Chapter ::9::

2.1K 151 133
                                    

" " مثير للشفقة ! " "

خرج صوتي يخترق سكون الليل قاصداً إخراج جام غضبي فيه .. كنت أعلي الجسر أسفلي ينهمر النهر ، الهواء كان يحرك الماء بقوة ليسير كأمواج ، كان يحرك شعري و قميصي الخفيف أيضاً يثير فيّ البرد و يجعل قشعريرة باردة تسري بعظامي لكني لم أبالي ، كان عقلي مشغولاً بالكثير ، بأفكارٍ مشتعلة!

تنهدت تنهيدة عميقة ثقيلة و أنا أحدق بالمياة أسفل الجسر ، القفزة للأسفل ستهلكني لكن بعدها ماذا سيحدث لي ؟ الموت ؟ أم حياة اخري؟

شردت بأفكاري الإنتحارية حتى تصلب جسدي و إنتفضت بجزع ألتفت نحو صاحب تلك اليد التي حطت علي كتفي بثقل لأجده أمامي ، ياه لم أراه منذ .. منذ فترة لا بأس بها !

" لما الخوف صغيري .. لقد أتيت لإشتياقي لك ."

تكلم بخبث بينما أنامله تتحرك علي خدي بطريقة مثيرة للريبة جعلتني خائف لسبب أجهله لكني فتحت فمي و واجهته بدون مقدمات :

" كنت السبب بموت والداي لكنك لم تقتلهما ، فلماذا تتعامل مع طفلهم بهذه الطريقة ؟! "

_" لأنك طفل و أنا أحب اللعب مع الاطفال ."

أجابني بهدوء و لطافة غير طبيعية و كأن ما قاله رائع او لطيف كشئ مقنع بالنسبة له ! ألا يعلم أن مزاحه ثقيل مثلـ... وااه !!

بالكاد صرخت بصدمة حين شعرت بيداه تدفعني للخلف فجأة لكنه أمسكني من كتفاي سريعاً قبل أن أسقط بالمياة ، هو يريد إخافتي أعلم لكن ذلك سخيف !

" كدت تسقطني يا سخيف ! "

تعالت قهقهاته ممزقة سكون الليل ، كان لا أحد علي الجسر سوي بعض السيارات القليلة جداً التي تعبر لكن لم يكن يوجد مارة بسبب برودة الليل فقد إقتربنا من الشتاء و لك أن تتخيل شتاء أوروبا !

_" مازلت أحمق آلين ، مازال سدك ضعيف فأنت .. "

" أيمكنك أن تخرس و تترك ذراعاي ؟ "

قاطعت كلماته الحمقاء بنبرة منزعجة بينما أحاول التملص منه لكنه جذبتني نحوه ليحتضنني بين ذراعيه بقوة دون تركي ، فصرخت به حانقاً :

" إبتعد عني ، ألا تفهم يا عقل الخردة ؟ "

أهنته لكنه بدلاً عن إظهار الغضب ابتسم و غرز أظافره بجلد ظهري حيث يحتضنني فكتمت آلمي حين نطق بهدوء مخيف :

" آل لا تتجرأ و تهينني كي لا ترى ما يمكنني فعله فأنا مازلت أتمني أخذك معي لكني أمنع نفسي المريضة من إيذائك .. لتعلم فقط أني إن فتحت ذلك الباب ، فأنت من ستندم .. "

سكت للحظات حينها إبتلعت رمقي بصعوبة و نبض قلبي يضطرب .. سمعته بعدها ينطق بينما يدفعني أرضاً لأقابل الارض بذراعاي :

" أرسل لي تحياتي لديفيد ... "

توسعت حدقتاي لمعرفته بعودة أخي .. نظرت إليه لأجده يغادر معطياً إياي ظهره حتى إختفى .. تنهدت بعمق ، وقفت بصعوبة بعدها لأغادر للمنزل لكني إنتفضت قبل إكمالي للطريق حين تفاجئت بوجود شقيقي أمامي ! .. هل سمع ما دار بيني و بين مايكل ؟ .. هل رأي ما حدث قبل دقائق ؟

سَنَد 2 "مكتملة" بقلم أسماء الصافيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن