محظية أنا

1

تركض الخادمات لأعداد الشاي بسرعة ويمكنك قراءة علامات الخوف على وجوههن لا يوجد شيء تافه في ذلك فإذا تأخرنا على الملك طويلاً فمن يدري ماذا سيحدث لهن، الشهر الماضي أختفت خادمتان بعد ذهابهما لأحضار الشاي إلى جلالته ولا أحد يعرف ما حدث لهم ولا أحد يجرؤ على التحدث في الأمر، لا بد أنهم قتلوا لأرتكابهم خطأ ما.
بسرعة أين الشاي فلتسرعوا..... تركض الخادمات نحو جناح الملك بسرعة يحاولن عدم سكب ابريق الشاي المليئ بالمياه الساخنة وأطباق الكعك الجانبية عند وصولهم توقفوا أمام باب الجناح المغلق ليتكلم كبير الخدم
-سموك لقد أحضرت الشاي
-ليأذن له بصوته الرجولي تعال
لتفتح لهم الأبواب وتدخل الخادمات إلى حجرة الملك، وضعوا
الطاولات الصغيرة المنخفضة التي احضروها، أمام الملك الجالس مقابل مكتبه وعريضة في يديه.
لم تستطع الخادمة من شدة الخوف التحكم في يديها وهي تصب الشاي لتصدر ضجيجاً طفيفاً من اصطدام الأواني الفخارية، ليضع الملك الالتماس على مكتبه ضارباً إياه بغضب، لتتسع عيون الخادمات من الخوف وتسقط على الأرض "سموك"
ليقف فجأة ويقوم باسترداد الالتماس وتحطيمه قبل أن يلقي بكل شيء على الأرض ويغادر الغرفة، كان غضبه بسبب التماسات
الوزراء وليس بسبب ضجيج الخزف.
تركت الخادمات أنفسهم يسقطون على الأرض وأخذوا نفساً عميقا، أحدهما تجفف دموعها بينما الاخرى تحاول تهدئة تنفسها قائلة يا إلهي كنت خائفة حقا أنه مخيف.

صاح صوت الحاجب معلناً عن وصول الملك ( وصل الملك)
لتفتح الأبواب ويدخل الملك غرفة العرش حيث ينتظره وزرائه بالفعل، يمشي بثقة إلى العرش ويأخذ مكانه، ليسود الصمت في الأجواء ليتقدم رئيس الوزراء قائلاً - جلالتك لماذا استدعيتنا ؟!
لم يتلقى الرئيس أي أجابه على سؤاله بل اكتفى الملك بأعطائه نظرة قاتمة لدرجة ان الوزير أبتلع ريقه وأزاح بنظره إلى الأسفل،
ليضحك الملك ضحكة مخيفة وتتردد صداها في الأرجاء قائلا أذن أنت لا تعلم لماذا أنت هنا؟
ليسود الصمت بين الوزراء ثم يكمل الملك لقد صادفت عريضتگ بخصوص الشائعات المتداولة عني بين الطبقات الدنيا،
-الرئيس :آه جلالتك تقول الشائعات بأنك لست ملكاً حكيماً
ليقاطعه الملك ولهذا يجب أن أستمع إلى نصيحتك الغبية لجعل الناس يعتبرونني ملكاً حكيماً؟
-الرئيس :جلالتك نصيحتنا موجودة لمساعدتك.
-الملك: لا يهمني ما يعتقده الناس بي لا يهمني رأيهم وإذا گنت لا تزال تقدم لي مثل هذا الالتماس سوف أطعمگ أياه.
ليغادر الملك غرفة العرش بنظرة غاضبة وفي طريق عودته تصطدم به خادمة وتسقط وعندما نظرت إلى أعلى ورأت رداء الملك ألقت بنفسها عند قدميه تعتذر له بينما أمر الملك حارساه
قائلا خذوها لتنال ما تستحق ليقوم الحارسان بسحبها من ذراعيها رغم توسلاتها، ليعود الملك إلى جناحه.

..............

