الجزء العاشر

505 14 1
                                    

**العشق هو كلمة تربط بين روحين و هو الحرب الوحيدة التي إما يكسبها إثنان او يخسراها سويا **

تجلس كاليستا وحيدة على الشاطئ و شعرها يتطاير بفعل الرياح، ها هو إسبوع قد مر و لا يوجد أي إشارة لسفن لايث، تنهدت بيأس من تلك الأفكار و هي تكتب إسم جاسبر على الرمال،
أعارتها ميلاني بعض الملابس و الفساتين ذات القماش الخش بعكس بشرتها الناعمة.
أغمضت عيناها و هي تستمع لصوت الأمواج فهذا الجو شبيه ببريل، وطنها الذي نشأت به و أيضا تم إختطافها منه،
خطفها الذي كان بداية عذابها و رؤية معذبها جاسبر فكم تود أن تشعر بالمقت إتجاهه و لكن تفشل في كل مرة فالأمر خارج عن إرادتها فهي تشتاقه بشدة.
قطع شرودها صوتا رجوليا قائلا: مرحبا.
فتحت عيناها و إلتفتت لتري شاب قروي ذو بشرة برونزية بفعل أشعة الشمس و شعر أسود داكن طويل يعقده من الخلف في مثل عمرها تقريبا يقف يتطلع إليها، فتابع الشاب قائلا: أنتي كاليستا؟
فقالت كاليستا بخفوت: نعم إنها أنا.
إبتسم الشاب ببلاهه و تحرك ليجلس بجانبها محتفظا بمسافة بينهما، ثم قال بنفس الإبتسامة: أنا إسمي كاي و مهمتي هي أن أراقبك.
نظرت إليه كاليستا بتفحص و هي تقول متعجبة: لماذا؟
فقال ببساطة: أنتي غريبة، و ميلاني تعتقد أنكي ستكوني بأمان أكثر مع مرشد مثلي.
أدارت كالستا عيناها بملل ثم قالت بإنفعال: إذا فأنت ستتبعني حيث أتحرك.
فقال بهدوء: هذا ما تريده ميلاني.
نهضت كاليستا و أخذت تنظف ملابسها من الرمال فنهض كاي مزامنة معها لزفر بضيق ثم تحركت بإتجاه الغابة و هي تشعر بكاي وراءها خطوة بخطوة فإستدارت لتخبره بأن يبتعد و لكنها لمحت شيئا في البحر فإتسعت عيناها و رمشت بعيناها عدة مرات لتتأكد من أن ما تراه حقيقة.

بقعة صغيرة في الأفق جعلت قلبها يخفق بشدة فقالت بلهفة : كاي، هل تري هذا؟
قالت جملتها و هي تتحرك عائدة إلى الشاطئ حتي أصبحت الأمواج تصطدم بقدمها،
فصرخت قائلة: لقد أتي من أجلي، لقد أتي من أجلى.
إندفع كاي بإتجاها حتي و قف بجوارها و نظر حيث تري هي ليقول بعدها: لا أري أي شئ.
فإلتفتت إليه كاليستا قائلة بقوة: ماذا تعني بذلك، فأنا أري....
صمتت كاليستا و هي تدرك أن عيناها قد أخطأتاها فعندما نظرت مرة أخري لم تجد أثر لأي شئ فقط مياه ممتدة إلى ما لانهاية.
فقالت بخفوت يائس: أنا إعتقدت....
توقفت الكلمات و ماتت على لسانها و شعر قلبها بالضياع، رمشت بعيناها عدة مرات لتقاوم دموع اليائس التي تقاتل للسقوط و إلتفتت لتخرج من المياه و هي تقول بتحشرج من الدموع: لابد أنه كان طائر أو شئ من هذا القبيل.

إلتزمت كاليستا خيمتها لباقي اليوم، فقد بدأت تكره هذه الجزيرة و هؤلاء الناس الذين يعيشون عليها حتي الطعام لا تستطيع تحمل مذاقه فينتهي بها الأمر و هي تنام معظم اليوم.
تركها كاي أخيرا بمفردها مع أفكارها في كلما تفكر بجاسبر تشعر بوخز في قلبها و تتساءل إذا كان قد فقد الأمل في إيجادها لينتفض قلبها صارخا لا، لا هو لن يستسلم أبدا و سيجدني.
سمعت فجأة صوت شخصا ما يدخل لخيمتها فإلتفتت و هي مستلقية على الفراش لتجد ميلاني واقفة تتطلع إليها ثم سألتها بهدوء: هل أنتي مريضة كاليستا.
فقالت بخفوت: لا أعرف، أنا فقط أحتاج الراحة.
فقالت ميلاني بعدم إقتناع: كيف لستي مريضة فأنت في خيمتك أكثر من نصف اليوم.
أتبعت جملتها و هي تهتف قائلة: كاي.
أتي كاي على الفور لتأمره قائلة: إذهب و أحضر الطبيبة.
غادر على الفور لتجلس ميلاني على كرسي فخم مقابل الفراش ثم قالت بغموض: أنا أستطيع أنا أساعدكي في التخلص من حالة الإكتئاب التي تتلبسك سيدة كاليستا.
ثم تابعت بوقاحة و هي تتكأ بيديها على قدميها: يمكنني أن أرسل أحد القرويين الليلة لتسليتك.
إتسعت عينا كاليستا بدهشة من وقاحتها لتقول بغضب و إشمئزاز: إنتبهي لحديثك، أعتقد أنكي أخطأتي التفكير فأنا متزوجة.
فقالت ميلاني ببساطة و هي تحرك كتفها: لذا فإن المتزوجين في جزر كوريد ليس لديهم قواعد تقيدهم.
فقالت كاليستا و غضبها يتفاقم بداخلها: إذا فهذا ليس زواج ميلاني.
فوقفت ميلاني قائلة بقسوة: هل تعتقدي حقا أن ملكك سوف يجدك كاليستا؟ لربما من الأفضل أن تتأقلمي مع حياتك على الجزيرة.
صدمت كلماتها كاليستا لتقفز من الفراش قائلة بإنفعال غاضب: لربما من الأفضل أن تهتمي بشؤنك فقط فأنتي قد نسيتي مع من تتحدثين.
فقالت ميلاني بقسوة و تهديد خفي: أنتي ليس لديكي سلطة هنا كاليستا و سيكون من الحكمة أن تنتبهي لطريقة حديثك معي.
قالت ذلك ثم غادرت تاركة كاليستا غاضبة بشدة.

لم يمر وقت طويل حتي وجدت كاليستا إمرأة صغيرة تظهر أمامها قئلة بهدوء: مرحبا أنا تاليولا.
قالت كاليستا بغضب: أنا لا أحتاج طبيب فأنا بخير.
فإبتسمت تاليولا و قالت متجاهلة غضب كاليستا: كاي أخبرني بأعراضك سيدة كاليستا.
ثم تابعت بنفس الإبتسامة و عيناها تتفحص كاليستا: أنت بالفعل لستي بحاجة طبيب.
نظرت إليها كاليستا بعدم فهم فتابعت قائلة: فأنتي حامل.
صدمه هذا هو ما شعرت به في هذه اللحظة فإقتربت منها تاليولا لتمسك بيدها و هي تقول: متي كانت عادتك الشهرية.
صمتت كاليستا و لم تجب و هي مازلت مصدومة لتقول بعد فترة: هل أنت متأكدة ربما تكوني مخطئة.
شحب و جهها و هي تدرك أنها ليست مخطئه فالبفعل قد تأخر موعد عادتها الشهرية لأكثر من إسبوعين، سحبت كاليستا يدها من يد الطبيبة و هي تقول بخفوت: رجاءا إتركيني بمفردي أحتاج إلى التفكير.
غادرت تاليولا و ظلت كاليستا بمفردها، لا تستطيع تصديق ذلك، حامل أهي الآن تحمل طفل جاسبر ، مشاعرها مشوشة فما يحدث معها جعلها لا تعلم أهي سعيدة بهذا الحمل أم لا، أصابها الصداع من كثرة التفكير و كل ما تريده الآن أن تصرخ بشدة و لكن للغريب سمعت الصراخ بالخارج فخرجت من الخيمة لتعلم ما يحدث فلم تجد كاي بمكانه و بدا و كأن العالم قد عمته الفوضي فالناس تجري و الأطفال تصرخ، تحركت بين الحشود متوجهه لخيمة ميلاني و أثناء سيرها إصطدمت بها إمرأة فسقطت أرضا فنهضت بصعوبة من الألم و هي لا تعلم لما يتصرف الناس هكذا، وصلت لخيمة ميلاني و لكن لم تجدها فتوجهت لوسط القرية و عندها رأت الجنود الذين يحملون علم لايث و هو يهجمون على الجزيرة.
يتبع...
أتمني يعجبكم البارت و طريقة السرد و إن شاء الله البارت الجاي هيبقي النهاية و نبدأ مع بعض قصة جديدة هنقول عليها البارت الجاي و شكرا

خطف كاليستاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن