور عندها ولاد
محمد :أيوه يا بنتي عندها تالين ويوسف
رنيم :ماشاء الله ربنا يبارك
محمد : أنتِ عندك ولاد يا بنتي
رنيم :لا يا عمي أنا مش متجوزة أصلاً
محمد: أنا آسف يا بنتي
رنيم :لا مفيش حاجه دا نصيب المهم أنا وماما كنا قاعدين في اسكندريه من بعد الجامعة بعد ما بابا اتوفي فهننقل في شقتنا اللي هنا عشان اتابع قضية نور
محمد: ماشي يا بنتي معلش هتتعبي معانا
رنيم : ولا تعب ولا حاجة ياعمي يلا أنا همشي بقا عشان ألحق اروح لنور
محمد :ماشي يا بنتي مش هعطلك بس هتيجي تتغدي معانا يوم تاني أنتِ والوالدة
رنيم وهي تنهض : إن شاء الله السلام عليكم
محمد : وعليكم السلام مع السلامه يا بنتي
رحلت رنيم وفي طريقها للخروج من المنزل قابلت مازن شقيق رسيل
مازن : السلام عليكم
رنيم : وعليكم السلام
محمد :المحامية رنيم هي اللي هتمسك القضية بتاعت نور ودا مازن ابني
مازن :أهلاً وسهلاً
رنيم: أهلاً بيك همشي بقا ياعمي
محمد :مع السلامه يا بنتي
ذهبت رنيم من منزل والد نور وحكي محمد لزوجته وأولاده مازن و أسيل ما حدث
سهير : أحمدك وأشكرك يارب ربنا هيعوض علينا ونور هتخرج بإذن الله ربنا هيكون عند حسن ظننا بيه
مازن : ربنا يجعل الخير على أيديها ونور تخرج بالسلامة
أسيل :يارب إن شاء الله دي وحشتني أوي
محمد : ادعولها يا ولاد
أخذ محمد يتذكر عندما اتصلت به نور
فلاش باك :
نور علي الهاتف بصراخ ونحيب :بابا الحقني يا بابا
محمد بنبرة قلقة : في ايه يا نور؟ بالراحة استهدي بالله
نور وقد ازداد نحيبها :ياسين يا بابا اتقتل
محمد بصدمة وكان قد خرج من المنزل: أنني بتقولي ايه يا بنتي
نور : هو دا اللي حصل بسرعة يا بابا يمكن نلحقه
أسرع محمد حتي وصل لنور ووجد هناك الإسعاف والبوليس والناس متجمعين أما أبناءها فكانوا عند جدتهم سهير دخل فوجد الإسعاف يغطون وجهه وصراخ نور يتعالي
نور :لا يا ياسين متسبنيش أنتوا بتهزروا صح ياسين أنت بتهزر معايا مش كدا عشان خاطري لا ثم أخذت ترفع الغطاء أنتوا بتغطوا وشه ليه هو كويس وأخذت تصرخ لا تصدق ما حدث ولم يكفيها ذلك حتي أتي البوليس مطالباً بالقبض عليها بتهمة قتله فعندما دخل السكان وجدوها بجانب الجثة تصرخ وفي يدها سكين الجريمة فتم القبض عليها وهي تصرخ وتقول مقتلتوش أما والدها اتصل بأخاها وأبلغه بالأمر وتم أخذ الجثة المشرحة للتشريح وهي لم تحضر جنازته ولا عزاءه
باك
محمد : الله يصبرك يا بنتي على اللي أنتِ فيه
ذهبت سهير لتطمئن على أبناء نور سمعتهم يتحدثون
تالين :أنا سمعتهم بيقولوا إن بابا راح عند ربنا
يوسف :عيب نتصنت على الكبار
تالين : أنا سمعتهم بالصدفة والله بس هو كدا مش هنشوف بابا تاني
يوسف :ماما قالتلي مرة لما المس في الحضانة راحت عند ربنا إن اللي بيروح عند ربنا مش بيجي تاني بندعيله بس ونقراله الفاتحة اللي ماما محفظاهلنا
تالين :طاب يلا نقراله الفاتحة وقرأ الصغيران الفاتحة لوالدهم
هكذا هم الأطفال لديهم براءة غير موجودة بغيرهم فهم كاللوح الفارغ تملأه بما تشاء سوء كان خيراً أو شراً
تالين : طاب وماما كمان راحت عند ربنا ولا راحت فين
دخلت إليهم سهير مسرعة
سهير : لا يا حبيبتي ماما مراحتش عند ربنا هي راحت مشوار وجايه
تالين :يعني ماما هتيجي
سهير :أيوه يا حبيبتي هتيجي
تالين ويوسف :هيييييي
تركتهم و ذهبت إلي غرفتها تبكي
سهير : ربنا يخرجك بالسلامة لولادك يا بنتي
ذهب خلفها زوجها محمد
محمد :مالك بس يا أم نور
سهير : صعبان عليا الولاد الصغيرين دول أوي يا محمد أبوهم راح في شربة مايه وأمهم يا عالم عليها ثم أخذت تجهش في البكاء
محمد :وحدي الله يا سهير ربنا يفرج كربنا
وصلت رنيم إلى مستشفي السجن وطلبت مقابلة نور
رنيم :نور
يتبع ----------------
بقلمي : أمنيه يونس