" " مثير للشفقة ! " "
خرج صوتي يخترق سكون الليل قاصداً إخراج جام غضبي فيه .. كنت أعلي الجسر أسفلي ينهمر النهر ، الهواء كان يحرك الماء بقوة ليسير كأمواج ، كان يحرك شعري و قميصي الخفيف أيضاً يثير فيّ البرد و يجعل قشعريرة باردة تسري بعظامي لكني لم أبالي ، كان عقلي مشغولاً بالكثير ، بأفكارٍ مشتعلة!
تنهدت تنهيدة عميقة ثقيلة و أنا أحدق بالمياة أسفل الجسر ، القفزة للأسفل ستهلكني لكن بعدها ماذا سيحدث لي ؟ الموت ؟ أم حياة اخري؟
شردت بأفكاري الإنتحارية حتى تصلب جسدي و إنتفضت بجزع ألتفت نحو صاحب تلك اليد التي حطت علي كتفي بثقل لأجده أمامي ، ياه لم أراه منذ .. منذ فترة لا بأس بها !
" لما الخوف صغيري .. لقد أتيت لإشتياقي لك ."
تكلم بخبث بينما أنامله تتحرك علي خدي بطريقة مثيرة للريبة جعلتني خائف لسبب أجهله لكني فتحت فمي و واجهته بدون مقدمات :
" كنت السبب بموت والداي لكنك لم تقتلهما ، فلماذا تتعامل مع طفلهم بهذه الطريقة ؟! "
_" لأنك طفل و أنا أحب اللعب مع الاطفال ."
أجابني بهدوء و لطافة غير طبيعية و كأن ما قاله رائع او لطيف كشئ مقنع بالنسبة له ! ألا يعلم أن مزاحه ثقيل مثلـ... وااه !!
بالكاد صرخت بصدمة حين شعرت بيداه تدفعني للخلف فجأة لكنه أمسكني من كتفاي سريعاً قبل أن أسقط بالمياة ، هو يريد إخافتي أعلم لكن ذلك سخيف !
" كدت تسقطني يا سخيف ! "
تعالت قهقهاته ممزقة سكون الليل ، كان لا أحد علي الجسر سوي بعض السيارات القليلة جداً التي تعبر لكن لم يكن يوجد مارة بسبب برودة الليل فقد إقتربنا من الشتاء و لك أن تتخيل شتاء أوروبا !
_" مازلت أحمق آلين ، مازال سدك ضعيف فأنت .. "
" أيمكنك أن تخرس و تترك ذراعاي ؟ "
قاطعت كلماته الحمقاء بنبرة منزعجة بينما أحاول التملص منه لكنه جذبتني نحوه ليحتضنني بين ذراعيه بقوة دون تركي ، فصرخت به حانقاً :
" إبتعد عني ، ألا تفهم يا عقل الخردة ؟ "
أهنته لكنه بدلاً عن إظهار الغضب ابتسم و غرز أظافره بجلد ظهري حيث يحتضنني فكتمت آلمي حين نطق بهدوء مخيف :
" آل لا تتجرأ و تهينني كي لا ترى ما يمكنني فعله فأنا مازلت أتمني أخذك معي لكني أمنع نفسي المريضة من إيذائك .. لتعلم فقط أني إن فتحت ذلك الباب ، فأنت من ستندم .. "
سكت للحظات حينها إبتلعت رمقي بصعوبة و نبض قلبي يضطرب .. سمعته بعدها ينطق بينما يدفعني أرضاً لأقابل الارض بذراعاي :
" أرسل لي تحياتي لديفيد ... "
توسعت حدقتاي لمعرفته بعودة أخي .. نظرت إليه لأجده يغادر معطياً إياي ظهره حتى إختفى .. تنهدت بعمق ، وقفت بصعوبة بعدها لأغادر للمنزل لكني إنتفضت قبل إكمالي للطريق حين تفاجئت بوجود شقيقي أمامي ! .. هل سمع ما دار بيني و بين مايكل ؟ .. هل رأي ما حدث قبل دقائق ؟
أنت تقرأ
سَنَد 2 "مكتملة" بقلم أسماء الصافي
Action. ✨في يوماً ما قد غاب السند ، فبقيت أنا السد. ✨ . بدأت 27 ديسمبر 2020 . انتهت 27 مارس 2021 بدأت نشر 26 اغسطس 2021 انتهي النشر 21 ديسمبر 2021