غربة العروس وخطبتها وحنية أحمد

320 6 0
                                    

#الجزء((12))
#رواية
#تذكرةغربةعروس💍
"اسبوع واحد مضى ماكنتُ أعلم أن ينقلب الحب الكبير بيننا إلى هذا الحد!
أن يدخل طرف ثالث بيننا رغم سعادتي ببيتهم ، لطف وكرم معاملة والديه معي ومعاملة أمل لي كأخت صغيرة لها ،  ومحبة أوس الشقي الصغير ابن الخمسة أعوام وكم يذكرني بميس أختي ..
- إلا أن محمود الأخ الأكبر لهم كانت تصرفاته معي قاسية
جدًا ، ونظراته خبيثة ولم اتحملها تجاهي منذ وصولي رغم إني ملتزمة بحجابي دومًا بالخارج إلا بغرفتي كنت فقط انزعه وبلبس شرعي غير لافت لكنه كان حقير نعم!! ..
فكان يستغل أي لحظة أكون بها لوحدي بالمطبخ أوبغرفة المعيشة ليفتح معي نقاشات غريبة المهم يستفزني ويأخذ من وقتي!
ولنظراته على سفرة الطعام لغة غريبة ماكنت افهمها!!
فأجدني أغلب الاوقات أقوم من جانب أحمد قبل أن أتمم طعامي ؛ كان بكل مرة يسألني أحمد هل لم يعجبكِ الطعام ياشام لماذا اكلكِ خفيف هكذا ؟
نعم تلك النظرة التى تحمل كل خبث العالم منذ أول يوم رأيته بعد حادث أحمد بالمشفى
نظراته بالسيارة بطرف عينه علي وصمته عندما أوصلني لشقتي التى بالمدينة يومها عند عودتي من المشفى!
بطلب من أحمد كلها كانت غير مريحة ؛ انصدامه بخبر قدومي للبيت واعتراضه على الخطبة منذ أول الساعات لقد
كان المتسبب بدموعي رغم أني كنت محترقة بسبب غربتي وبعدي عن أهلي ، وعدم حضورهم إلا هاتفيًا ، ...
لقد كان هو المتسبب الأكبر عندما انهى الشيخ عقد القران ،.. خرجت من غرفة الضيوف لأبدل ثيابي وجدته واقفا مترنحًا يضع يديه بجهامته وعضلاته التى يربيها بالجيم على عرضي باب غرفتي!
- وقال لي ضاحكًا : أخي ذو حظٍ عظيم تبدين رائعة وجميلة لو كنت مكانه ماكنت تركتك ليلة واحدة قبل أن أنهي أمرك هههه..
فتجمدتُ بمكاني ماكنتُ أعلم معنى كلامه رغم دراستي  وبعدي عن أمي أمور استحي أن اعرفها من أمل أو من خالتي أمهم!
كان يحفر سنه بعود الأسنان كالعادة ، لابل كأنه حفر قبر عبر نظرته السامة تلك ، كسم ثعبان دسه بقلبي كانت غير لائقة!..
من هول الكلمة لم استطع الرد عليه! ماكنتُ أعلم أاشتمه أو أشتم نفسي عندما قبلتُ بأن ابقى هنا لتنفرج الأمور بالبلد ويُفتح المطار ..
وبعد أن قالها ابتعد عن الباب خطوات مشيرًا لي للداخل وذهب  ، ..
دخلتُ فورًا يرتعد جسدي من كلامه اقفلت الباب ثلاث مرات من شدة الخوف !
تحدثني نفسي : لقد اصبحت خطيبة اخيه كيف تجرأ على مس كرامتي كيف ستكون حياتي ببيتهم بعد اليوم يالني من غبية ..
كيف أبوح لأحمد ماذا أقول لأمل لابد أني مخطئة ، وكلمته عابرة هل جئت لإثارة حرب هنا بهذا البيت الهانىء هل جئت لأثارة الفتنة بين الأشقاء ايعقل ذلك يارباه!
وانهمرت دموعي كشلال انكسر سد انحسار مائه فجأه!
بكيتُ لنصف ساعة متألمة جدًا ، أنا العروس بيوم خطوبتها
التى يجب أن تكون اسعد الناس لكن الظروف كانت جائرة عليّ موجعة حد الغصة 😥 ..
فكل شيء حولي بدا شاحبًا .. 
