{2}

17 2 12
                                    

                               الانطباع الأول

                                  {2}

الهروبَ من الواقع هو أمر اعتدتُ فعلهُ وكان دوماً ارثر يُساندُي عليه على عكس أختاي أوليبيا و اولوتيا ..
لهذا علمتُ بأنَ أرثر هو ملجأي وأكثر من يفهمُني .

         *****

الساعةُ السادسةُ و النصف مساءً بدأ الضيوف يتحاشدون واحداً تلو الآخر ، رَحَّبَ بهم كبير الخدم  جاكسون و من ثم وصل أخيراً الماركيز فيكتور ليونهارت و معه زوجته الليدي بينبال و اسرعا يرحبان بضيوفهما بحرارة .. واحداً تلو الآخر ..

ثم حضر آرثر ليساعد أبيه و يستقبل الضيوف فأخذ الماركيز يُعرِّف إبنهُ على الحاضرين
و في الأعلى ..
كانت اولوتيا أول من انتهى .. كانت ترتدي فستاناً توتي يعانقها من الأعلى ثم يُصبح منفوشاً من الأسفل أسدلت شعرها المسوَّدَ ببهوت ...

ثم لمْ تنتظر كثيراً أو تُلقي نظرةً اخيرة على نفسها إذ أسرعت بمجرد معرفتها بوصول خطيبها العزيز ، و في الجهةِ الأخرى كان لدينا اوليبيا التي لم تنفك عن جر إيميليا و التأكد من شكلها مائة مرة ، توقفت عند المرآة لآخر مرة و هي تنظر إلى شكلها بفستانها  ذا الطبقتين .. الطبقةُ الداخلية كانت بلونٍ أبيض و تغطيها طبقةُ شفافةُ بالون الزيتي .. و على خصرها حزامٌ أبيض يشدُّه ..
رفعت شعرها الأسود إلى الأعلى و زينته بمشبك ذهبي بشكلِ عنقود أشجار و أخيراً استدرات لتُلقي نظرةً على إيميليا التي تنظر إلى نفسها و إلى عينيها تحديداً..

"أنتِ في غاية جمالكِ و نعم حقاً تشبهين أمي ليا!"
قالت و قد أبتسمت لتلتف إيميليا ناحيتها و عقدت حاجبيها باستغراب
"هل تقرأين أفكاري؟"

"لا لكن أعلم أنكِ و في كل مرةٍ تقفين أمام المرآة تفكرين بهذا..بل و تهمسين به.. و عليكِ يا عزيزتي أن تكبحي أقوالكِ لأنكِ تظنين أنها غير مسموعة بينما هي مسموعة "

قالت و هي تعدِّل من شكلها لآخرِ مرة ثم استدارت و اشارت إلى إيميليا أن تلحق بها ..
هذه المرة لم تتذمر إيميليا بل اخدت نفساً عميقاً و لحقت بأختها...

* * *

صوت الموسيقى يملأ المكان .. بعض الأشخاص هُنا و هُناك .. نقاشات سياسية و أخرى ودّية و غيرها عاطفية .. البعض يرقص في دائرةِ الرقص و الآخر ينتقي مرافقتهُ .. وقفت هي بفستانها الأزرق المُماثل للون عينيها ... زُيِّنَ من الأعلى بورود بيضاء كما قامت ليليان بتظفير شعرها ورفعهِ للأعلى و زينتهُ بمشبك فضي ...حاولت أن تتوارى عن الأنظار لكنها فشلت عندما سمعت صوته و هو يقول :
" آنسة إيميليا يسرُني أن تكوني مُرافقتي لهذه الرقصة"

تراجعت بارتباك إلى الخلف:
"اوهه انا اعتذر انا انا.."
"أختي ها أنتِ ذا ! بحث عنكِ منذ مدة"
قال آرثر وهو يتعدى الواقف ليقف أمامها و يحجبها عنه ..

between the hallways/ بين الاروقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن