متعتنا في الحياة يجب أن نتمسك بها .. اللهفة في رؤية الاشياء الجديدة .. الفضول للمسها و التلاعب بها .. الحبكة الدرامية التي نصنعها مع الاصدقاء .. كل ذلك يجعلنا نحيا .. يجعلنا نشعر بالسعادة !صرخ بصوت عالي بكل ذرة أمل داخله ، و تعالت ضحكاته المشاكسة دون إهتمام لكل المشاكل التي ستأتي من خلف ذلك !.. قدميه علي حافة الاسلاك الطويلة الضخمة المثبتة بالجسر .. حركة واحدة فاصلة بين سقوطه بالمياة او سقوطه من ذلك الارتفاع الشاهق .. صرخات الناس به لم تُحرك و لو شعرة خوف داخله .. كان تفكيره منعزل بتلك اللحظة .. لم يهتم بكونه سيسقط او قد يموت بسبب أفعاله .. كل ما وجده الافضل لنسيان ألمه هو الصعود و السير علي الاسلاك الضخمة المترصدة بالبرج حتى وقف علي أعلي نقطة بها يصرخ بأعلي صوته و كأنه بتلك الافعال الانتحارية سيعيد حياته السابقة لما كانت عليه قبلاً !
" ديفيـــد .. أخي أنا أحبـــك ."
صرخ بجملته بالهواء ثم تعالت ضحكاته بينما ينظر للمياة ليتعالي صراخ الناس بالاسفل مطالبين منه النزول ..
شهق بخوف واضعاً يداه علي فمه في حين وقف الاخر بجانبه ببرود بين الجميع يحدق بالفتي المتهور ليتنهد تنهيدة عميقة ثم سار نحو الاسلاك ليصعد عليها هو الاخر فصرخ الفتي بجانبه بينما يلحق به :
" ماذا تفعل ؟! "
" أحاول إنقاذ ذلك الغبي .. إبقى مكانك ".
قال فأومأ الفتى ذو الشعر الذهبي و العينان الواسعة بعدسات فيروزية ، صعد الشاب الاسمر نحو آلين و ما ان وصل له حتي تكلم بغيظ :
" تعال هنا يا أحمق ، سوف تُسقط نفسك .! "
نظر له آلين بانزعاج لكنه ابتسم بخبث و أغاظه :
" ان أمسكت بي سأنفذ لك كل مطالبك يا صاح ."
عقد جبينه بغضب و قبل أن يفعل شئ تفاجأ بألين يقفز فوقه و يتشقلب علي الاسلاك ثم يتزحلق بكل براعة و ينزل للأسفل بضحكات تصم الاذان !
تنهيدة أطلقها اغلب المتجمهرين ، فحياته كانت بخطر لكنه لا يبالي !
" أمسِكه بيلي ! "
" هه؟ "بلهاء نطق بها آلين و عيناه تتوجه للشاب الذي ينزلق علي الاسلاك و قبل أن يعمل عقله وجد يدان تقيده بينها و بين جسد الفتى ذو السادسة عشر فحاول التملص منه بينما يصرخ بخوف :
" أتركني يا أحمق ، أتركني أذهب ! "
وقف أمامه الشاب الاسمر بغضب يكتف ذراعيه لصدره فنظر له آلين و قد صمت يحدق بملامحه ثم بدون سابق إنذار تلقى صفعة قوية علي خده جعلت وجهه يلتفت للجهة الاخرى بينما الالم يشتعل بها !!
تركه الفتى يشهق بدهشة ، فنزل الاصغر علي ركبتيه ووجد بتلك اللحظة دموعه تنزلق ، فشهق باكياً .. اعتاد علي صفعات عمه لكن هذه الصفعة كانت أقوي من الخاصة بعمه !
أنت تقرأ
سَنَد 2 "مكتملة" بقلم أسماء الصافي
Action. ✨في يوماً ما قد غاب السند ، فبقيت أنا السد. ✨ . بدأت 27 ديسمبر 2020 . انتهت 27 مارس 2021 بدأت نشر 26 اغسطس 2021 انتهي النشر 21 ديسمبر 2021