ليلة الرعب والوحدة الأولى 🖤

404 10 0
                                    

#الجزء((4))
#تذكرةغربةعروس&
وقال لي : لدي عرض مغري لكِ  ... اظن أنكِ لم تأكلي شيئًا اليوم بسبب سفر" أمل" وانشغالكِ معها صح ؟!
- قاطعته لا لا ارجوكَ اوصلني للسكن لو سمحت
- فقال مقطبًا وجهه : لا تقاطعي أخيك الأكبر منك مرة ثانية ! 😒
ثم إني لاأشاورك أنا جائع جدًا خرجتُ منذ الصباح الباكر 
بطني تصفر من الجوع ، ألن تسمعي معدتي تدوي بأصوات غريبة منذ قليل تلكَ التى تشبه زلزلة الرعد بالخارج هه
- مسكين أنا لم أتذوق الطعام منذ الأمس كهذا الوقت
- هل ترضين لأخيكِ أن يجوع هكذا وأن تفضحه معدته أمام الناس 😴 ..
ضحكت من كلامه الغريب بطريقته العفوية الفكاهية نوعًا ما رغم رفضي كان يقاطعني قائلًا رغمًا عنكِ ...
- اصمتي اصمتي ...
- وقاد السيارة باتجاه أحد المطاعم ونزلنا بعد عنادي لعشر دقائق ودخلنا وجلسنا على أحد الطاولات به ..
فعلًا أنا جائعة شعرتُ بذلكَ فقط عندما ذكرني هو ... لم أأكل جيدًا منذ آيام بسبب التغاء سفري ..
ولكن الطعام نفسه ليس له طعم لإن طعم الغربة المر يطغي على لذة كل شيءٍ ويفقده شهيته ..
بعد جلوسنا قام ونزع كمامته ووضعها بجيبه ....
بينما هو غارق بقراءة قائمة الأطعمة أمامه غرقت بالنظر تجاهه وشردت للحظات ، كم يبدو رجل تقي بلحيته السوداء الداكنة التى كانت تخفيها الكمامة تلك ...سبحان من زين وجهك بها ..
- رفع نظره باتجاهي فوجدني أحدق به فغرقنا بنظرات متبادلة لدقيقة وربما اكثر ...كنت شاردة لم انتبه ..
لم تكن مجرد نظرة وكأنه اخترق عينيّ ودخل عبرها إلى قلبي ، لا أعلم أي شعور غريب داهمني  .. فانتبهت لنفسي
طيلة الطريق كنا نتحدث وهو سائق لم ننظر الى بعضنا ابدا
الا بطرف العين ، هذه المرة كانت النظرات غريبة وعميقة نوعا ما تجاوزت الستون ثانية ..
- هربت بنظري إلى ساعة جوالي بعدها فورا ..
- فقال لي "شام " هل أنتِ  بخير أختي ؟ 
- لاعليكِ من الوقت مادمتِ معي أنتِ بأمان الله وأمانتي ،  وسأوصلكِ السكن قبيل الغروب إن شاء الله وفرض الحظر ، .. 
فعلا شعرت بالأمان  بحضرة ورفقة رجل مثله ..
تمنيت أن يطول الوقت أكثر معه لو يمتد للنهار نهار جديد أن لايأتي المساء بظلمته وعتمته على وحدتي ..
تمنيت لو يطول إعداد الطعام الذي طلبناه لساعات ..
- اخفيت عنه الشعور كله لم أخبره بما يجول بخاطري ..
وعندما جهز الطعام أمامنا  ... قمت بخلع كمامتي عن وجهي .. فااسترق النظر إلى مستحيًا وقد نسي الطعام .. لا أعلم تفسيرًا لنظرة كلانا ...
فقلت :  ها أخي سيبرد الطعام ..
انهينا الغداء واحتساء الشاي الساخن وتبادل النكات والمزاح
كان يخفف عني وفعلًا قد أنساني كل مأمر به ..
وحدثني عن عمره فهو يكبر أمل بسنتين وقد بلغ الرابعة والعشرين سنة تخرج ويعمل مهندس بشركة بناء ..
