لا.. النهاية لن تأتي باكرًا هكذا....، ما يزال هناك بقية.
استمرت آن في المقاومة والاستعانة بالسحر لإخفاء الندبة التي خلفها السُم، وحاولت أن تكمل حياتها بشكلٍ روتيني، وهي تراقب نور ووردة، وهما يكملان حياتهما، تعثر كلًا منهما كثيرًا، وكانت آن دائمًا موجودة لمساعدة كلاهما.
وتمر الأيام والشهور، ويضطرب نور، لقد انتكس بفعل السُم؛ فـ حاوطته آن بكثيرٍ من الدفء والحنان، وطفقت تعالجه بالسحر مجددًا، وظلت تحاول معه، وهو تارةً بخير، وتارةً فجأة وبلا مقدمات ينتكس من جديد، اتضح أن نور كان أضعف بكثير من تحمل مثل هذا السُم، وأنه شُفي منه بشكلٍ جسدي فقط، أما نفسيًا؛ فـ هو سيستغرق وقتًا طويلًا للغاية.
وهنا بدأت آن تلوم نفسها من جديد؛ فـ هي لطالما كانت درعًا حاميًا لنور الصغير؛ ولكن هذه المرة هي سبب من أسباب أصابته بالسُم؛ فـ لو كانت انتبهت إلى وجود خلل في موهبتها، لم يكن ليحدث كل هذا، لو كانت انتبهت إلى حديث وردة، وأخذته على محمل الجد، كانت لتتصرف باكرًا؛ فـ تتمكن كعادتها من حماية نور، ونفسها معه؛ ولكن هذا لم يحدث....
ولهذا لم تيأس آن أبدًا، وظلت تحاول وتحاول، حتى نجحت أخيرًا في علاج نور، وربما هذا قد أزاح حملًا ما من على صدرها؛ ولكن هل نست آن وردتها في خضم كل هذا الأمر، بالطبع لا؛ ولكن....
وردة كانت تظهر وتختفي طيلة هذه الفترة؛ لذا لم تنتبه آن إلى أنها بدأت تذبل، اهتمامها بنور جعلها لا ترى سواه؛ فـ تأنيب الضمير لا يوجد أصعب منه؛ لذا وللأسف أثناء إصلاحها خطأ، قامت بخطأ أخر له نفس الخطورة.
الآن وقد شُفي نور، قد حان دور الوردة، ظلت آن مشغولة بالوردة لفترة طويلة، شُغلت بها إلى درجة أنها نسيت ندبتها تمامًا، أو تناستها، كان كل شغلها الشاغل هو إحياء هذه الوردة؛ فـ هي لن تسمح لها أبدًا أن تموت، لن يحدث هذا ولو حتى في الأحلام.
جُن جنون آن حالما فكرت في أن وردتها يُمكن أن تموت؛ فـ هي لن تحتمل هذا الأمر أبدًا، وفي لحظة نسيت كل ندباتها التي تسبب بها شوك الوردة، وتذكرت كل ذكرياتهم السعيدة معًا وفقط؛ بل وطلبت مساعدة نور كذلك، وأصبح لديها هوس بالوردة بشكلٍ غير طبيعي.
استعانت بكل السحر، بكل طاقتها، وبكل ما يسمح لها بشفائها، وإعادة إحيائها؛ ولكن لا فائدة؛ فـ لا سبيل لإنقاذ كائنٍ من الموت إلا بمساعدته هو لنفسه أولًا، إذا كان هذا الكائن لا يرغب في الحياة بعد الآن؛ فـ سيستحيل إغاثته، عليه أن يقبل بمساعدة نفسه؛ كي تتمكن أنت من مساعدته.
وعندما توصلت آن إلى هذا الاستنتاج، بدأت تعمل عليه بجدية، أصبحت تحاول مع وردة لتعيدها إلى حُب الحياة، بدلًا من محاولة إحيائها.
كانت تنجح مرات، وتفشل في أخرى كذلك؛ فـ من الواضح أن آن قد وصلت في الوقت الضائع، لقد تأخرت كثيرًا، السحر الأسود تمكن منها بالكامل، وطاقتها أُنهكت؛ ولكنها قررت ألا تستلم؛ فـ إن استسلمت هذه المرة، لن يكون هناك مرة قادمة؛ فـ لا يوجد ما بعد الموت.
ولكن بما أن طاقتها شارفت على الانتهاء، قررت أن تحاول ملء طاقتها من البداية، وبطريقة سريعة أيضًا؛ فـ الوقت لم يعد في صالحها، عليها أن تسرع.
وبالفعل قامت بملء طاقتها بأسرع ما أمكنها، ثم توجهت إلى الوردة، وجدت عدة سموم تحاوطها؛ ولكن كان أغلبها مقطوع، استغربت آن، وتوجهت من فورها إلى وردة لتسألها عما حدث بعدما أصابها الخوف من أن يكون حدث لها شيء ما.
ولكن وردة قامت بطمأنة آن؛ فـ لقد أفاقت وردة لنفسها، لقد قررت أن تعود للقتال حتى أخر أنفاسها؛ لذا كان أول ما فعلته أن قامت بقطع السموم التي كانت تحاوطها، سموم كانت متنكرة في شكل سماد، كانت تستنفذ من طاقتها جزءًا كبيرًا في كل دقيقة وكل ثانية.
وظل كلاهما يحاول ويحاول حتى تتحسن الوردة، بمساعدة الوردة نفسها ونور بالطبع، وأخيرًا بدأت الوردة تزهر من جديد.
أنت تقرأ
خسارة موهبة
Fantasíaلقد عاشت كفتاة موهوبة؛ لذا عندما تخسر موهبتها ستتحول إلى فتاة ساذجة بدرجة كبيرة، والسذاجة.. لا مكان لها في هذا الزمان....