سعادَة

20 1 0
                                    




مرّ أسبُوغ مُنذُ الحادِثَة،
ومُنذ حينهَا الجمِيع يحذَر مِنهَا.

يتهامسُون عِندمَا تقترِب ويفزعُون عِندمَا تُحادِثُهم
هُم علِمُوا أنهَا تمتلِك سُلطَة لذِا لا يُمكِن سجنهَا أى طردهَا.

ببساطَة تُخرِس الجمِيع بنُقودهَا.


كَانتَ تمشِي فِي طريقهَا للمدرسَة حتىٰ وجدَت مقهىٰ
أرادَت الدُخول لشِراء القهُوة لكّنها خائفَة.

تنهدتَ لتهمُس لنفسهَا
" لا بأس هُم لا يعلمُوا شيئًا بالفِعل صحيح ؟ "
قَالتَ لتدخُل مُصدِرة صُوت ليلحظهَا الذِي يعمَل

وقفَ بإستقامة ليرحب بها بلطف
" مرحبًا هل يومكِ جِيد، ماهُو طلبكِ ؟ "

إبتسمَت لتكلُف لُتجيب
" أعتقد، أِريد قهُوة سُوداء مِن فِضلك "
قَالت تضَع النقُود على المِنضدّة

هُو إستغرَب ليقُول
" قهوة سوداء ؟ إعتقتد فقَط كِبار السِن يشربُونها أنتِ تبدين كفتاة فِي الإعدادية. "

تنهدَت بصبر فهِي تعلم أنه مِن النُوع الثرثّار
" أنَا في سنتي الأخيرة مِن الثانُوية بِالفعل وهَل يُمكنكَ رجاءًا تنفيذ طلبي سريعًا ؟ "

إبتسم بلُطف يُقدِم لها القهوة السوداء مُودعهَا لتخُرج
تشرَب قهوتهَا تمشِي لمدرستهَا تستعِد لمزِيد من الهمسَات.

دخلَت ترمِي كُوب القهوة الذِي أنهته فِي الُقمامَة تمشِي لفصلهَا
سمعتَ همسَات مُعتادَة لكِّن جذبتهَا واحِدَة.

" يا إلهِي يبِدو أنها ستمُوت اليوم "

" لِمَا ؟ ماذا سيحُصل "

" تشَه طُلاب سيذهبُون ليتشاجرون معها اليِوم "

" هذَا مُبتذَل هِي قاتلَة وهُم متنمرِين لا مُقارنَة عزيزتِي "

هِي ضحكتَ بسُخريَة تنتظِرهم بحمَاس.

وحِصَة بعدَ حصَة حتى إنتهت الأربَع حِصص الأولى وحَانَ وقتَ الراحةَ،
خرجَت تجلِس فِي طاولِة بُمفردهَا تشَرب حليبهَا بسَلام.

حتىٰ تقدّم طالِبَان مُنها لتشخر بسخرية وتقول
" مرحبًا يا طُلاب السنة الأولى. "

قَال الأقصر ببرود
" مرحبًا بكِ يا قاتلِة "

ضحكَت لتضَع حليبهَا جانبًا
" ماذَا تُريد يا طفلِي ؟ الشِجَار ؟ لا بأسَ حقًا لستُ كباقي العاهِرات هُنا كمَا تعلَم. "
قَال الآخر بِسخرية
" فِي نهاية الأمر والدهم لم يرميهم فِي الشارع كالكلَب "

هِي غِضبت كثيرًا لتنهَض وتلكمُه ليسقَط أرضًا،
إلتفتت للآخر لتجده يتقدم نحُوها لتُمسك بيده وتهمُس بطريقة ساخِرَة جِدًا
" أنُظر ماذا ستفعل القاتلِة. "

همستَ ثُم قبضَت على أصابعه بقُوة شديدةَ حتى سمعت صُوت تكسُر لترميه مع صديقه وتقول لهم
" يا أطفالي حاولُوا مع فتَاة أُخرى، أنَا لا أُناسبكم "

بعدَ ذهابهَا تم نقل واحد لغُرفَة الممرضَة والآخر لمُستشفى سُول
وهِي لمكتَب المُدير

" كيم سُوهيو أنتِ مفصُولة لأسبوع لن أتساهل معكِ "
قَال بغضَب لتُحادثُه ببرود

" وكأننِي أهتم لمدرستكَ اللعينَة "
قَالت ثُم غادرت المدرسَة.





هِي مرّت بذلِك المقهَىٰ تُلقيِ نظَرة على الفتىٰ اللطٍيف لتجدُه رحَل بالفِعل،
تنهدَت بشفقَة.

هِي تحزّن على حالهَا كثيرًا
لا يُوجد شخص واحِد بجانبهَا لتشكِي لهُ هُمومهَا
ولا يِوجد شخَص يُساندها ويقِف بجانبها
ولا حتى يِسعدها.

لكّن هِي وجدتَ سعادتهَا فِي الدّم وصُراخ الآخرِين،
التعذِيب وصُوت الدِمَاء وهِي تخرجُ.

هُنا حيث تكمُن سعادتهَا.






إنتهىٰ.





فِوت حبايب قلبي لا تنسوا

لازلتُ معكِ | جِ. جِ كُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن