أوَّل لِقاء| ٠١

5.7K 418 238
                                    

على ظهرِ الصَّبر أسنَد رأسَه، وتجشَّم لأمد، رغم أنَّه في معتركِ الحياةِ، تتقاذفه أقدامُ الخذلان دونَ توانٍ، ودَّ لو تدورَ عجلة الزَّمن، ولو بدرجةٍ وحيدة، ليقفِز من فوق النُّقطَة الَّتي تعثَّر بها، ذاتَ يوم فانكسَر، وتكبَّد مدرارًا من أنفاسه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

على ظهرِ الصَّبر أسنَد رأسَه، وتجشَّم لأمد، رغم أنَّه في معتركِ الحياةِ، تتقاذفه أقدامُ الخذلان دونَ توانٍ، ودَّ لو تدورَ عجلة الزَّمن، ولو بدرجةٍ وحيدة، ليقفِز من فوق النُّقطَة الَّتي تعثَّر بها، ذاتَ يوم فانكسَر، وتكبَّد مدرارًا من أنفاسه.

بيون بيكهيون؛ لاعِب التِّنس المشهور والملقَّب بالأسطورَة، تعرَّض لخِيانةٍ مباغِتة من قِبل خليلتِه، عارضَة الأزياء الرُّوسيَّة لوسيل، تداوَلَت كلُّ وسائل الإعلام ذلِك الخبرَ لأكثَر مِن ثلاثَة أشهُر بلا كللٍ أو ملل، وقد سئِم الأصابِع المسلَّطة عليه في المَحافِل الرِّياضيَّة، كأنَّه خرجَ من قبرِه في خضمِّ العزاء. هو رجلٌ أبيٌّ ليس في قاموسِه نفقُ الهرب، حتَّى وإن لاكَته الآلام أو داسَته الأقدام، رجلٌ ذو رفعة، لا يرضى بالضِّعة، والتّنازل راحةٌ ما كتبت له.

لحُسنِ حظِّه، اتَّصل به صديق طفولتِه تشانيول منذ يومين، وتوسَّله ليَكون الوجهَ الإعلانيّ لمجموعة ملابسِه الرِّياضيَّة الجديدَة، كانت فرصَته الوحيدة للفرار من واقِعه خلسةً عن المهانَة، لذلك وافق دونَ تردُّد، ودونَ تساؤُلات.

حجزَ تذكرة عودةٍ مِن نيويورك إلى كوريا على الفَور، وما لبِث وأن وطأَ أرضَ الوَطن، تغيُّر الأجواءِ حولَه صرَفه عن مُعاناتِه الشخصيَّة، إذ استَغرقَ في تأمُّل الأركانِ كأنَّه يزورُ هذا البَلد لأوَّل مرَّة، كانَ مُشتاقًا لنديمِه الوفيّ، للسيِّد والسيِّدة بارك، وللطِفلة المُدلَّلة يوكِي، لم يرَها مُنذ عشرِ سنوات، وعقلُه ما انفكَّ يُحاوِل تخيُّلَ مظهرِها الآن.

ركَن مُساعده السيَّارة كثبَ قصرِ عائلة بارك، وهو بناء شاهقٌ مصطبغٌ بالأبيضِ النَّاصع، يبدو للوهلةِ الأولى كما لو أنَّه سيشعّ مثلَ القمَر، متفوِّقًا على جميعِ أقرانهِ في هذا الشَّارع الَّذي يسيل الثَّراء من جُدرانه، تسبِقه بوَّابة حديديَّة عريضة.

قبلَ أن يترجَّل ويرتشف هواءً نقيًّا؛ عرقله مدير أعمالِه الجالِس بجوارِه.

«وسائل الإعلام ما تزالُ تجهَل عن قُدومك، وأرجو أن يظلَّ الوضع على الحالِ ذاته.»

قلب بيكهيون عينيه الزمرِّديتين بضجر، ثمَّ نفى التّهمة الافتراضيَّة الَّتي ألقاها على عاتِقه.

Play Me, Princess| BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن