ثَريا منوتشهري.
شعاع شمسي يَجُر شعاعاً ٱخر ،يدعوه للتمرد في السماء الحالكه . وبعد أن تمرد عدد لا بأس به، بدأ الديك يصيح ليعلن يوم جديد.
استيقظتُ لأبدأ بعجن بعض الخبز لعائلتي ، وفي وسط رفرفات العصافير سَمعتُ صوت أبنتى الصغيرة .
"أماه"
ومدت يدها لي لألتقطها من الأرض وأحملها على ذراعي وأخذت أمسد على شعرها . ومن ثم وضعتها مجدداً على الأرض لأكمل العجن .وعندما بدأت الشمس تجعل الجو أشد حرارة ، كنت قد أنهيت العجن ووضعت الأرغفة في الفرن ،وانتظرت حتى تحول العجين لخبزٌ شهي ، وبدأت أخرجه واحداً تِلو الٱخر وأحرقت يدي ولكن لا بأس حقاً معى ، طالما ستأكل عائلتي وتشبع .
وأدليت كم جلبابى على يدي لكي لا يظهر شىء ما.
"صباح الخير "
وضعت الخبز والجبن أمامهم وقبلت رأس أطفالي الأربعة .
•••
وأخذت الأيام تمر بهدوء شديد إلي أن بدأ ذلك الصفو يتعكر تدريجياً .
" ألن تتنازلي عن نفقات الطلاق؟ "
كان ذلك صوت زوجي ، الذي بدأ يفتح ذلك الموضوع مراراً و تكراراً .كان دائماً هكذا متغاضى عن ما يؤذيني ، أهو لا يعلم أن ذلك يجرحني بشدة؟ ولكن لا بأس حقاً معى فقط أتمنى أن أحصل على نفقات الطلاق لكي أستطيع أن أطعم أولادي.
"ألم يسبق وأخبرتك رأيي ؟ "
أخبرته بذلك ومن ثم رحلت .
•••
كنت أنظر للشمس عند الغروب ولا أعلم لما أنتابنى شعورٍ سىء حينئذ، شعرت أن تلك علامة لنهايتي وأنها قريبةٌ جداً منى.ولأول مرة كرهت النظر للغروب فقط رأيت القبح متجمع به ، كانت الشمس حمراء بشدة كالدمِ والغربان تحلق وترفرف بريشها الأسود.
واكتمل ذلك المشهد المرعب بهرولة خالتي زُهرة وهي تجري على ، وعيونها كانت خائفة وعند أقترابها أكثر وجدت بعض قطرات العرق على جبينها .
"سيرجمونكِ يا ثريا ، سيرجمونكِ بالغد "
أخذت تنوح خالتي وجلست على الأرض وبدأت تلطم ،وتضع التراب على شعرها بعد أن تزحزت طرحتها قليلاً .
أما أنا فأصابني الشجى بعد سماعي لتلك الكلمات القليلة ولم أعي حقاً ماذا تعني؟ هل سأموت حقاً ؟ وماذا عن أطفالي ؟"ماذا؟"
صمتت خالتي قليلاً ، وتوقفت بشكل جزئي عن البكاء ،وتحدثت بصوت متشحرج وعيون مترقرقه بالدموع.
" أنتِ مُتهمه بالزنا ، وسيرجمونك بالفعل غدا،ولا يوجد سبيل للهروب، أنا أعلم أنك لستِ هكذا."
أخبرتني الأمر بإيجاز .
"هل ذلك الكلام ينطبق علي؟ هل أنا حقاً بهذا السوء ؟ خالتي وماذا عن زوجي؟ هل سيحميني؟ أنه أكثر من يعلم أنني لست كذلك ،أنا واثقة أنه سيحميني بالطبع . أليس كذلك؟ "
بدأت قهقهات السخرية ترتسم على ملامح خالتي زُهرة.
"ألم تسألي نفسك من الذي أشاع ذلك الكلام الكاذب عليكِ؟ ألم يعتريك الفضول ابداً هكذا ؟ أنه زوجك القذر. فعل كل ذلك لكي لا يتحمل نفقات الطلاق "
أهذا حقيقي حقاً ؟ أهو الذي فعل ذلك ؟ هل سأموت لذنبٍ لم أقترفه ؟
أخذ الليل يمر ببطءٍ هو وظلامه وإما نفسي فقط ترجعت من البؤس والحزن حد النخاع ، ولأول مرة تمنيت أن لا يأتي الصباح علي خوفاً مما سيحدث .
•••
أخذ الصباح يمر ويمر ولم أرى وقتها زوجي خلال تلك الفترة ، وإما قبل الغروب بمدة قصيرة بدأ الباب يطرق وبشدة ، وبينما أنا أهرع لفتحه (خُرَّت) على الأرض .
"أمي أأنتِ بخير ؟ "
سأل أبني الصغير واومئت له ، ونهضت من الأرض وذهبت بأيدٍ مرتعشة لأفتح الباب
"تعالي أيتها العاهرة . هل ظننتي حقاً أنكِ ستفلتين من العقاب ؟ "
كان ذلك زوجي وأخذ يشدني من ذراعي إلي ساحة كبيرة في منتصف القرية ،وإما إطفالي فأخذوا يمشوا ورائُه.
وبينما أنا أجر لموتي وجدت خالتي زُهرة ونظرت لها للمرة الأخيرة .
"أخبري أطفالي بالحق "
"سأخبرهم وسأخبر العالم أجمع "
وكان ذلك آخر حديث ٱجريته في حياتي . ومن ثم نزعوا عني جلبابي الأسود لأبقى بفستاني الأبيض كنوع من أنواع الأهانة .
ومن ثم أوثقوا يداي ووضعوني في حفرة كانت حُفرت سابقاً ، وغطوا جزئي السفلي بالتراب ليضمنوا أنني لن أهرب .
وتجمع كل أهل القرية ليشاهدوا ما سيحدث كان بعضهم شامتاً والأخر يظهر شفقته والبعض خائف وٱخرون متحمسون وأثنين ٱخرين بدا الحزن على ملامحهم .
ولم يبدأوا في رجمي إلا أن بدأ زوجي وبذلك أعطاهم الإشارة ومن ثم جميعهم أمسكوا الحجارة وألقوها علي وعلى جسدي الضعيف .
بعض تلك الحجارة جعلتني أنزف وجزء ٱخر ضربّني ولكن لم يجعلني أنزف .
وجاء البعض في عيني وٱخر في أنفي مع سيل من الشتائم المصاحب للموقف .
-عاهرة
-لعنة الله عليكِ
-هذا جزائكولكن كان يوجد ٱخرون ،أخذوا يكبروا ويكبروا . لقد ظنوا أن الشريعة تتطبق بعدل .
ودام ذلك قرابة ساعتين إلي أن تلون فستاني بدمى. ورأسي بدأت تؤلمني ، والرؤية تشوشرت وحتى أنفاسي تاهت عني وصعب علي ألتقاطها ، وأما سمعي فثقل
ولكن مع وضعي السىء ذلك لم يغيب عن ناظري مشهد ولدي الاثنين وهما يلتقطان حجرتين ليرجماني بهما . لم أستطع التحمل وصرخت من شدة قهري.
وإما رؤيتي فغابت وأصبحت أرى الظلام الدامس ...
-- أضيئوا تلك النجمة ⭐💙🐥