💚الفصل السادس والأخير💚

4.5K 202 84
                                    

سقط الجبل الذي تحتمي به لتسقط من بعده على ركبتيها تحاول إخراج صرخاتها ولم تستطع، تتحسس دمائه بيدها وتقربها من وجهها لتقوم بلطم وجهها بدمائه وتنطلق صرخاتها قائلة: لييييه.. ليييييه.. لييييه.. لااااا..باااااابااا.. متسبنييييش.. ارجع تاني يا بابا.. علشان خاطري.


وانهارت تقبل يديه بجنون قائلة: أبوس ايدك.. أنا وحشة عارفة أن أنا السبب.. ارجع وأنا هريحك مني.


كل ذلك بدون جدوى، سبق السيف العزل، لما كل هذا البغض والكره، أخذت تحتضنه بقوة تضع يدها على دمائه تحاول إيقافها ولكن كل ذلك لا يجدي، لقد غدر به.


سقط ظافر بدمائه أرضًا بعد طلقة غادرة في منتصف رأسه لينهار كل شيء أمامها وأمام شقيقتها التي هرعت بعد سماع صوت الرصاص لتلطم وجهها غير مستوعبة رؤية والدها وهو جثة ماثلة أمامها.


هرعت يسر إليها وانحنت نفس انحنائتها بانهيار قائلة: قلتلك يا بابا مش هيسبونا في حالنا.. وأهو أخدوا ماما مننا.. ورجعوا أخدوك.. ياخدونا معاك يا بابا.. هنعيش لمين من بعدك.. منهم لله.


هرعت إليهم هانم بعد أن أبلغتها نوارة بالمشادة بين والدتهما وعمها لتلطم على وجهها وتبكي وتنوح قائلة: يا خرب بيتك يا عمي.. يا مرك يا هانم.. اتيتمنا مرتين من بعدك يا عمي.. يا حبيبي يا عمي.. كنت زى بوي.. منك لله يا للي كنت السبب.



جاء شبل مهرولًا ودلف إلى الحديقة ينظر إلى كل شيء بذهول خاصة والدته المتيبسة بمكانها يلتمع الشر والشماتة بعينيها السوداتين المليئتين بالحقد الدائم ليصرخ في وجهها قائلًا: عملتوا ايه في عمي يا أماه؟


نظرت إليه باستهزاء ورحلت ليجد زوجته مغطاة بالتراب هي وشقيقتها وشقيقته تصرخن بعويل عميق، لينحني أمامهن يضع يده على عيني عمه ويغلقهما ثم يحمله بين يديه ليدلف به إلى الداخل حتى تتم كافة الإجرائات ومنة ويسر ما زالتا بالأرض تنثران التراب على وجهيهما ممزقتان إلى أشلاء.



العائلة لأي فرد في المجتمع هي كل شيء.. عشق الفتاة لزوجها لا يعادل عشقها لعائلتها خاصة والدها ووالدتها.. استشعرت الظلام في حياتها بعد انتهاء عائلتها والتي لم يتبق منها غير يسر.. ركضت خلف جنازة والدها كالطفل الذي ما زال يركض خلف والده وهو ذاهب إلى عمله كأنها تحادثه خذني معك.. ولكن كيف يأخذها وروحه قد حلقت في الأفاق عند خالقها.. احتجزت نفسها ثلاث ليالي بالمقابر بين المقبرتين اللتان تضمان والديها.. ولأول مرة يتركها تفعل ما تشاء لأنها تمتلك كل الحق.. تنظر إلى المقبرتين ويترتسخ بعقلها اعتقاد واحد أن من بهما ليسا بشر.. بل أجساد كانت تعيش كالملائكة.. وقد قتلا عمدًا.. واحدة قتلت بالحزن.. والأخر قتل بالنار.. بعد مرور تلك الليالي العصيبة.. انتظرت شبل أن يأتي بليث ويقدمه للشرطة ولكن دون جدوى.


ذهبت إليها نجية والتي انتظرت لحظة انشغاله بتلقي التعازي ونظرت إليها بشماتة قائلة: عتستني كتيير يا منة، وولادي مش عيخبصوا على بعض، خليكي مزروعة اهنه بالمقبرة وليث ولدي عيهرب على الكويت، خابرة الكويت يا منة.

قلب بارد🌷(مكتمله)💐حيث تعيش القصص. اكتشف الآن