نظرت علا لأسما بتعجب قائلة
علا :انتوا تعرفوا بعض
أسما بضحكة تملاؤها الإحراج :لا خالص أنا قصدى على التمثال الى ورا ادم شكلة من بعيد شبة الحمار
أدم: دة بجد والله طيب على العموم أتشرفت بمعرفتك
أسما : وأنا كمان
وفجأة رن هاتف أسما وهى شاردة فى أفكارها فردت دون النظر إلى هوية المتصل
أسما :ألو مين معايا
المتصل : أنا الثعبان سيس سيس
ضحكت أسما ثم قالت متقولش على نفسك كدة وبعدين مش عيب تبقى رجل أعمال الناس بتخاف منة تقولى أنا الثعبان
أدم: مش مضطر اكون الشخص دة معاكى ،دة انا بقعد أذاكر الميمز الى بتحبيها على الفيس بوك عشان اقولهالك فتضحكى
أسما : ربنا ميحرمنى منك
أدم :كنتى سرحانة فيا مش كدة
أسما :مين لا طبعا وبعدين أنت مش قولت إنك مشغول
أدم :أنا لسة واصل دبى من ساعة أشتريت شوية حاجات وانا فى طريقى للشركة ،متغيريش الموضوع بتفكرى فيا مش كدة
أسما :أة الصراحة كنت بفتكر أنا أزاى مكنتش بطيقك أول م شوفتك
أدم :شعور متبادل يا روحى مش ناسيلك اليوم الى كسرتى فية ساعتى
أسما : دة أسوء أيام حياتى
Flash back
فى إحدى الايام ذهب أدم لمنزل جد أسما (والد صديقة والدتة علا) بطلب منها لان جدها كان مريضا لفترة وهى ايضا كانت مريضة بزكام شديد وخشت أن تنتقل العدوى إلية وهو رجل مسن خصوصا فى أيام كورونا ،وأدم لم يكن يجلس مع والدتة فى الفيلا ف لدية الفيلا الخاصة بة القريبة من عملة ولم يزورها إلا مرات قليلة وحينما علم أنها مريضة وأراد أن يذهب ليطمئن عليها ، قالت لة أذهب لتطمئن على الجد أولا أنا بخير ووصفت لة العنوان وكانت علا أتصلت مسبقا بالجد لتخبرة بمجئ أدم ،وصل أدم وهو يحمل حقائب أرسلتها والدتة للجد
الجد قائلا :أفتحى الباب يا أسما
فتحت الباب لتنصدم برؤية أدم الذى تمنت لو تمحو اليوم الذى تقابلا فية فى الفيلا من حياتها وهو ايضا
أدم : أنتى ورايا ورايا بتعملى اية هنا
أسما : دة بيت جدى وانا ببات كتير هنا أنت الى بتعمل إية هنا
قاطعهم الجد قائلا:
أسما أنتى مش هدخلية ولا إية
أسما :والله أنا لو بإيدى كنت زقيتك عشان تقع من على السلم الى أنت واقف علية دة
أدم بنظرة إنتصار : بس للأسف مش هتعرفى وضحك بسخرية ودخل المنزل
رحب بة الجد ترحابا شديدا وبدأ الكلام عن العمل وغيرة من الكلام المعتاد ولم تجلس أسما معهم كانت تجلس فى غرفتها بعد أن قدمت بعض المشروبات كإكرام الضيف بطلب من جدها بالتأكيد ،ونادى الجد على أسما قائلا : سمسم حضرلنا الأكل بقى لحسن أنا جعت وأكيد أدم هياكل معانا
أدم :لا تسلم بجد أنا مش جعان وهمشى بعد نص ساعة ،
فى هذة اللحظة قالت أسما بصوت منخفض :يلا مع السلامة
سمعها أدم فقرر ان يجلس لمدة أكتر لمضايقتها قال وهو ينظر إليها : والله بما إن حضرتك مصر هاكل حاضر
الجد : يا بنى البيت بيتك دى مامتك زى بنتى
أعدت أسما مائدة الطعام وكانت غير متعددة الأصناف ولكن شهية .جلس الجد بجوار أدم وأسما أمامهما وكان الجد يقدم الطعام لأدم وبدون ان ينتبة سقطت الشوربة على قميصة ليقوم أدم منتفضا
قال الجد مرتعبا : أنت كويس يا بنى أنا أسف طيب أدخل غير هدومك وأسما هتجبلك قميص من قمصان أحمد وكانت أسما تضحك فى سرها
رد أدم قائلا: ولا يهمك يا جدو بسيطة بس قميص أحمد مش هيجى عليا أنا هنزل أجيب من العربية ديما بحط فيها قمصان للطوارئ
رد الجد مسرعا : لا يا بنى أنت أدخل حط ثلج وأسما هتنزل تجبلك القمصان
نظرت أسما للجد وكان ينظر أدم إليها لانة يعرف أنها منزعجة وهو شئ يجعلة سعيدا
الجد : يلا يا أسما بسرعة مستنية اية
أدم : معلش لو مش هتعبك فى ساعة على الكرسى الى قدام ناحية اليمين هاتيها معاكى من العربية
نظرت إلية بغضب قائلة: لا طبعا تعبك راحةوبالفعل خرجت أسما من المنزل وكانت السيارة تحت المنزل مباشرة كما وصفها أدم زرقاء اللون ،فتحت السيارة وأخرجت القمصان والساعة وأغلقت السيارة وأثناء صعودها للسلم (شقة فى مدينة نصر وتقع فى الدور الخامس ) ارتطمت بولد صغير كان ينزل مسرعا فسقطت الساعة من يديها وبالتأكيد كسر زجاج الساعة
شعرت بالخوف قليلا ثم قالت لنفسها : على أسوء الظروف هجبلة ساعة غيرها هخاف لية وبعدين هو اكيد عندة ساعات كتيرة مش حوار .ولم تعلم بالكارثة التى تنتظرها .
