لا تستطيع المرأة أن تكون حرة و هي غير مستقلة مادياً، مالها الخاص هو الذي يحررها.
فطَـالـما لا تمتلك مالها الخاص فهي عاجزة تماما عن الحرية، طالما أبسط نفقاتها مرتبطة بشخص غير شخصها فهي لا تستطيع التحرر بالمعنى الفعلي.
و تظل الحرية بالنسبة إليها سراباً بعيداً أو ذلك المنشود المرغوب في السر في أعماق نفسها و المنبوذ في العلن أمام الذكوريين و الذكوريات في مجتمعها ، مالها الخاص هو الذي يحرك فيها رغبة الحياة.
هو الذي يدفعها للمضي قدما و شق زحمة الأحياء رغم الخوف و الإرتباك و العوائق كلها،
هو الذي يمكنها من شراء ما ترغَب فيه حقاً، سواء هدايا لأقاربها أو بعض الحقائب لها.لذلك فإن خطوتها الأولى نحو حريتها، هي العمل و مهما كان هذا العمل بسيطا يظل أفضل من أن تقبع في البيت تطلب مالا كي تخرج، كي تأكل، كي تلبس، كي تمارس أنشطتها الطبيعية التي تشعرها بالحياة.
العمل يفك بالتدرج قيودها، وَ رويداً رويداً تستطيع بعدها أن تكون من تريد، و تستطيع أن تحلق عالياً بجناحيها بَعد أن رُمِـموا مـجدداً.