{11}

4 0 0
                                    

{11}

..
"البدايات و النهايات متشابهةٌ بطريقةٍ أو بأخرى ، نحنُ نقعُ وسط هذه الأمور .. ننهي البدايات و نبدأ في النهايات .. ننتظر حتى تمرَ هذه الأيام  مُرةً كانت أو حلوة  .. نواكب التيار و نرى الحياةَ تستمر".

***

رفعتْ أطراف فستانها الوردي لتركض بخفة على طول ذلك الممر الرخامي ، صوت كعب أحذيتها يقرع في المكان .. استقرت أخيراً أمامهُ لتدخل معهُ بعناق حار ، ابتسمت لهُ ليبادلها الإبتسام .. مدّ إصبعهُ ليرجع خصلات شعرها الأشقر الهاربة ، نظر لها و راح يتأمل وجهها الذي ورث ملامحه عنهُ ، عيناها الرماديتان ، شعرُها الأشقر المموج ، رموشها الكثيفة المماثلة للون شعرها ، قربها إليه و حاوطها ثم بدءا يسيران معاً فأردفت هي بحنق طفولي و قد كوّرت فمها:

"يبدو أن الدوق سرق شقيقي العزيز مني".

قهقه بخفة و ربّت على كتفها:
"أعلم أنكِ غاضبة آنستي الجميلة كلاوديا رجاءً أغفرِ لي".

"لا يبدو اعتذارك صادقاً عزيزي!!".

قهقه مُجدداً ليُقبل يدها هذه المرة قائلاً بقليل من المرح:
"هذه المرة سوف أبقى حتى زواج الدوق هل هذا جيد؟".

أنهى كلامه غامزاً لها لتتشبت به ثم يسيران ناحية أمهما التي انتظرت في الحديقة لشرب الشاي ، كانت امهما لا تزال في منتصف الأربعينات.. بشرتها شاحبةٌ قليلاً بسب مرضها لكنها كانت تحافظ على جمالها ، عينان عشبيتان و شعرها البني الباهت ، جلست على طاولةٍ لشربِ الشاي في منتصف الحديقة الزجاجية التي ملأتها الأشجار و الأزهار  بمختلف الأنواع ، كانت تشرب من كأس الشاي الذي ملأته الخادمة للمرةِ الثانية و أخذت قطعةً من الكعك الاسنفجي الذي كان يوضع على حامل بثلاثةِ طوابق ، و قبل أن تأكل شيئا سمعت أصواتهما يقتربان لتبتسم لهما بأشراق و ترحّب بهما ، تقدّم لويس و انحنى مُقبِّلاً يد أمه بلطف ليقول:
"مهما مرّ من وقت ستبقى الليدي حلوةً دوماً".

قهقهت بخفة لتقول بنبرتها المبحوحة الحانية:
"ها قد عاد أبني أخيراً و تفرّغ لنا ..
هل اشغلك لوسين لهذا الحد؟!".

سحب الكرسي و جلس بعد أن ساعد أخته على الجلوس ليقول:
"تعرفين مدى استهتاره في العمل لذا نعم لقد أخذ جُل وقتي ، بالكاد كنتُ أستطيع أن أتنفس".

"يا إلهي لقد أتعب ابني العزيز .. لاحقاً سأُوبخه على هذا!!".

ضحكت كلاوديا بخفة لتقول:
"لكنهُ لم يعُد طفلاً أُمي ، إيضاً سمعتُ أنه سوفَ يتزوج قريباً !!".

قال لويس بنفاذ صبر:
"اهه نعم بخصوص هذا ..
زواجه أقترب لا أصدق حتى متى تفرغ لكي يقع في حبها".

شهقت أخته لتقول بانفعال :
"هل أحب الدوق؟!!.. بل هل سيتزوج عن حب؟! من هي؟!! كيف و.." .

حمحمت الأم لتنتبه الابنة على اندفاعها ليقهقه مجدداً لويس :
"بنفسي قد صُدمت ..".

between the hallways/ بين الاروقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن