سلسلة حكاية حياة( روايه في ظلال العائله )

الفصل الثالث

لا تنسوا ذكر الله
سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم

      فى مطبخ المنزل بالقرية
حياه "يا مليكه خلاص بقى الاكل بنجهزه اهو وهناكل على طول "
مليكه " يا حياه الحكايه مش حكاية اكل انتى شايفه كل اللى فى البيت مش بيحبونا وعمتى جليله ديما تحدف بالكلام علينا احنا وامى
حياه " معلش يا ملكيه كل الحكايه ان هما مش،متعودين على وجودكم  بالاضافه للظروف اللى احنا فيها. "
مليكه "انتى مصدقه نفسك يا حياه الظروف اللى انتى بتتكلمى عليها دى احنا اكتر ناس متأثره بيها اللى اتوفى دا ابويا يعنى هما المفروض يراعونا مش يكراهونا"
قطع حديثهم دخول خديجه الى المطبخ وتحيتها لحياه بينما تجاهلت مليكه فانسحبت الأخيرة بهدوء من المكان
خديجه " ممكن تعمليلى معاكى كبايه شاى يا حياه معلش دماغى مصدعه شويه ولو معاكى حاجه للصداع ممكن تجبيهالى "
حياه "خير مالك شايله طاجن ستك ليه متخانقه انتى ومين "
خديجه "بالله عليكى مش هقدر اتكلم دلوقتى يوم ما هقدر انتى اول واحده هحكيلك "
حياه "تمام بس خلى فى بالك ان صحتك اهم من اى زعل اسمعي من واحده عارفه احساس انها تعيش مريضه وكمان اختك ملهاش ذنب فى اللى بيحصلك فبلاش تعمليها كدا. انتى مش وحشه يا خديجه ولا هى كمان"
كلمات كادت ان تخرج من خديجه ولكنها تراجعت عنها بينما ابتسامة سخريه زينت فمها وانسحبت فى صمت

وقفت حياه تكمل عمل الطعام وهى تتذكر احداث الشهر الماضى منذ وفاة عمها عبد الرحيم وقرار عمها فهد بانتقال ملك وبنتيها الى المنزل وتحول المنزل الى ساحه حرب حيث لا تتوانى جليله زوجه عمها من افتعال الخلافات بينها وبين ملك التى اعتزلت الجميع وصارت لا تخرج من الحجره فصارت النيران موجه ناحية مليكه ابنتها التى لا تتقبل ما يحدث وترفض ان تصمت حتى تمر فترة العده وبعدها سينتقلوا الى منزل مستقل
لا تعرف حياه فى اى فريق تكون من جهة جليله زوجة عمها والعائلة وهى تقدر موقفهم فهى عايشت جزء من الخلافات التى حدثت بسبب زواج عمها من ملك واعتراض الجميع على هذه الزيجه فملك من وجهة نظرهم فتاه لعوب ناكره للجميل قامت باختطاف رجل فى سن والدها من زوجته وأبنائه الذين فى مثل عمرها لذلك يكرهها الجميع ولا يتقبلونها بينهم وبسبب هذا حاول عمها ابعاد ملك عن العائله قدر المستطاع فلا تاتى الا فى المناسبات ومع هذا كان يحاول دائما ان يقرب بين بناته  والعائلة ولكن يبدوا انه فشل فى ذلك
فيبدوا ان العائله مازالت لا تتقبل هذا الزواج او ما نتج عنه

رفضت زوجه عمها  هذا الزواج بشده وتركت المنزل لفتره ولكنها فى النهايه رجعت مره اخرىرغم محاولت الجميع ان يقربوا بين عمها وزجته الاولى الا ان هذا التقارب قد فشل لسنوات وكان كل ما يربط بينهم هو الابناء وهجر كلاهما الاخر وكانا نادرا ما يجتمعا ولكن هذا لم يمنع وجود اصغر ابناء عمها وهو محمد ذو الاربع سنوات
فاقت حياه من شرودها على صوت ملكيه التى تسالها ان كانت انهت   الطعام فاشارت لها بنعم وحملتا الطعام للخارج
وقبل وصولهم الى حجرة ملك شاهدتا عمهما فهد يدخل من الباب
فهد "ايه ده بتعملوا ايه يا قمرات "
          
حياه "حمد لله على السلامه اكلت ولا لسه وتاكل معانا "
فهد "لا انا اكلت بالهنا والشفا انتوا وفين بقيت البيت "
ملكيه" ازيك يا عمو فهد عامل ايه "
انا تمام يا موكه انتى عامله ايه وماما ومريم عاملين ايه"
ملكيه "كويسين الحمد لله ماما كانت حابه تتكلم معاك يا عمو اندهالك "
فهد "خير ان شاءالله بعد الاكل يبقى نتكلم براحتنا "
غادرت مليكه وحياه الى الغرفه ووقف فهد ينظر فى اثرهم قليلا ثم تحرك الى غرفته وهو يشعر بان هذا الحديث لن يعجبه

**********************       
داخل معرض الاخشاب الخاص بمالك
وقفت امال تستشيط غضبا بعد هذا القرار الذى اتخذه مالك فقد اصدر قرار بمنع الفتيات من وضع زينه الوجه والالتزام بزى موحد تم تحديده من قبله وكان هذا القرار بعد ان قررت امال منذ يومين  ولاول مره اثناء عملها وضع القليل من هذه الزينه وكان ذلك بدعم من أسما اختها وهذا ماجعل الجميع يربط بين الحادثين ويحملها مسؤليه هذا القرار
فاقت امال من شرودها على ضحكات احد زملائها فى العمل
محمد. " بشمهندس مالك وهو بيحط القرار ده شكلوا كان عاوز يخسر المحل ويطفش الزباين
منى "ليه يعنى انت شايفنا عفاريت قدامك "
فتحى " يا ابنى وهو بيحط القرار كان شايف قمر ومعملش حساب الباقيين"
عبير " تنشك فى لسانك انت وهو ومنه لله اللى كان السبب كان حبكت تحطى مكياج فى الشغل يعنى "
امال "ايه دا بقى هى الحفله هتبقى على انا ولا ايه انا قلتلكم انا مليش دخل باللى حصل تمام
منى "اه ياانى يااللى هبور وهبقى مسخره المحل بسببك يا قمر الزمان "
امال "انا مليش دعوه افهموا بقى
منى " انتى ليه اخدتى الكلام على نفسك ولا اللي على راسوا بطحه
امال "بصوا انا ماشيه وانتوا كل واحد على شغلوا احسنلكوا بدل الاستاذ سيد ما يجزيكم "

تركت الجميع وذهبت الى مكتب مالك
"لو سمحت يا استاذ مالك بلاش الطريقه اللى بتتعامل بها دى كدا انت جيبلى الكلام "
مالك "اولا قبل ما تدخلى لازم تخبطى على الباب ثانيا تتكلمى بصوت اهدى ثالثا ايه هى الطريقه اللى بتعامل بيها معاكى وجيبالك الكلام "
تنحنحت بحرج من حديثه معها
"انا اسفه على دخولى من غير استاذان بس القرار اللى حضرتك نشرته خلا الكل بيقول انى السبب فيه ودا مسببلى احراج مع الكل وجيبلى الكلام "
مالك بخبث "وانتى ايه دخلك بحاجه زى دى ليه قالوا ان ليكى دخل فى انى اخد القرار دا"
حياه بتوتر من تصريحها
"مش عارفه حضرتك ممكن تسالهم "
مالك "وانا اسالهم ليه ما يقولوا اللى يقوله انا ايه دخلى بالموضوع ده دا قرار اخدتوا لما شفت انوا هيناسب الشغل ومحدش ليه دخل فيه ومعتقدش انى هرجع فيه "
صدمت حياه من ردت فعله هل يعتبر كرامتهاوسمعتها بلا قيمه الى هذه الدرجه
حياه "بس مش دا اللى الناس فى المكان بتقوله "

مالك "انا مليش دخل باللى الناس بتقوله دى حاجه متخصنيش وافتكر ان الامتيازات اللى انتى وخداها فى الشغل هى اللى خلت الناس تفكر كده؛
حياه باستفهام
"قصدك ايه"
"يعنى بتيجى وقت ما انتى عاوزه وتمشى مجرد ما بتخلصى شغل وغياب كتير دا اللى خلا الناس فى المعرض تفكر كدا مش تصرفاتى"
حياه "انا اسفه ان كنت مسببالك مشاكل بشغلى بس الكل عارف ظروفى وانا هريح حضرتك من هم شغلى واقدم استقالتى "
مالك "انتى اصلا مش موظفه هنا يا امال انتى ناسيه انك بتشتغلى هنا من وانتى لسه فى الدراسه وملكيش ملف مع العمالة"
"تمام يبقى مش مستهلا استقاله"
وتركته وغادرت وهى تشعر بان خناجر تطعن فى قلبها وتدميه .
بقلمى شمس الراوى
مستنيه تعليقاتكم على الاحداث والاسلوب
ومتسوش الفوت .....