"قالت ماما اني سأرى صورة ابي اذا اتيت هنا و لكنني لم أرها أبدا حتى الآن"
حدقوا به بصمت و اعين متسعة ليكمل بتوتر "لـ لم اعرف ان السيد لوكاس ليس ابي سوى بالأمس و .. كان كلما لفظت امي اسم ليام عند مناداتي غضب بشدة و قلب البيت بصراخه و اخذ منها كل صوره"
ابتسم الجد ليشير إلى صورة فوق المدفأة قائلا بحنان "كل تلك الصور لوالدك صغيري"
اتت شهقة سعيدة من جوفه و انطلق جريا نحوها لينزلها كلها أرضا و يتأملها بصمت مدة طويلة اربكتهم ...
اقترب جورج منه بقلق ليحمله فرأى دموعه التي يخبئا خلف رأسه المطأطأ فابتسم لتصرفه و حمل احدى الصور يعدلها و يمسحها من آثار أصابع الصغير و دموعه قائلا بنبرة ممازحة "إذا غيرت قليلا في قصة شعرك و لبست نفس اللباس فأنا حقا لن اعرف أيكما لويس"
ابتسم الصغير يشفط ماء انفه و يمسح دموعه بكمه قبل ان يحمل الصورة و يربت على وجه والده باسما و يسأل عمه بتردد من الاجابة "اذا كان حيا ... هل ... هل كان سيحبني"
اراد العم ان يجيبه لكن صوت معدة الصغير الجائعة قطع الهدوء و جعل وجنتي الصغير تتوردان ليخرج راكضا نحو الغرفة قبل ان يتوه في القصر و يبتسم ببلاهة لنسيانه انه يومه الاول في هذا المكان ...
جلس على الدرج بحزن ينتظر ان يجده احدهم و يصفعه اخر او ربما اسوء ...
تذكر تايلور لوهلة كلام الصغير انه نائم منذ الصباح و رده الذي بدى كتهديد لطفل يتلقى التعنيف الاسري فتنهد بتعب مخاطبا ابنه "بني جورج ... اطلب من الخدم إيجاده و اسأل التي احضرته لمكتبي إن كان قد أكل شيئا ... احضره لقاعة الطعام و عد هنا سنتحدث لاحقا"
اومأ جورج باسما و توجه ناحية رئيس الخدم يطلعه على اوامر والده ....
مرت بضع دقائق ليجدوه على الدرج بعد أن تاه فحمله رئيس الخدم ايدوارد و ننزل به الى الأسفل ...
وضعه على كرسي في قاعة الطعام و جده يجلس يراقبه على الجانب الآخر محاولا معرفة مدى الاهمال الذي اوصلته له تريسي و قد نسي انه فقط في الرابعة ...
ارتبك لويس من نظراته و شعر بالقلق فنطق بتوتر "اسف جدي"
ابتسم تايلور و اوما له ايجابا بينما يشير للخادمة بإعطائه الطعام فبدأت تجهز له الطاولة و هو ينظر لها باستغراب لكثرة ما تضعه من ادوات على الطاولة و ما ان انتهت حتى نظر للطعام و حمل ملعقته يشرب من الحساء بطريقة خاطئة تحت انظار تايلور الممتعضة ...
أنت تقرأ
أَشْلَاءُ كَيَانٍ
Adventureلطالما كانت الحياة ماكرة تحركنا بخيوط القدر ثم تتركنا كضحايا لسخريته ... كنت محض طفل تلاعب به الزمن بطريقة ساخرة ليكون أحبّ عزيز لقلبي هو كابوس حياتي و السبب الرئيسي في كل مأساة مررت بها إلى أن فقدت كل كياني الذي تبعثر إلى اشلاء تم النشر : ٢٠٢٠/١٠/١...