وفي صباح ذلك اليوم استيقظت بعد ليلة مليئه بالكوابيس على صوت الشرطي وهو يقول لي:انهظ سوف نذهب بك الى الطبيب ايمسون .قامو بتقيد يدي وقدمي ووضعوني على الكرسي المتحرك وخرجنا من الزنزانه ومررنا بجوار تلك الزنزانات ،انهم مازالو يكررون مايقولونه عندما يروني امر بجوار زنزانتهم، وقبل ان نصل الى غرفة الطبيب ايمسون قال لي الشرطي:أجب على اسئلته ولا تكون عنيداً فنحن مللنا من اخذك الى غرفة الصعق في كل مرة تذهب بها الى الطبيب،وان لم تجب فسوف نصعقك حتى تموت ايها الاحمق.ولكمني في راسي كنت عاجز عن فعل اي شيء بذلك الشرطي ، وصلنا الى غرفة الطبيب ايمسون ثم فتحت البوابه وادخلت الى الغرفه،قال لي:مرحبا،ارجو منك الاجابه على كل الاسئله،حسناً.نظرت اليه وقلت لنفسي :هل اجيبه عن ماقاله لي ام سيربط لساني واصبح عاجزاً الحديث ،ثم قال:هل نبدأ؟.ثم ذهب وجلس على كرسي امامي وقال:ماأسمك؟.قلت ديفيد ألبرت.قال:كم عمرك الآن ياديفد.صمت لفتره ثم نظرت الى يدي وقلت :خمسون عاماً.قال:حسناً، كيف كانت طفولتك ياديفد؟هل لك ان تجيب هل كنت تعيش مع والديك ام كنت مشرداً،ولما انت هنا في سجون فلوريدا؟.صدمت من سؤاله هذا لقد كان مختلفاً عن الاسئلة السابقه بقيت انظر لوجه لمده عشره دقائق ثم لوح لي بيده وقال:الى اين ذهبت.قلت:طفوله من؟.قال:طفولتك انت ياديفد.لم اتحدث وبقيت انظر الى يداي ،في الحقيقه انا لم اكون طفلا ابداً فعندما فتحت عيناي على هذه الحياه وانا رجلا عجوز كما انا عليه الآن،ثم قلت للطبيب :انا لا اذكر شيء.ولكنني كذبت بشأن انني لا اعرف شيء عن طفولتي فهي تمر امام عيناي الآن وكانها كانت ليله الامس ، انها كابوس مرعب ولا استطيع الابتعاد عنه او الاستياظ ابداً،قال الطبيب:قلي شيء بسيطاً من كان صديقك الوفي في طفولتك؟،ديفد!!.قلت:ليس لدي اصدقاء ،انا لا اعرف معنى الصداقه ولا يمتلك قلبي اي مشاعر سوا الخوف والالم القلق الدائم من كل شيء،لاذكريات سوا الالم ولا طفولة بدون قسوه وتعذيب،انها لم تكون طفولة بالنسبه لي بكل كانت مجرد محطه توقفت عندها الازمنه وانتهت بداخلها الامال وضل حلمي معلقاً بها،لم اشعر بالفرح يوم عندما مررت بها حطم كل شيء املكه فقدت حياتي بداخل تلك المحطه بقيت جزء مظلماً من ذاكرتي وضننتها انها قد محيت للابد،ولكن قبلها كانت ايام حياتي ربيعاً عندما كان والدي على قيد الحياه ولكن سارعان ما أتت الايام المضلمه دون ان ادرك شيء ممايحدث حولي،مازلت اذكر ذلك اليوم جيداً.
