الـفـصـل الأول

508 12 0
                                    


في صباح جديد في إحدى الحارات الشعبية وتحديدًا في ذلك المنزل القديم فتحت تلك الفتاة عيناها وتململت قليلا في فراشها بـ كسل لا تريد النهوض ..  لكن عندما تذكرت أن اليوم هو أول يوم عمل لها وعليها ألا تتأخر وإلا سوف تطرد ... نهضت و ركضت بسرعة إلى خزانتها القديمة واخرجت ملابس منها وتوجهت إلى خارج الغرفة حيث الحمام الوحيد الذي يوجد في منتصف الممر المؤدي الي المطبخ، عندما دلفت للخارج وجدت والدتها وشقيقتها تجلسان على طاولة الطعام يقطعان البطاطس فتوجهت إليهم وقالت بإبتسامة مشرقة:
- صباح الخير.
ابتسمت والدتها تلقائيًا عندما رأتها وأردفت بحب:
- صباح النور يا حبيبتي.

نظرت لها شقيقتها من أعلاها لأسفلها بنظرة استهزاء ثم هتفت وهي تلوي شفتيها بإعتراض:
- خير ... وهيجي منين الخير ياختي !!؟

رمقتهـا بـ نظرةٍ مُعاتبة وغضب من جملتها تلك فاجأبتها بإيمان وثقة بالله تعالي:
- من عند ربنا سبحانه وتعالي .... ثم نظرت لوالدتها وأكملت :
- عن إذنك يا ماما

-إتفضلي يا حبيبتي.

نظرت شقيقتها في اثرها بإستهزاء وقالت في سرها:
- عِيلَة فقر.

بعد قليل خرجت شروق من الحمام وعادت إلى غرفتها واخذت الفرشاة لتمشط شعرها .... بعد أن إنتهت لفته على هيأت كعكة ثم توجهت لخزانتها واخذت الاسدال الخاص بها وإرتدته حتى تصلي فرض ربها ... بعد أن أدت فرض ربها نزعت الاسدال عنها وإرتدت ملابسها المكونة من فستان لونه أسود مهترئ بسبب كثرة تنظيفه واخذت وشاح طويل من نفس اللون ولفته على رأسها ثم دلفت لخارج الغرفة قاصدة الدلوف إلى المطبخ حتى تخبر والدتها بأنها سوف تبدأ العمل لأنها كانت تبحث من دون علمهم فـ إذا كـانت أخبرتهم أنها تريد ان تعمل لتساعدهم سوف يرفضو.

دلفت للداخل فوجدت والدتها تنتشل البطاطس من الزيت فــ هتفت بنبرة عالية قليلا حتى تستمع لها والدتها:
- ماما عايزة أقول لــ حضرتك حاجة.

اومأت لها والدتها بموافقة دون ان تلتفت وقالت:
-تمام يا حبيبتي اشيل بس البطاطس وهجيلك برة.

اومأت شروق بطاعة ودلفت للخارج تنتظر والدتها بالصالة ، وقفت تنظر لساعة الحائط بقلق فقد إقترب موعد العمل ...  بعد دقائق جاءت والدتها وسألتها بنبرة متعجبة ومترقبة:

-كُنتِ عايزة تقولي ايه!!؟ 

إرتبكت شروق خيفة من رد فعلها لكنها أخذت نفس عميق تهدء به أعصابها وكأنها تعطي الثقة لنفسها بهذه الطريقة، وأردفت بخوف:
- أنا هشتغل في مطعم.

اتسعت عيني والدتها بصدمة من انها لا تعلم شيء هي ووالدها عن هذا الموضوع وسألتها بنبرة حادة، صارخة:
- وإزاي هتبدأي شغل من غير ما تاخدي رأينا !!؟

 دمار حياتي ©️ -  كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن