|الأخ الأكبر و العم|

12 4 38
                                    

"سحقاً"
همست بحده وأنا أضرب بقبضتي العارية الحائط الصلب بقوة لكنني سرعانما ندمت على فعلتي المتهورة وانا امسكها بألم، فكرت انها لا تبدوا مؤلمه هكذا في الأفلام.

"اللعنه لم لا يفتحون الباب! قضينا ساعه كاملة نقرع الجرس"
تذمر كزكيزا.

"هل أعود لبيت الجدة فارولينا الكبرى واتصل بوالدتك لتفتح الباب؟"
إقترح صولن.

"أو ببساطة أقفز من خلال السور وأفتح الباب!"
صاح كزكيزا وكأنه وجد الحل لمشكلة ثقب الأوزون.

"رائع، لنفترض انك قفزت فوق هذا الحائط وفتحت الباب، كيف سنتمكن من فتح الباب الداخلي ايها العبقري"
رد صولن بتهكم.

"يمكن للعمه زولاندا سماعنا اذ طرقنا الباب الداخلي! صحيح كيون؟"
نظر الإثنان تجاهي في أخر جملة كزكيزا.

الآن نحن نقف في الشارع تحديداً على عتبات بيتنا الرخامية التي تنتهي بقطعه معدنية شبكية طويلة لتجنب توسيخ أرضية السور بأتربة الأحذية، حقاً أمي هي أكبر مهووسة نظافة على الإطلاق، وبيتنا الذي يبدوا مهجوراً لسكونه في وقت الظهيرة، هاري وسايمون على الأغلب في غيبوبة وسط غرفتهم الصقيعيه المظلمة، و غرفة أمي هي ابعد نقطة عن مدخل المنزل بحيث لا يسعها سماعنا الا اذا قرعنا الجرس أما روبي لا تزال في الجامعه وفارولينا بالتأكيد تستحم بعد العودة من المدرسة كما العادة، كنت سأقرع الجرس وعلى الفور سيفتح الباب لكن الغريب ان هذه المره لم تصدر اي استجابه من سكان المنزل الأموات!.

هذا دفع أعصابي إلى التلف، خاصة وأن السيارات قد كثر مرورها -بشكل مريب- في شارع بيتنا المخصص للمشي بسبب عناية والدي به كل صباح، يبدوا لامعاً للغاية.

تنهدت وانا انقل نظري بين كزكيزا الذي تعلق بالحائط كالشمبانزي في محاولة يائسة للتسلق، لكنه كان ينزلق عن الحائط الأملس بستمرار بسبب حذاءه اللامع ولذي قرر خلعه لاحقاً، أما صولن فقد اندمج في السخيرة منه ومن منظره الأحمق مشيراً الى ان كل الذين يمرون بسياراتهم يضحكون على سخافاته غير المجدية.

في النهاية، ذهب صولن الى بيت الجدة ليتصل بأمي كي تفتح الباب وانا لم اتوقف عن شتم اللعناء الميتين في الداخل على كل الأحراج الذي سببه لي كسلهم، حتى ان اشعة الشمس قد حرقتني ومثانتي لم تساعد بتاتاً، شعرت انني سأنفجر!.

أخيراً فتح الباب من طرف فارولينا التي كانت تلف منشفه حول شعرها الرطب وتضع المرطبات على وجهها بلا اكتراث.

دفعت كتفها بعصبيه
"حمقاء! ساعتين تحت الشمس والتعرض للأحراج والذوبان في درجة الحرارة العالية لتفتحوا الباب!"

I found my soulحيث تعيش القصص. اكتشف الآن