افتقدتني العائلة بعد خروج الضيوف أصدقاء أحمد وخاله وأولاد عمه والجيران الشهود الذين حضروا العقد
وفراغ غرفة النساء من زوجاتهم وقريباتهم  ؛ كان يجب أن أكون متواجدة لألقي تحية السلام على النساء المغادرات
أن اساعد أمل وخالتي بالضيافة ولكني فضّلت الاختباء بغرفتي هناك ..
- فسأل أحمد أمل وهي تلمم الأكواب من غرفة الضيوف أين عروستي شام ياأختي؟ ..
فتفاجىء عندما قالت له شام منذ انتهاء عقد القرآن
التزمت غرفتها لاأعلم مابها ، ذهبت لتبديل الفستان على ماأعتقد، ولم تعد حتى النساء سألنّ عن العروس ..
- فقال : لابد أنها متعبة فلقد قضينا فترة طويلة البارحة حتى انتهينا من شراء الفستان والمجوهرات والتحضيرات لليوم ، ...
- ولاتنسي لقد خرجت من المشفى منذ يومين فقط ، فهي لم تنم منذ وصولها مرهقة بعد التجهيزات لابد آنها نامت ..
وضعت أمل الأطباق من يديها وقالت له سأطمئن عنها فورًا واخبركَ ، ..
كان كل قسم من البيت بمدخل لوحده ، به غرفتين يتوسطهما حمام أي غرفتي وغرفة أمل ، وكذلك الأقسام الثانية من المنزل مثل قسم غرف الشباب
وقسم للوالدين مع غرفة الصغير ..
وغيرها من الغرف المعيشية ..
لذلك يصعب على أحمد أن يتعدى باب قسمنا خوفًا أن أكون .. داخل الحمام أو  ..  قبل أن يكون مفتوح أو تكون أمل أو خالتي موجودة ..
لكن لاأعلم كيف تعدى محمود القسم الخاص بي وبأمل ووجدته على باب غرفتي منذ قليل!
- دخلت أمل ودقت على الباب بلطف ...
وقالت:  عروستنا الحلوة نائمة؟! 
شام حبيبتي هل انتهيتِ من تبديل ثوبكِ؟
سمعتْ صوت شهقات بكائي من خلف الباب ، فخافت وألقت سمعها على الباب جيدًا ..
خفق قلبها بشدة شام هل أنتِ بخير ياروحي؟
حاولت فتح الباب لكنني اقفلته بشدة! ، ....
شام افتحي لاختكِ بسرعة
وأنا أحدث نفسي : لكنني لاأريد رؤية أحد متعبة أنا ..
ليتني لم أعرفكِ ياأمل الطيبة ، ليتني متُ قبل أن اتغرب ولم  يكن محمود هنا ..
لم أجيبها أبدًا ...
فلم تنتظر وهرعتْ مسرعة إلى أحمد تخبره بدموعي وانهياري!
فدخل معها وقف وراء الباب شام ياروحي افتحي الباب لخطيبكِ أريد أن أبارك لكِ ، فأنا لم آركِ بسبب الضيوف هيا حبيبتي ..
لكنني كنت اتمنى أن تفتح فتحة بسقف الغرفة ، وتهوي طائرة لي وحدي لتحملني إلى حيث أمان أهلي ماعدت أريد أمانكَ!
اختنقتُ بافكاري ماذا أقول له كلام أخيه!
سيرتكب جريمة الآن أكون أنا سببها
عريس يقتل آخاه بيوم خطوبته!
اختنقتُ وكأن هواء الغرفة ماعاد يكفيني لأتنفس ، ..
فتحت باب شرفتي وخرجت السماء تمطر بشدة قبيل الغروب ، لعليّ استطيع التنفس قليلًا ومازلت أرتدي ثوب الخطوبة الشرعي الزهري اللون وحجابي ...
فابتل من المطر قبل أن يتهنى أحمد برؤيتي وأنا أرتديه!
- لكن أحمد غضب هذه المرة وخاف ، فقد سمع صوت فَتح باب الشرفة لقد كان منزلهم بالدور الثالث ..
وأخذ يصيح شام تفتحي الباب فورًا وإلا كسرته؟! ..
وأمل تهدأ به وحضر عمي والده وأمه على صوته
ماذا بها العروس ؟
فقال عمي لابد بسبب عدم وجود أهلها هنا هونوا عليها ياولدي ..
فهرعتُ بسرعة وفتحت لهم الباب ، وقمت باحتضان أمه وددست رأسي واخفيت ملامحي بصدرها ،وأمل تربت على كتفي
وأحمد واقف دون حراك   ..
وأخذت أمل تواسيني كالعادة ..
قائلة :  سيكون عرسك بوجود اهلكِ وكذا  .. 
ظنوا أن غياب أهلي وغربتي هو السبب الرئيسي لانهياري! رغم أنه أحد الهموم التى تراكمت عليّ كالغيوم لأمطر هكذا ..
فقال أحمد لوالدته وأمل : اتركوني مع شام لوسمحتوا!
عدتُ لداخل الغرفة بخطوات قليلة ، أريد الخروج للشرفة من جديد يرتجف جسدي من ثوبي المبتل ودخل أحمد آيضًا ..
وقال لأمل : حضري لنا الشاي الساخن ياأختي سنشربه بغرفة شام لوسمحتي ..
ذهبوا جميعًا قالت أمل لأحمد هل أغلق الباب؟
فالتفتُ إليها وقلتُ لها لا أرجوكِ ...
دعي كل الابواب مفتوحة ولاتتاخري ياأمل!
وأن بطريقي للشرفة ..

كنتُ خائفة وارتجف من برودة الجو ومن وجود أحمد بعد أن أصبح خطيبي  لأول مرة لاأعلم
هل أهرب إليه أو أهرب منه ..
فإذ بأحمد يقول شام شام ..
لاتذهبي ...
لاتذهبي ...
أوه تلك الكلمات التى كان يكررها سابقًا التى خطفت قلبي ..
التفتُ إليه ودموعي تكفن وجهي وقد فتح ذراعيه ..
هذا هو الأمان الذي كنت ارتجيه ، الرجل  الذي سيحميني
دومًا الذي أحببته بظروف لانحسد عليها ، الرجل الذي تم عقد قراني عليه منذ ساعة ...
هربتُ إلى صدره خائفة من كل شيء وغمرت رأسي بين اضلاعه ..
وقام باحتضاني وطوقني بذراعيه لدقائق ، رغم كسره بيده دون أي سؤال لقد كان يعلم أن اجاباتي على اسئلته ليس بوقتها ، ...
كان يظن أنها تتمحور حول غربتي عن أهلي فقط ..
كم تمنيت بهذه اللحظة ...أن تتوقف الساعة عن المضي أن تتوقف الأرض عن الدوران أن ينتهي العالم ربما أن لايكون هنا محمود ..
ولاغربة ولا سفر ...
تمنيت لو يُفتح المطار بعد لحظة ..
أو لو يكن لي أجنحة لاطير بسماء الله ولكن معه مع من احببته ، ان نبتعد عن أي شي يمكن أن يسبب بابتعادنا يومًا عن بعضنا البعض ...
مد يديه على وجهي بكل لطف ،  وقام بمسح دموعي التى غطت خداي ..
والنظر الى ملامحي المنهكة حتى غرقنا بنظرات الآعين العميقة وكأنني آراها حقًا للمرة الأولى ..
فأشحت بنظري عن عينيه بسرعة ..
فقال لي مشيرًا على صدره هنا هو بيتكِ ووطنكِ وأنا كل أهلك منذ اليوم ، هنا الأمان لاتتردي باللجوء إليه متى شأتي ، ..
معكِ إقامة جبرية بوسط اضلعي ، ويحق لكِ أن تلقي بهمومكِ هنا بهذا المكان وضرب على صدره👈🏻❤
لاتدعي أمرًا ما يحزنكِ اتفقنا ..
خرجنا للشرفة معًا وهو يطوقني تحت ذراعه
وخلع سترة طقمه الرسمي و وضعها على اكتافي والمطر يناسب علينا ..
عادت أمل ومعها الشاي وقالت لنا : مجانين أنتم ستمرضا
عرسان آخر زمن أدخلوا إلى هنا سيبرد الشاي ها ..
هيا سألتقت لكم بعضًا من الصور التذكارية بهذا اليوم المميز لكما 😌
-أما أنا وهو كانت قلوبنا تقول:  دعينا ياأمل دعينا علنا نشفي أحزاننا وخيباتنا وغربتنا ويغسلها المطر ويأخذ بها معه ليرميها بالبحر المطل علينا القريب هناك
يتبع في 13 ...
#بقلمي_الكاتبةميرال_البحر👑
Meral Al Sea

 رواية تذكرة غربة عروس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن