"لم يعد هنالك شيئاً مضيئاً ، انطفأ كل شيء🥀.."
______________________________
في احدى الليالي المظلمة و الاجواء الممطرة
تجري تلك الفتاة المرتعبة ممسكة ببطنها بإحكام، و كأن احدهم سيسرق بطنها منها
، توقفت في احدى جوانب الشوارع المجاورة ثم وضعت يدها على فمها تحاول كتم صوت بكائها المقهور..
اتسعت مقلتيها و تعالت نبضات قلبها عندما سمعت صوت خطوات تقترب من مكانها و اخذت تتمتم بصوت غير مسموع:
-يا رب يا رب ساعدني
سمعت احد الرجال يتحدث:
-انا شوفتها جت الناحية ديرجل اخر:
-لازم نلاقيها الريس مش هيرحمنا لو هربت
ثم تحدث بفحيح كالافعى جعل الرعب يزداد بقلبها:
-حية او ميتةالشخص الاخر:
-انا هروح اشوف في الشارع دة و انت روح في الشارع دةرحلا فتنفست بعمق ثم عادت تبكي بصوت منخفض و هي تتحسس بطنها بحنان و كأنها تطمئنها..
نظرت حولها بتوتر و اثار دموعها مازالت على وجنتيها ثم سارت قليلا تبحث عن مكان تنام به حتى الصباح
لتتوقف فجأة عندما سمعت صوتا يقترب منها لتشهق بفزع
فتتحدث تلك الواقفة امامها بسرعة:
-متخافيش متخافيش في ايه مالك؟تنفست براحة ثم تحدثت بصوت مهزوز:
-ااا..انا ككويسةتحدثت الفتاة بلطف تحاول تهدئتها فهي تبدو متوترة للغاية :
-طب اهدي بس متخافيش..تعالي معايا جوا الدنيا هنا بردنظرت لها بسعادة و لمعت عيناها .. لقد ارسل الله تلك الفتاة لها من السماء فهو اعلم بحالها و انها كانت من الممكن ان تبقى بالشارع
اومأت بسرعة و دخلت معها الى المنزل ثم اجلستها الفتاة على الاريكة
تحدثت الفتاة بابتسامة لطيفة:
-انا مريم .. انتي اسمك ايه؟نظرت لها و قالت بابتسامة مهزوزة:
- د..ديالامريم بلطف:
-الله اسمك جميل اوي يا ديالا..عندك كام سنة؟ابتسمت بسخرية على شبابها الذي اهدره ذلك القذر و نظرت امامها ب تيه:
-٢٣ربتت على كتفها مريم بابتسامة:
-يااه دانتي لسة ف عز شبابك و العمر قدامك اهو..ايه كل الحزن دة
نظرت لها ديالا بتردد لتتحدث مريم بسرعة:
-احكيلي صدقيني هساعدك
تنهدت ثم بدأ تقص كل ما حدث لها
"من و انا صغيرة و بابا بيعذبني انا و ماما..دايما كان يضربنا و يبهدلنا و يحبسنا و احيانا كان بيحرقنا..لحد ما في يوم ماما توفت .. كان وقتها عندي ١٠ سنين..و من اليوم دة و حياتي اتقلبت جحيم اكتر من الاول..بابا يومها ضربني لحد ما فقرة في العمود الفقري اتكسرت و احتجت عمليه و ركبت شرايح و مسامير..كنت ساعتها فرحانة ان الفقرة دي اتكسرت..ايوة متستغربيش..قولت اكيد بابا هيندم انه عمل كدة و هيبقى حنين عليا اخيرا..بس لا..كان سايبني في المستشفى لوحدي و انا بعيط من الوجع اللي في قلبي قبل اللي في ضهري..بعد ما فترة علاجي خلصت و روحت البيت تاني و بقيت كويسة..اول ما شوفته جريت عليه و كنت هحضنه..بس هو زقني و ضربني تاني..فضل يقولي اني خليته يصرف فلوس كتير على العملية و العلاج..مع ان هو رجل اعمال كبير عنده فلوس كتير اوي و كنت مستغربة انه قال كدة..كأنه بيتلكك عشان يعذبني..عدت الايام و انا لسة في نفس العذاب و تقريبا من يوم ما ماما ماتت و انا مفرحتش ولا مرة..تقريبا مكتوب عليا العذاب طول عمري..تنهدت ثم اكملت: عدت سنين برضو و الوضع زي ما هو..لحد ما بقا عندي ١٩ سنة اليوم دة بابا ناداني و قالي اقعدي عايزك..كان اول مرة يكلمني بهدوء من غير ما يزعقلي او يشتمني..انا وقتها فرحت اوي و حسيت انه اخيرا فاق و حس بالوجع اللي جوايا..بس كانت الصدمة لما لقيته بيقولي "جالك عريس و انا وافقت..جهزي نفسك كتب الكتاب بكرة" و بكل هدوء قام من مكانه و خرج .. انا محستش بنفسي غير و انا بصرخ بأعلى صوت عندي..كدة فوق طاقتي..مفيش انسان يقدر يتحمل اللي بيحصل دة..لما سمعني بصرخ رجع تاني و ضربني لحد ما وشي بقا لونه ازرق كليا و مفيش حتى في جسمي مبتجيبش دم..الدادة جابتلي الدكتور و اكيد مخفتش كليا هو سكن الالم و ضمد الجروح بس..
تاني يوم لقيته باعتلي الدادة و هي جيبالي فستان فرح و بيقولولي البسيه عشان هريسك تحت
انا رفضت و كنت ههرب..صمتت قليلا و تحدثت بقهر:
-يا ريتني كنت هربت يا ريت..يا ريت لو الزمن يرجع و اهرب كنت هرتاح من العذاب دة