الجهد المبذول هو المهم وليس الفوز أو الخسارة.

49 12 6
                                    


   في المشهد الاخير من فيلم المدرب كارتر، يدخل المدرب كين كارتر إلى غرفة تبديل الملابس حيث يجلس كل لاعبي فريق مدرسة ريتشموند الثانوية مكتئبين بعد خسارتهم المبارة النهائية، ثم يقول كارتر شيئا يجعل كل اللاعبين -وأنا أيضا- يتقبلون الخسارة التي يخاف معظمنا منها، وإليكم ما قاله:

   " حسناً لم تنته قصتكم القصيرة نهاية جيدة، أليس كذلك؟ ليس بالنسبة لنا على اي حال! لقد لعبتم كالابطال أيها الرجال ، ولم تستسلموا ابداً، والابطال يرفعون رؤوسهم عاليا، ما حققتموه يتجاوز مفهوم الربح والخسارة او ما سيكتب في الصفحة الرئيسية للصحف الرياضية غداً، لقد حققتم شيئاً يقضي بعض الناس كل حياتهم في البحث عنه، ما حققتموه هو ذلك النصر بعيد المنال دوماً في داخلكم  .. وأنا فخورٌ بكم أيها السـادة. "

بالنسبة لنا جميعا فإن كل شيء يدور حول الفوز، إنه ليس خطؤك، ولكننا مبرمجون للتفكير بهذه الطريقة، نحن نبحث عن الرضا في الفوز والمكاسب فقط، أما الاخفاق والخسارة هما شيئان مستهجنان، أن تكون الطرف الخاسر يعد جريمة، والمقياس الوحيد للنجاح هو الفوز والفوز بأي ثمن. ولكن ماذا لو أخبرتك أنه يوجد نوع من الطمأنينه في الخسارة أيضاً؟ وأنه يمكن أن تكون سعيدا وراضيا حتى لو كنت الخاسر.

   نحن لا نعتقد أبدا اننا سنخسر او نفشل يوما، ولكننا في الواقع نخسر ونفشل وهذا طبيعي لا يدعو للإنزعاج. إن موضوع الفوز والخسارة خارج عن سيطرتنا ولكن ما يمكن التحكم به هو كمية الجهد المبذول و كما قال غاندي: " يكمن الرضا في الجهد المبذول وليس في الانجاز، فالانتصار الكامل ان تبذل كل ما بوسعك. "

   لا ينبغي إساءة فهم الكلام السابق كذريعة للتهرب من بذل الجهد وتحقيق الفوز، فهو يعني في الواقع انه علينا البحثةعن الرضا في الاشياء التي تقع ضمن سيطرتنا وليس في الاشياء التي لا يممننا التحكم بهت، لذت على المرء القيام بكل ما بوسعه بغض النظر عن النتيجة، والاعتزاز بحقيقة انه قام بعمل يستحق الفخر، والاستعداد للمرة المقبلة، وحين يحين وقتها عليه العمل بأقصى طاقته مجددا.

أشيَـاءٌ جَمـيلَةٌ | Beautiful Thingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن