• 19 •

229 32 11
                                    

_________

الحياة مثل القمر تارة تجدها ممتلئة ومنيرة وتارة فارغة ومظلمة. •

________

انسالت دموعها على خدها بغزارة وهي مازالت واضعة ذراعيها على جانبي رأسها بحماية و صرخاتها لا تتوقف مع محاولتها للاستغاثة بتاي الذي لم تكلف نفسها بالبحث عنه باعينها بسبب هلعها من  النار حولها، بينما الاخر يقف ببرود يشاهدها ، مستمتعا بالاستماع لصرخاتها

"خلقت النّار ...
لإذابة القلوب القاسية"
نبث بها من بين اسنانه بحقد طغى على كيانه، وكم تمنى وقتها ان يتركها تنحرق بتلك النيران علها تشفي غليله منها ولو بقليل

ولكن من دون ارادته وجد اقدامه تأخذه اليها بخطوات شبه واسعة وهو يقوم بنزع سترته السوداء عنه، و فور وصوله لها بدأ بمحاولة اخماد النيران بسترته بعقدة حاجبيه التي ظهرت على وجهه بانزعاج لعدم تركه لها فترة اكبر كي تتأذى ،
لا يعلم ما دفعه للقدوم ومساعدتها قبل ان تلمسها النيران حتى على عكس مخططاته
هل هو ضميره الانساني؟.... ربما

اعتدل بوقفته ما ان اخمد النيران تماما ينظر لكايا التي اصبحت تخفي وجهه بذراعيها مستمرة بالبكاء بوجه خال من التعبير، و مجددا دون تفكير و بتلفائية منه هو وضع سترته على كتفيها مبقيا كف يده محاوطا كتفها  ليبدأ بالسير حاثا اياها على السير معه هي الاخرى بهدوء ، ليبتعدوا عن تلك الادخنة التي تتصاعد اليهم اثار اخماد الحريق

وقف و جعلها مقابلة له ليجدها مازالت واضعة يدها على وجهها المنتكس للاسفل وهي تبكي بصمت، وضع يده بجيب بنطاله معتدلا بوقفته وهو يذفر بضيق مشيحا بوجهه عنها، لكن سرعان ما اعده اليها سائلا اياها بهدوء تخلله الفضول بوجه الجامد

"هل انتي بخير؟ "

رفعت رأسها اليه ببطئ بوجهها شديد الاحمرار كعينها المليئة بالدموع بسبب بكائها بينما دموعها قد اغرقت وجهها و مازال يوجد البعض منهم عالق برموشها، ترمش عدة مرات ببطئ ونظراتها مازالت مليئة بالخوف

ولوهلة رقت ملامحه... هل هو شفق عليها الان؟
سارع بطرد تلك الفكرة من رأسه...
هي لا تستحق..
هي لا تستحق الشفقة ابدا انها فقط ماكرة كالثعلب

و فور ان تأتيها الفرصة ستظهر  على حقيقتها...

جفل و خرج من عمق افكاره عندما باغدته كايا بعناق محاوطة ذراعيها حول خسره واسندت وجنتها على صدره مكملة بكائها بانتحاب

فلولا وجوده بتلك اللحظة لما كانت تعرف ما قد يحدث لها... هكذا فكرت

هو لم يتفاجئ كثيرا ولم يبدي ردة فعل عنيفة كما فعل سابقا عندما قامت بلمس ذراعه بالخطأ وقت تعركلها، بل بالعكس.. هو  قام برفع ذراعه محاوطا اياه حول كتفها والاخر على ظهرها مبادلا اياها العناق بكل هدوء

THE RED SCARF↭|| K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن