الفصل الثانى

50 9 0
                                    

ومن ثم ظهر نور مجددًا......

في البداية حاولت آن أن تقترب منه؛ فـ قبل كل شيء هي أحبت نور بصدق، أحبته بشكلٍ لم تفعله مع أحدٍ قبله؛ ولكن كان هناك حاجز خفي قد بُني بالفعل بسبب غياب نور المفاجئ، كما أن نور كان متخبطًا قليلًا، ولم يقم بأي فعل يجعل آن تتمسك به، لقد أحست آن بأنها تتمسك بفراغ؛ لذا قررت أن تتركه يذهب مرة وللأبد....

وكأن نور كان منتظر غياب آن المفاجئ ليستيقظ من ثُباته.

اقترب نور من آن مجددًا، وحاول باستماته أن يكسب ثقة آن، ويشعرها بالآمان من جديد، بدأ نور يصعد السُلم من أوله خطوة خطوة، ويهدم الحاجز طوبه طوبه؛ ولكن نور كان مرهق كثيرًا في هذه الفترة؛ لذا كان يتعب بسرعة؛ فـ يقابل الثعبان ويصبح في أول السلم من جديد، ويجد أن الطوب الذي أزاله من الحاجز، وُضع أضعافه، وزاد طول الحاجز كثيرًا.

بالتأكيد هذا ليس خطأ نور؛ ولكن آن كانت محطمة بعد أن مرت بالكثير من التجارب الصعبة، وبعد أن وثقت في الكثيرين، وجميعهم خان ثقتها، كما أن ضي كان قد اختفى من حياة آن للأبد، وتفكيرها في أنه ربما يرحل نور مجددًا كما فعل سابقًا، جعل آن تقفل على نفسها أكثر، حواجز كثيرة قامت آن ببنائها حولها، بسبب خوفها من الشعور بالآمان، ثم الوحدة فيما بعد....

ومن ثم شحن نور طاقته، وأصر على هدم الحاجز مرة وللأبد مهما حدث، وبالفعل نجح نور في هدم نصف السور بسرعة غريبة؛ ولكن قبل أن يتمكن من هدم النصف الأخر تدخلت وردة....

وفي هذه الأثناء، رأت وردة عصفور وأعجبت به، وهذه كانت نقطة تحول هامة في حياة الجميع، وردة تعلقت بالعصفور أكثر من أي شخص آخر في حياتها، في البداية ظنت أنه يمكنه أن ينشئ عش لهما، يعيش هو به، وتنبت هي بداخله، وحدها آن من رأت حقيقة العصفور؛ فـ هو لم يكن سوى غراب، غراب لن يجلب سوى الخراب والظلمة؛ ولكن وردة كانت متسرعة وعنيدة كالعادة، رفضت أن تستمع لأي شخص، وأولهم آن، والغراب كان طارةً في اليد، والكثير من الأوقات طائر في الهواء.

أهم شخصين في حياة الوردة في هذه الفترة كانا :- نور والعصفور، هذا ما كانت تجيب به في كل مرةٍ يسألها أحدهم، غير عابئةٍ بوجودِ آن؛ ولكن الحق يُقال كلما كان يطير العصفور كانت تلجأ لـ آن.... فقط آن، وكانت آن تقوم بتهدئتها وتطمئنها، إلى أن حدث ما قُدر، وما خافت منه آن، الغراب هجر العش للأبد.

دخلت الوردة في حالة اكتئاب شديدة وفريدة من نوعها في هذه الفترة، ورفضت حينها أن تُطلع آن أو حتى نور عليها، خاضت هذه التجربة الفريدة من نوعها وحيدة تمامًا؛ حيث انزوت في مكانٍ خفي في حديقة القصر، مما صعب مهمة البحث عنها، أو ربما لم يكن لدى آن ونور طاقة كافية ليبذلا جهد أكبر في إيجادها.

وفي هذه الفترة :- فترة اختفاء وردة، تقارب كلًا من آن ونور أكثر وأكثر، واستطاع نور أن يهدم جزء كبير من الحاجز.

خسارة موهبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن