مختارات

جدائل

النص الفائز بالنبضة السابعة من مسابقة أرض العشاق الشهرية للكاتبة المبدعة: lalabrowni

،حبيبتي شاندين

سلام الله عليكِ يا بوابة الصباح، وهل يليق بأيّ أرضٍ تسكنينها المساء، ماذا تفعلين في هذا الفراغ الصامت دونك؟ لأول مرة أرى هاتفي خامدًا لا يرتجف حبًّا، أو تتراقص سماعاته أثرَ صوتك، تبًّا لا أعلم أأدعو على من أسكتهُ وعسّرَ وصالنا، نعم وصالنا الذي سيستمر مهما فعل ذاك الرجل، يجتاحني حنينٌ وغضب يحرقان قلبي شوقًا ولهفة، ماذا أنقش في هذه الورقة البيضاء الصابرة علي، يبدو أن متلازمتها قد أصابتني ولكن من نوع آخر، نوعٌ يصيب العشّاق مثلنا شاندين.

الملل بات صديقي هذه الأيام، أذهب إلى العمل فأراه يفترش طاولتي، أحتسي قدح الشاي فأرى انعكاس صورته الغريبة عليه، حتى ملامح المنزل ما عادت حيويّةً مثلما كانت، أتذكرين ستائر الشرفة التي تقولين عنها كئيبة اللون، لقد أطبقت جفنيها منذ سفرك، لن تراكِ كل صباح، لن تعانق شرفتك المشرقة، أخبريني ماذا تفعلين في هذا الوقت؟ أتجَملين جديلتيك، أم ترسمين قلبي كما أرسمكِ أمام روحي طوال اليوم؟

نسيتُ أن أهمس لكِ آخر مرة رأيتكِ فيها وأخبركِ أن تخبئي جديلتيكِ داخل حجابك، حتى لا يتساقط أحدٌ غيري في حبّك، لطالما قلتُ أنهما متمردتين علينا، كلّما تحدّثنا تسللا أسفل وشاحك المرخي الذي مهما حاولتي لفهُ على وجهكِ المنعش ينزلق يبطئ وتأتيان لتشغلاني عن حديثنا، لفّيهِ جيدًا وانتبهي إلى كُلّك، فكُلُّكِ نبضي الذي يقلقني ولا يريد مفارقتي، لستُ أنانيًّا لكني أغار بشدة وأخاف عليكِ من وباء المشفى ومن كل شيء، أخاف عليكِ باستماتة.

كيف هو الصباح في توسان؟ كيف هو من دوني؟ كيف حال همزة القطع؟ أعلم أنّكِ تمقيتنها وتتمنينّ تغيير قواعد الإملاء بسببها، أحبيها حتى تقطع هذه المسافات بيننا وتوصلها، أحيانًا يصعب استيعاب علاقتك مع قواعد اللغة، ربما لا تعلمين بأنّك جملة لا إعراب لها، أريد أن أحبّكِ أكثر؛ لأنّ حبّكِ يتدفق علي مثل شلالات هافاسو، يتدفقُّ بعذوبةِ نبع الكابري، يتدفق فيرتوي هذا الفؤاد، النوم بدأ يغتالني ويضعف مقدرتي على الكتابة، أفتقدكِ، أفتقد فضفضتكِ العنيدة، أفتقد الأبجدية من شفتيك ووقفة القلم بين أناملك، حاولي أن تكتبي لي فأنا أهوى كل شيءٍ منكِ.

احبّكِ.

عاصم.

٣١ مايو ٢٠٢٠

فينيكس، أريزونا.