في أحد الأيام زارت الجدة مارينا وحفيدها لوكاس ذو الأحد عشر عاماً جارتهم الجديدة، ذهبوا إلى منزلها ورحبت بهم، بينما ينظرون بانبهار لجمالها الخلاب بشعرها الرمادي وعينيها الكهرمانية.
كانت فتاة في ٢٤ من عمرها، بطول متوسط وقوام ممشوق، وجه بشوش وأخلاق حميدة، مثالية حد أنهم لم يجدوا عيباً بها، رغم أنها لم تمضي أسبوعاً في حيّهم، لكن كان هذا انطباعهم عنها.
قامت الفتاة الحسناء بواجبات الضيافة تجاه الجدة وحفيدها، وبينما كانت تتبادل أطراف الحديث مع الجدة في صالة المعيشة، تسلل لوكاس الصغير وخرج من صالة المعيشة والفضول يشع من عينيه، ثم بدأ يتجول في المنزل بهدوء.
كان منزلاً ذو طابع ريفي بسيط، لطيف ودافئ، طغى اللونين البني والسكري عليه، مشكلاً منظراً طبيعياً يشبه الأكواخ التي تقبع في عمق الغابات.
وبينما يتمشى لوكاس هنا وهناك سقط فجأة بسبب ارتفاع طفيف في الارضية الخشبية، فرفعه بفضول طفل، ليجد سلماً اسفله.
أخذته الحماسة ونزل الى القبو المخفي، وأخذ يتجول وينظر إلى تلك الأشياء الغريبة، مواد لامعة، وأخرى قاتمة، بعضها تطفو، وبعضها تتحرك راقصة.
كان ينظر إليها بعينين لامعتين، يشعان بانبهار طفولي، فامسك بعلبتين زجاجيتن، إحداهما مملوءة بسائل لامع كالسماء المرصعة بالنجوم، والآخر بلون احمر قاتم كالدم.
خرج من القبو ووقف بحماس امام جدته وهو يلوح بالزجاجتين ويقول: جدتي أنظري انظري، انهما بديعان! ما هما يا ترى؟
وحدق فيهما وهو يفكر ويمد شفتيه، بينما هناك عينان تراقبه بصدمة، وخوف مطلق.
ملامح الفتاة الحسناء كادت تسقط من شدة خوفها، ارتجفت يديها وشحب وجهها بينما تراقب الجدة وهي تدنو من حفيدها وتقول متسائلة بينما تعدل نظارتها وتضيق عينيها: ما هذا يا لوكاس؟ من أين أتيت بهما؟
وقفت الحسناء واخذت الزجاجتين من يدين لوكاس بسرعة وتوتر ووضعتها في جيب مريلتها البنية، ثم وضحت بتوتر: إنها أدوية أعمل عليها، فعملي كصيدلانية يحتم علي ذلك.
قال لوكاس مستغرباَ: إذا كل ما في ذلك القبو كانت ادوية؟
فزعت الحسناء لكن استعادت رباطة جأشها بسرعة وقالت مبتسمة بلطف: اجل يا صغيري، فأنا اعشق عملي وأحب اكتشاف أدوية جديدة.
حدقت الجدة في الحسناء لثوانٍ معدودة، ثم تنهدت وقالت للوكاس بصرامة: اعتذر منها يا لوكاس، لأنك تصرفت بطريقة غير لائقة.
أنت تقرأ
الساحرة
Nouvelles"أستمضي حياتها في التواري والاختباء؟!" "حياتهم أدنى من العبيد والبهائم.." "لنهرب ونختبئ حتى نموت معاً" -بدأت: ١٤٤٥/٤/١٠هـ | ٢٠٢٣/١٠/٢٥م -انتهت: