دقائق قليلة على غروب الشمس من مدينة "ويندسور"، الأجواء هادئة والأحياء ساكنة.. وحدها السماء البرتقالية التي كانت تمتع البصر فتزيد المكان فراغا و وحدة.
ازداد قلق "أنديريا" بعد سماعها عقارب الساعة وهي تتحرك ببطئ، تنفست بعمق و هاهي أخيرا تضرب كفيها بقوة على الطاولة بعد ان استجمعت قواها فأردفت: " سأعتزل رقص البالية! ".
حل الصمت في الارجاء ليعود قلقها مرة اخرى بعد أن لم تتلقى ردا من القابع أمامها.. .
"وهل يستحق الأمر كل هذا الجهد والتوتر يا بنيتي؟". توسعت حدقتي الصغيرة بعد سماعها لكلمات والدها ، يبدو أنها كانت بانتظار صفعة قوية من هذا الأخير. شعرت بالدفئ والحنان بعد أن زال قلقها فوسعت المجال لدموعها تاركة شهقات متقطعة تدل على تعبها. رق قلب الآخر فأخذها بحضنه يربت على شعرها بكلمات الرنانة: "لما ستعتزلينها، أهذا قرارك النهائي؟". أومأت المعنية كرد منها ثم أضافت: " أنا سيئة في اتخاذ القرارات الهامة، ولكني تعمقت بداخلي و قررت إكمال دربي كمغنية، اقدر تعبكما على تعليمي هذا الفن و لكنني احب الاختلاف، لا اريد أن أكون راقصة مشهورة مثل امي". أحاط الأب يديه على وجه أنديريا محولا نظره إلى خاصتها بكل جدية: " السير في درب كمغنية؟ يعجبني هذا الحلم فصوتك من ذهب، تحملي صعوبات هذا الصراط و لا تستسلمي، الأيام السعيدة لم تأخذ الدور على محمل الجد بعد.. واخيرا كبرت ابنتي و أنشأت عالمها الخاص بأحلامها الخاصة". ابتسمت الصغيرة بخفة بعد أن تحمست لكلام والدها قائلة: " سأحرص على أن أكون ابنة تفخر بها يا أبي، أو اتعلم ماذا؟ لقد سحرني عذب صوت المغنية تاندي إي فقررت بدوري أن اغني مثلها و ابهج العالم ". ترسمت ملامح التعجب على وجهه فقد كان ينتظر شيئا أكبر : " سَحَركِ جمال صوتها بينما تمتلكين صوتا أجمل؟ ". ارتسمت على شفتي أنديريا ابتسامة واسعة فلطالما أحبت مديح والدها :" أعدك بأنني سأبذل جهدي في هذا المجال ".
وجه نظره لعيون ابنته ينسخ ملامح سعادتها و هدوئها في ذكرياته،
أغمض عينيه براحة و همس بقلبه : " أنتظر منك الأعظم ".
أنت تقرأ
ساعة الغروب (رواية الأمنية الأخيرة)
Teen Fictionعادة ما تحدث المعجزات قبل المغرب و تتلبد السماء بالحزن .. أحيانا كنت أبكي فيها فرحا و أحيانا اخرى حزنا.. عندما تتلون السماء بالذهبي فإني أفقد حواسي و أخشى الفراق.. مغنية أم راقصة بالية؟ أنا خائفة من المستقبل، اي طريق علي اتباعه؟ ما الذي يجعلني ضائ...