وصلت أسما أخيرا إلى الشقة وأعطت القمصان لادم وأختار قميص أسود من بينهم وذهب ليرتدية وكان الجد فى البلكونة المطلة على الشارع يتحدث فى الهاتف وأستغلت أسما الفرصة لتخبر أدم عن كسرها للساعة .
دقت باب الغرفة الذى يوجد بها أدم قائلة : ممكن ادخل عايزة أجيب حاجة
أدم : أدخلى بس إية الادب دة
أسما وهى تنظر إلية ومرتبكة قائلة : عايزة اقولك على حاجة بس متتعصبش
أدم : خير قتلتى مين بسخرية
أسما تعطية الساعة المكسورة وعندما بدأت فى إخبارة بما حدث أغلق باب الغرفة بغضب وقال :
كسرتيها قصد مش كدة بنبرة صوت غاضبة
أسما : أكيد لا طبعا أسمع مفيش داعى للعصبية هجبلك ساعة غيرها
أدم : هتجبيها أزاى بقى إن شاء الله مش هتقدرى تجيبى واحدة زيها اصلا حتى لو بعتى هدومك
أسما : تصدق إنك سطحى وتافة أنا لو طلبت من جدو يدينى مليون جنية هيدينى بس انا بحب أعتمد على نفسى ثم دى مجرد ساعة انت مش عيل صغير عشان تعيط على لعبة اتكسرت
نظر أدم حولة فوجد دفتر على السرير أخدة وكان سيلقية أوقفتة أسما قائلة بإرتباك :
أنت بتعمل إية سيب الدفتر لو سمحت
أدم : ولو مسبتهوش هتعملية إية
أسما : بنظرات قلق وهى تنظر للدفتر
ترد بعد إذنك سيبة
أدم : شكلة غالى عليكى أوى دة كدة يصفى الحساب وألقاة من شباك الغرفة المطل على المنور
أسما لم تنطق بحرف وذهبت لرؤية الدفتر الذى لن تستطيع إحضارة مرة أخرى وسقطت الدموع من عينها كالمطر ثم نظرت إلية نظرة طويلة وقالت : أرتحت ياريت مشفش وشك تانى وفتحت الباب وخرجت .
لم يكن أدم سعيدا على الإطلاق بإنتقامة منها كالمعتاد، هذة المرة شعر أنة أرتكب جرما كبيرا ولا يعرف ما هو، تلك النظرة التى أعتلت وجهها كأنها فقدت أمل العثور على إبنها المفقود ،كانت تنظر للدفتر وهو يسقط كالاحلام الغير مكتملة الذى ارتطمت بالقاع ،كانت نظرة إستسلام للواقع المرير
ترى ماذا يعنى ذلك الدفتر لها ؟
أنت تقرأ
هل كان حبا
Romanceيأتى يوم ننظر فية لأنفسنا لنجد اننا لم نعد نحن مثل أسما ،نجد أنفسنا فى مفترق الطرق ننتظر ولا نعرف هل سيتغير شئ ،هل سيأتى ذلك الغد المشرق الذى يتحدثون عنة ،هل سيأتى أحد لينقذنا أم سنتغير ونأخذ قرار السير فى الدرب الذى اخترناة . هل ستترك أسما (حب عمره...