تسطع الشمس عاليا في السماء بينما تتجول يون ها في السوق مع صديقتها المقربة.
-يون ها هل تستمعين لي؟!
أجل ماذا كنتي تقولين؟
'جا أيون 'گنت أسألك ماذا حدث هل أعطى والديك موافقته.
' يون ها' نعم عندما جاء والديه لطلب يدي كان أبي سعيداً كثيرا
'جا أيون ' لا عجب في ذلك فما زال مين جو هيوان وسيما جدا وذكيً جداً لكن انتظري مهلا انتي هل انتي أيضاً سعيدة يون ها؟
تلتفت يون ها إلى صديقتها وتبتسم لها لم تكن تعلم حقا أجابة هذا السؤال،هل هي سعيدة حقاً بهذا الزواج من هذا الشاب الذي عرفته منذ الصغر؟
لقد جاء من عائلة جيدة أنه جميل المنظر وذكيا جدا وموهباً في جميع المجالات، أي فتاة في مكانها وفي عمرها تحلم به لكن هي ماذا تريد لا تعرف؟!
لقد عرف كل منهما الآخر لفترة طويلة وكانت تستمتع دائما برفقته لا تزال تتذكر گيف كانوا يلعبون معا عندما كانوا صغار وإذا كان عليها الزواج من شخص ما، كان هو الوحيد الذي يتبادر إلى مخيلتها، لتقطع صمتها قائلة نعم أظن ذلك.
'جا أيون 'ماذا يعني هذا؟ هل انتي غير سعيدة؟! هل تحبين رجل آخر شخص لم تخبرني عنه من قبل.
لتجيب يون ها بحدة لا أبدا، جا أيون إذن هل تحبيه؟
"يون ها "لا أعرف ما هو الحب؟
لتتنهد صديقتها وتدحرج عينيها بملل ثم تأخذ بيد يون ها وتقودها إلى مكان فارغ حيث يمكنهم الجلوس والتحدث.
لتتحدث جا ايون سأطرح عليك بعض من الأسئلة لذا أجيبي بصراحة وسنعلم ما إذا كان لديكِ أي مشاعر اتجاه مين جو هوان.،" يون ها" حسنا.
-هل تفكرين به كثيراً؟.؟ حسناً من وقتًا لآخر
-عندما لا ترينه هل تفتقديه؟! " نعم لتبتسم ايون ها على صديقتها التي تتظاهر بالتفكير بعمق ثم تنظر في عينيها وكأنها تستكشف مشاعرها لتسألها هل ينبض قلبك في حضوره؟
لتفكر ايون ها ثم تهز رأسها ليس تماماً، إذن هل تتخيلين مين جو هوان وانتي واطفالك تعيشون معا تحت سقفً واحد حتى تتقدمين بالسن ويتجعد وجهك، لتضحك يون ها بهدوء على التعابير المضحكة التي تظهرها صديقتها على وجهها وتجيب نعم اعتقد ذلك، لتصفق" جا ايون "بيديها إذن انت واقعة في الحب.
يون ها تسألها وكيف علمت ذلك؟
" جا ايون" أعلم لأن لديكِ تلگ الأعراض، لتهز يون ها رأسها بابتسامة على صديقتها فلقد أعتادت جا ايون أن تقع في الحب وتأتي للبكاء گلما شعرت بالحزن، هل كان الحب بهذه البساطة؟!
هل يمكنك أن تحب شخص ثم شخص آخر في فترة زمنية قصيرة؟
ما هذا الحب الذي تحدثنا عنه الروايات وحلم به كل الأصدقاء؟
إذا كان ما شعرت به اتجاه مين جو هوان هو الحب فهو ليس شعور استثنائياً أبدا.
وقفت الفتاتان للمغادرة ولكن عندما كانوا على وشك الاستدار نحو زاوية نزل تصطدم جا ايون بشخص وتسقط لتتمتم يا لك من أحمق لتساعد يون ها صديقتها على النهوض، ليصرخ الرجل اعتذري على الفور، لتلتفت الفتاتان إلى الرجالين اللذين يواجهانها وعندما رأيت جا ايون أن الرجل أخرج سيفه وبدأ يهدد به اعتذرت على الفور، لتضع يون ها يدها على كتف صديقتها وتقف أمامها قائلة انت من اصطدام بها ودفعها لماذا عليها الاعتذار وهي من سقطت؟
ليصرخ الرجل الذي يحمل السيف ويهدد به ويبدو أنه حارسه الشخصي گيف تجرأين هل تعلمين مع من تتكلمين؟
لتنحني جا ايون بخوف وتعتذر هيا يون ها ماذا تنتظرين؟ لكن يون ها لم تهتم بل حدقت في عين النبيل مباشرة لتكمل هل تهدد الناس دائماً للحصول على ما تريد، ليشير لحارسه بإنزال سيفه وإعادته إلى غمده لتمتد ابتسامة على طرف شفاه الغريب الذي قرر التحدث بالنهاية "تمتلكين الشجاعة بالنسبة لفتاة صغيرة ثم تجول حولها وأبتعد، كانت يون ها على وشك أن تفتح فمها لترد عليه لكن جا ايون وقفت أمامها ووضعت يدها على فمها فهي تدرك مدى حجم المشكلة إذا استمرت يون ها بالشجار مع ذلك النبيل لتتنهد جا ايون قائلة يون ها هذا يكفي هيا لنذهب لتمسك بيد صديقتها وتذهب.

بالنسبة لذلگ الغريب فلقد كانت تلك الفتاة تثير فضوله لقد كانت ساحرة بحق ترتدي هانبوك ذو لون وردي فاتح وازرق وبالنظر إلى الشريطة الحمراء التي كانت تزين جديلتها علم بأنها ليست متزوجة بعد، ليامر حارسه قائلاً فالتبحث في أمرها.

...... يتبع

للتوضيح الشريطة الحمراء في عصر جوسون كانت تعكس تفاصيل مهمة مثل الطبقة الاجتماعية و المهنة و الرتبة.
وهكذا كان يتم تمييز الفتيات الغير متزوجات من خلال تسريحة شعرهن الفتاة الغير متزوجة كانت تصنع شعرها على شكل جديلة وتزينها بالشريطة الحمراء، أما النساء المتزوجات يصنعن شعرهن على شكل كعكة مزينة بدبابيس الشعر وكان الدبوس يختلف باختلاف المادة المصنوعة منه مثلا طبقة النبلاء أو الطبقة البرجوازية كان الدبابيس اما من ذهب ا فضة أو اليشم أو المرجان أو العاج، وبالنسبة للطبقات التي دون ذلك كانت تصنع الدبابيس من الخشب.

💜بتمنى دعمكم يا سكاكر عشان اكمل الرواية