و اقترب آذان المغرب لم انتبه والجو ماطر وهو عليه الاسراع فسفره طويل أكثر من ثلاث ساعات ..
كنت انانية جدًا بشعوري بتمني طول البقاء برفقته ..
ووقفت على عجلة وقلت له : اسفة لقد تأخرت عن سفرك
- فقال مترنحًا : هذه أخر مرة تتأسفين على أمر كهذا ..
وتعتذري على كل موقف وإلا سأنزعج منكِ أنت كأختي "أمل"  ولافرق بينكن .. ووقتي كله فداكِ ..
واكمل لاعليكِ سأصل بيتنا تمام التاسعة مساءًا لايهم أنا معتاد على السفر ليلًا ..
- وقمنا بعد أن دفع الفاتورة ومضينا للسيارة
ركبنا باتجاه سكني ... وسألني ممازحًا هل اعجبكِ الطعام ؟!
وددت لو أقول له بل اعجبتني روح من دعاني اليه والأمان الذي شعرت به برفقته والطمأنينة التى بثها بروحي عبر كلماته ومزاحه ومواقفه كلها وخفة دمه ..
وددت لو اقول له شكرًا جدًا فأنا لم أضحك هكذا منذ مدة بسبب انشغالي بالامتحانات ..
فقلت له مبتسمة : نعم أعجبني كل شيء ...
كل شيء كان برفقتك اليوم مميزًا شكرًا لكَ ..
وصلنا اخيرًا الى باب العمارة التى اسكن بها بالطابق الرابع
وقبل ان انزل قال لي :
ألن تأخذي رقم اخيك لتطمئني عليه ..
توترت وقلت له : بلى اكيد وقمت بحفظ الرقم فورًا
- وقال لي : من حق الأخت على أخيها ازعاجه بكل وقت
وبأي ساعة ليلبي أغراضها التى لاتنتهي قالها وهو يضحك
بطريقته العفوية ..
- هممت للنزول من السيارة وقلت له أن ينتبه للطريق وأن يقود السيارة على مهله فالجو عاصف وماطر .. 
وهو نزل فورًا فتح لي باب السيارة وقال وأنتِ انتبهي على حالكِ اختي تفضلي ..
نزلت ووقعتْ عيني بعينيه مجددًا فصوبتها باتجاه الأرض خجلًا منه ..
- وقلت (حاضر) أخي رددتها بسرعة وأنتَ أيضًا انتبه على حالكَ هيا ستتأخر ...
- فقال : ماأجمل هذه الكلمة يا" شام" .. - رفعت نظري باتجاهه وقلت أي كلمة ..؟!
- فأردف قائلًا : تلك (الحاضر) كم تبدو شهية من فمكِ تذكريني بأختي (أمل)  ..
- هه لن اوصيكِ بعدم فتح الباب لأي كائن يكن مهما كان اتفقنا حتى لو كنت أنا ...
- وأن لا تتردي بالإتصال بي بأي وقت احتجتني به ..
وأي طلب كان فأنا على استعداد أن آتي بسيارتي من المحافظة ولكن إياكِ الخروج بعد الغروب لوحدكِ ،
قولي لي وأنا آتي لاجلبه لك اتفقنا ..
كان حنون لدرجة مفطرة يالله شردتُ به كم تشبه أختكَ قلتها بسري ..
حسنًا حاضر  أخي أحمد  اتفقنا  ..
- فقال استودعتكِ الله .. أنتِ بحمى الرحمن ورعايته
كانت كلماتهُ أشبه بريّ قلب الضمأن من عطش الحياة بشيء
وكأن ادعيته حاوطت على قلبي المتعب شيئًا فشيئًا بسكينة كبيرة ..
وقلت له : وأنتَ أيضًا استودعتكَ لله ان يحميكَ وييسر لكَ طريقكَ وسفركَ الأن ..
- استدرت ... رباه مااصعب الوداع .. كلمات غصت بحنجرتي ودموع حبيسة هطلت مني خلسة .. وهو مازال واقف يراقب دخولي للعمارة .. كان يريد ان يطمأن أني وصلت بأمان ليسير بسيارته التفت إليه فجأة لابل قلبي هو الذي كان يأمرني بالالتفاف دون سبب ...
وقفت بعيدًا عنه ونظرنا ببعض مطولًا بحديث الأعين
الصامت .. .. فاستدرت فورًا خوفًا أن يلمح دموعي ...
فإذ بصوته اللطيف ينادي ..
" شام ...   شام "...
- استدرت فورا كان ينطق اسمي بطريقة غريبة ولطيفة
واقترب مني لخطوات هربت بنظري أمسح دموعي الهاطلة من خدي أمامه ...
فقال : لماذا تبكين ياشام هل أنتِ بحاجة شيء اخبريني ؟
رغم اننا لم تتجاوز معرفتنا الثلاث ساعات لكنها كانت ساعات استثنائية ، وربما تعلقت به كأمل شقيقته ، وكان وداعه وكأنه يشق ايسر صدري عقب وداع أخته شعرت كأن قلبي يرفض وداعهم ولكنني مجبرة ويائسة ...
كنت أود أن أقول له أحتاج كل شيء احتاج الأمان الدائم واحتاجك ربما ....
لكني صمت ...
ثم قلت لاشيء لاشيء أنا بخير وداعًا أخي ..شكرًا لكَ
صعدت الى شقتي وخرجت الى الشرفة المطلة على الشارع ،
كانت (أمل)بالعادة تقف وتلوح له أنها وصلت فيسير عندما  يأتي لايصالها احيانًا بسيارته  ..
لم اتوقع أنه مازال واقفًا بالأسفل أبدًا نعم قلبه لم يطمأن بعد
رفع نظره باتجاه شقتي فشاهدني ... ضحك
ولوح لي وداعًا ..صعد سيارته ومضى أخيرًا ...
بقيت واقفة حتى غابت السيارة عن نظري تلفحني موجات البرد العنيفة ، حتى شعرت أن برودة الجو لسعتني بقلبي فارتجف بردا وخوفًا ..
مع رنة اتصال والدي بي .. فشرحت لهم ماحدث وأن (أمل) منعها والدها من البقاء هنا لأيام أخرى ، وسافرت من ساعات
اجهشت والدتي بالبكاء ...
وعم الصمت على والدي عند سماع ماقلته كيف ..
سيرتاح بالهم وأنا وحيدة ببلد الغربة لا صديقة ولا قريبة ولا حتى جارة لي ، لم أكن أعرف أي أحد فاغلب الوقت منهمكة بدراستي ومع(أمل) باقي الاوقات ..
استودعوني لله وودعتهم ، كالعادة بأن انتبه على حالي بغربتي وأن ابقى على تواصل معهم واقفلت الخط ...
- ماهي الا لحظات وانفصل التيار الكهربائي عن المدينة
بسبب الرياح القوية والرعد ربما ضربت الأسلاك كلها ..
يبدو أنه عطل ربما يستمر لساعات وربما للصباح ...
يارباه  ... شحن جوالي أيضًا يتهاوى بأخره ماذا أفعل
كانت بطارية الشحن ايضا فارغة التى تمد جوالي بالشحن في حالات كهذه نسيت أن اشحنها يالني من غبية كيف انسى هكذا امر مهم لكن مرارة الأيام نستني كل شيء مهم
لحظات مرعبة قضيتها خلف مدفأتي الصغيرة ..
حتى سمعت صوت على باب شقتي يدق ..
فززت من مكاني ارتجف خوفًا من هذا ياترى ايعقل أن يكون (أحمد) لا مستحيل أن يفعلها ..
وكيف إذ كان أحدهم يراقبني وشاهد صديقتي وهي تسافر  اليوم ، اسئلة كثيرةحارت بخلايا دماغي وعبثت بروحي ، ..
- ليتني لم آتي لهذه الدنيا القاسية لهذه البلد..للغربة..
اقتربت بحذر دون حذاء الى باب الشقة ...  
#يتبع في الجزء (5)..👑
#بقلمي_الكاتبةميرال_البحر🖤😍
Meral Al Sea⚜

 رواية تذكرة غربة عروس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن